الخرف
هل يمكن أن يزيد لعمل البدني الشاق مخاطر الإصابة الخرف ؟

توصلت دراسة إلى أن معدل الإصابة بالخرف لدى الرجال الذين كانوا في السابق يعملون في وظائف تتطلب مجهوداً بدنياً شاقاً يزيد بمقدار مرة و نصف عن أولئك الذين كان عملهم مستقراً.

و كما هو معلوم فإن الخرف يؤثر على:

  • الذاكرة

  • التفكير

  • السلوك 

  • والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، يعاني حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف ، و تشير التقديرات إلى أن العدد سيتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050.

هناك بعض الأدلة على أن التمارين البدنية أثناء أوقات الفراغ ، مثل التمارين و ركوب الدراجات و الركض والرياضات التنافسية ، قد تحمي من الخرف في وقت لاحق من الحياة.

ومع ذلك ، تشير أحدث الأبحاث إلى أن العمل البدني الشاق ، مثل أعمال البناء أو إزالة ردم المنازل ، له تأثير معاكس.

و يكمن التفسير في، التأثيرات الفيزيولوجية المختلفة لنوعي النشاط و العمل البدني.

يقول العلماء ، بقيادة جامعة كوبنهاغن في الدنمارك ، إن العمل الذي يتطلب جهداً بدنياً غالباً ما يتضمن:

  • الوقوف لفترات طويلة

  • الحفاظ على أوضاع "ثابتة"

  • رفع الأشياء الثقيلة

  • و العمل في ظروف متكررة أو غير ملائمة جسدياً.

و قد ينطوي هذا النوع من العمل على مجهود مستمر تقريباً - على سبيل المثال ، تحريك الأحمال الثقيلة أو استخدام أدوات الطاقة - مع عدم كفاية الوقت بين النوبات حتى يتعافى الجسم.

على النقيض من ذلك ، غالباً ما تكون التمارين البدنية أثناء وقت الفراغ شديدة الكثافة و لكنها قصيرة المدة ، مع وقت طويل للتعافي. كما أنها تميل إلى تضمين مواقف أكثر "ديناميكية" ، مثل تلك التي تشارك في الرياضات التنافسية ، مثل الاسكواش أو كرة السلة.


صحة القلب والأوعية الدموية

أكد العلماء أن هناك أدلة كثيرة على أن التمارين الترفيهية تحسن لياقة القلب و الأوعية الدموية وتقلل الالتهاب حول الجسم. و عن طريق تحسين تدفق الدم إلى الدماغ ، وتعزيز نمو الأعصاب ، والحفاظ على الحُصين - منطقة الدماغ حيث يتم تشفير الذكريات - قد يساعد ذلك في درء الخرف.

و من ناحية أخرى ، قد يؤدي العمل البدني المستمر و المتكرر إلى إضعاف لياقة القلب و الأوعية الدموية و زيادة الالتهاب.

فقد وجدت الأبحاث السابقة ارتباطاً بين ارتفاع مستويات العمل البدني و زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات.

و بالنسبة للأشخاص الذين ينطوي عملهم على الكثير من المجهود البدني ، فإن ضعف وظائف القلب والأوعية الدموية قد يزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بـ الخرف.

تقول كيرستن نابي نيلسن Kirsten Nabe-Nielsen ، التي قادت البحث بالتعاون مع مركز الأبحاث الوطني لبيئة العمل في الدنمارك Denmark’s National Research Centre for the Working Environment و مستشفى  بسيبيرغ و  فريدريكسبيرج Bispebjerg and Frederiksberg Hospital في كوبنهاغن:

" هذا شيء حاولت دراسات أخرى إثباته ، لكن دراستنا هي أول من ربط الأمرين بشكل مقنع".

و في نصائح الصحة العامة حول الوقاية من الخرف ، توصي وكالات مثل منظمة الصحة العالمية بالنشاط البدني دون التفريق بين الأنواع المختلفة. 

تقول نابي نيلسن "لكن دراستنا تشير إلى أنه يجب أن يكون "شكلاً جيداً "من النشاط البدني ، وهو ما لا يمثله العمل البدني الشاق.

"لذا يجب على المرشدين من السلطات الصحية التفريق بين النشاط البدني في أوقات فراغك و النشاط البدني في العمل ، حيث يوجد سبب للاعتقاد بأن شكلي النشاط البدني لهما تأثيرات معاكسة.

لقد نُشر البحث في المجلة الاسكندنافية للطب والعلوم في الرياضة Scandinavian Journal of Medicine & Science in Sports.


دراسة الذكور في كوبنهاغن

لتحليلهم ، اعتمد العلماء على بيانات من دراسة الذكور في كوبنهاغن. و كانت هذه دراسة طولية بدأت في 1970-1971 و قام فيها موظفون من 14 شركة عامة و خاصة كبيرة بملء استبيانات حول عملهم و أسلوب حياتهم.

و قد كانت أعمار المشاركين تتراوح بين 40-59 سنة في بداية الدراسة. و تمت متابعة إجمالي 4721 رجلاً لكل منهم منذ بلوغهم سن الستين حتى عام 2016.

و استخدم الباحثون السجلات الوطنية لتحديد ما مجموعه 697 حالة من حالات الخرف بين المشاركين في سياق الدراسة.

و لتحليلهم ، أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الأخرى التي يمكن أن تسهم في خطر الإصابة بالخرف ، مثل:

  • عمر المشاركين

  • الحالة الاجتماعية والاقتصادية

  • الحالة الاجتماعية

  • والضغط النفسي. 

كما قاموا بإجراء تعديلات على ما إذا كان المشاركون يدخنون ، و كمية الكحول التي يشربونها ، و مؤشر كتلة الجسم و ضغط الدم.

حتى و بعد احتساب هذه العوامل ، بنهاية الدراسة ، كان لدى المشاركين الذين أبلغوا عن مستويات عالية من العمل البدني ما يقرب من 1.5 مرة من معدل الخرف من الأشخاص الذين قالوا إن عملهم كان مستقراً.


نقاط القوة و الضعف

لاحظ المؤلفون أن إحدى نقاط القوة في دراستهم كانت فترة المتابعة الطويلة جداً. هذا مهم ، لأن التغيرات المرضية المرتبطة بالخرف يمكن أن تبدأ قبل عقود من ظهور الحالة.

و هم أيضاً لاحظوا العديد من القيود. على وجه الخصوص ، تم الإبلاغ عن مقدار النشاط البدني في العمل في وقت واحد فقط ، لذلك لا يمكن لتحليل العلماء تفسير أي تغييرات في المهنة سواء قبل أو أثناء الدراسة.

بالإضافة إلى ذلك ، اعتمد تحليلهم على تشخيصات الخرف المعطاة في شهادات الوفاة. 

لقد كتبوا أنه حتى اليوم فإن السجلات الدنماركية أقل بكثير فعلياً في الإبلاغ عن الخرف. إذ قد يؤدي هذا الميل إلى عدم الإبلاغ عن الخرف إلى تحيز النتائج إذا كان من المرجح حدوثه في مجموعة دراسة واحدة أكثر من الأخرى.

وكذلك يعتبر نقص مشاركة الإناث قيد رئيسي آخر. فقد لا يؤثر العمل البدني والتمارين الترفيهية على الجنسين بالتساوي.




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما و نرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

الخرف أحد أسباب الوفاة و الذي غالباً ما يتم التغاضي عنه

ما هي العلامات المبكرة لـ الخرف ( ألزهايمر ) ؟

التفكير السلبي المتكرر و صلته القوية بالخرف


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل