هل تساءلت يوماً عن ماهية الأطعمة التي تعزز التركيز و تساعد في عملية التعلم و النمو العقلي لدى الأطفال ؟
للإجابة على هذا السؤال ، يقدم اختصاصي التغذية إيمير ديلاني Emer Delaney أفضل خمسة أطعمة تعزز القدرة العقلية بالإضافة إلى وصفات مناسبة للعائلة من أجل دمجها في نظامك الغذائي اليومي الخاص بك ...
و لاشك أن قيام الأطفال بالدراسة معظم وقتهم يعتبر فرصة مثالية لبدء التفكير في أفضل الأطعمة للمساعدة في عملية التركيز عندهم .
و نحن جميعاً ندرك أهمية الفاكهة و الخضروات ، و لكن ماذا يمكننا أن نقدم لأطفالنا لتحسين فرصهم في الحصول على يوم دراسي جيد؟
و من أجل ذلك ، إليك عزيزي القارئ فيما يلي أهم خمسة أطعمة يمكنك إضافتها للنظام الغذائي الخاص بـ طفلك أسبوعياً ، و ذلك اعتباراً من سن 12 شهراً لتساهم في تعزيز النمو العقلي لديه و تزيد من قدراته العقلية:
1- البيض :
لقد بات معروفاً لنا أن أدمغة الأطفال تتطور بمعدل كبير ، خاصةً في السنوات الأولى من حياتهم.
و يعتبر الكولين Choline فيتامين مهم جداً و هو يلعب دوراً أساسياً في النمو العقلي للطفل ، لأنه حيوي من أجل إنشاء خلايا الذاكرة في عمق الدماغ.
و يلبي صفار البيضة الغني بالكولين تقريباً الاحتياجات اليومية للأطفال حتى ثماني سنوات.
كما يحتوي البيض أيضاً على نسبة عالية من البروتين ويحتوي على الحديد ، وحمض الفوليك وفيتامين A - وكلها مهمة لنمو الخلايا وإصلاحها و تطورها.
لذا قم بتشجيع أطفالك على تناول البيض بانتظام ، ما لم تكن لديهم حساسية تجاهه .
وكذلك يعتبر البيض المسلوق الممزوج بكمية صغيرة من المايونيز مثالياً في الساندويتش ، أو بإمكانك أن تجرب البيض و الخبز الفرنسي كوجبة إفطار في عطلة نهاية الأسبوع عندما يكون لديك المزيد من الوقت.
2- الأسماك الدهنية أو الزيتية :
تحتوي الأسماك الدهنية الغنية بالأوميغا 3 -و التي تعتبر حيوية لنمو الدماغ و الصحة العقلية- على العديد من الفوائد المهمة .
و تعتبر أحماض أوميغا 3 الدهنية مكونات أساسية لبناء المجموعات اللازمة لتطوير الخلايا و نموها .
و هناك أنواع معينة من دهون الأوميغا 3 هي من أكثر الدهون الموجودة في الدماغ ، و قد أظهرت بعض الدراسات أنها قد تساعد في إدارة المشاكل السلوكية بسبب دورها في وظيفة الناقل العصبي.
كما ربطت دراسات أخرى قدرة القراءة الضعيفة مع مستويات منخفضة من أوميغا 3 و ارتباط المكمل بوظيفة الذاكرة المحسنة.
و يعد كل من السلمون والماكريل والتونة الطازجة و التراوت و السردين و الرنجة مصادر رائعة لزيوت أوميغا 3 .
و يجب تناولها مرة واحدة في الأسبوع. و ما على الآباء إلا أن يحاولوا استبدال أحد أطباق اللحوم الخاصة بأطفالك من أجل تضمين أحد هذه الخيارات الصحية للأسماك بهذه الوصفات المناسبة للعائلة.
1- أصابع كعكة السمك - باستخدام الماكريل والسلمون .
2- كعكات أسماك رائعة - باستخدام السردين .
3- برغر التونة المنعش - باستخدام شريحة لحم التونة الطازجة .
4- لقيمات فطيرة السمك - باستخدام فيليه السلمون .
3- الشوفان والحبوب وخبز الحبوب الكاملة :
توفر الحبوب الكاملة الغنية بالكربوهيدرات الجلوكوز glucose و الطاقة اللازمة لتعزيز القدرة العقلة و تحسين النمو العقلي لدى الأطفال.
كما أنها مليئة بفيتامينات B التي تغذي الجهاز العصبي الصحي.
و قد أظهرت العديد من الدراسات أن تناول وجبة إفطار مليئة بكميات كبيرة من الحبوب الكاملة يحسن من الذاكرة القصيرة المدى و الانتباه عند مقارنته بالكربوهيدرات المكررة أو عدم تناول وجبة الصباح على الإطلاق.
و من الممكن العثور على الحبوب الكاملة في الشوفان و الخبز الحبيبي و الأرز البري و الكينوا و الحنطة السوداء.
كما أن أطعمة الحبوب الكاملة غنية بالألياف ، و التي تنظم إمدادات الجلوكوز في الجسم.
لذلك حاول أن تبدأ أيام طفلك بالحبوب الكاملة أو الشوفان.
إذ تعتبر حبوب البسكويت الكاملة مع الإضافات اللذيذة مثل الجبن و الأفوكادو المهروس أو الموز وجبات رائعة لتعزيز النمو العقلي لطفلك.
كما أن الحمُّص أو الفاصولياء مع حبوب القمح الكاملة هي فكرة سهلة و سريعة لوجبات الغداءالتي يأخذها الأطفال معهم إلى المدرسة ؛ أو من الممكن تبديل الأرز أو الكسكسي مع الكسكسي المصنوع من القمح الكامل لتناول العشاء.
4- الفاصولياء :
تعتبر الفاصوليا حبوباً غنية بالبروتين و مليئة بالفيتامينات و المعادن ، و هي خيار غذائي ممتاز لأطفالك.
و تحتوي حبوب الفاصولياء المتوسطة الحجم (فاصولياء البنتو pinto beans ) و فاصولياء الكلى Kidney beans على دهون أوميغا 3 أكثر من الفاصوليا الأخرى التي نعرف أنها مهمة لنمو الدماغ و وظيفته.
و لا يقتصر الأمر على تحريرها للطاقة ببطء مما يساعد الأطفال في البقاء مليئين بالطاقة ، بل سيساعدهم على التركيز و زيادة قدراتهم العقلية الأخرى.
و بالتأكيد سيتحسن أداءهم الدراسي إذا كانوا مستمتعين في وقت الغداء.
و بإمكان الأم رش حبوب الفاصولياء المخلوطة على السلطة ، جربي هرسها ، أو أضافتها إلى الخس المبشور و الجبن، لعمل حشوة ساندويتش مثالية.
كما أن خلط الفاصولياء في صلصة السباغيتي أو تبديلها من حين لآخر باللحوم سيكون خياراً جيداً من أجل تناولها في وجبة العشاء.
5- الحليب و اللبن و الجبن :
يعتبر كلاً من الحليب و اللبن و الجبن من الأطعمة المغذية للغاية ، فهي غنية بالبروتين وفيتامينات B التي تعتبر ضرورية للنمو العقلي لـ الأطفال لدورها المهم في نمو أنسجة المخ و الناقلات العصبية والإنزيمات التي تلعب جميعها دوراً مهماً في الدماغ.
كما أن لها فائدة أخرى تتمثل في أن هذه الأطعمة غنية بالكالسيوم، و الذي يعتبر عنصراً حيوياً لنمو الأسنان و العظام القوية و الصحية.
و من المعروف أن لدى الأطفال متطلبات مختلفة للكالسيوم و ذلك اعتماداً على أعمارهم ، و لكن يجب أن تهدف إلى تضمين اثنين إلى ثلاثة مصادر غنية بالكالسيوم بشكل يومي .
أما إذا لم يكن طفلك من محبي الحليب ، فلا تقلق ، فهناك طرق أخرى يمكنك من خلالها إضافة منتجات الألبان إلى النظام الغذائي: فمثلاً يمكنك استخدام الحليب بدلاً من الماء عند صنع العصيدة أو الحلويات أو الفطائر ؛ كما يمكنك تقديم الزبادي كتغميس في الخضار المقطعة أو الفواكه أو أعواد الخبز أو جيوب بيتا ؛ حيث يرش الجبن المبشور في المعكرونة أو العجة أو فطيرة السمك أو فطيرة الراعي.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الدماغ الصحي : أفضل عشرة أطعمة صحية لدماغ الأطفال