تظهر دراسة أجريت على كبار السن كيف أن تغيير (نمط الحياة) مثل النظام الغذائي و زيادة النشاط البدني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف ، حتى لو كان لدى الشخص بالفعل تشخيص لـ التدهور المعرفي.
و يصف الخرف Dementia مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بصعوبات في التفكير و التذكر و الاستدلال. و يعد مرض ألزهايمر Alzheimer’s disease أكثر أنواع التدهور المعرفي شيوعاً.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، يعيش ما لا يقل عن 5 ملايين شخص مصابين بمرض ألزهايمر و الخرف المرتبط به في الولايات المتحدة. و مع تقدم السكان في العمر ، يتوقع الخبراء أن يزداد هذا العدد بشكل كبير.
على الرغم من أن العلماء لا يعرفون السبب البيولوجي الدقيق لمرض ألزهايمر ، فإنهم يعرفون أن بعض عوامل نمط الحياة Lifstyle تزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف.
و تشمل هذه العوامل:
- التدخين
- تعاطي الكحول
- النظام الغذائي
- قلة النشاط البدني.
و قد قدرت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى نصف حالات مرض ألزهايمر في جميع أنحاء العالم قد تكون مرتبطة بعوامل معينة في نمط الحياة.
في حين جربت دراسة جديدة ، بقيادة الجامعة الوطنية الأسترالية The Australian National University في كانبيرا ، سلسلة من التدخلات المتعلقة بنمط الحياة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من التدهور المعرفي.
لقد أرادوا معرفة ما إذا كانت هذه التغييرات يمكن أن تحسن الحالة المعرفية للشخص و ربما تقلل من خطر الإصابة بالخرف.
و وجدوا أن الأشخاص الذين غيروا بنشاط جوانب معينة من نمط حياتهم شهدوا تحسينات كبيرة في إدراكهم.
كذلك يشير هذا إلى أن إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن يغير مسار التدهور المعرفي cognitive decline و يقلل من خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر.
و للعلم فقد نشرت مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة The Journal of the American Geriatrics Society ، هذه الدراسة.
التدخلات
اشتملت الدراسة على 119 شخصاً تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر ممن لديهم:
- إما تدهور معرفي (ذاتي) غير موضوعي (SCD subjective cognitive decline) ، و هو تجربة تم الإبلاغ عنها ذاتياً، للارتباك أو فقدان الذاكرة
- أو اعتلال معرفي معتدل (mild cognitive impairment MCI) ، و هو شكل مشخص سريرياً من التدهور المعرفي.
و يعتبر الأطباء أن كلاهما من الأعراض المبكرة للخرف ، على الرغم من أنه ليس كل شخص مصاب بالتدهور المعرفي الذاتي أو الاعتلال المعرفي المعتدل، سيصاب حكماً بالخرف.
و قد هدفت الدراسة ، التي تعد جزءاً من تجربة الجسم و الدماغ و الحياة من أجل التدهور المعرفي (Body, Brain, Life for Cognitive Decline BBL-CD) ، إلى تحديد ما إذا كانت مستويات النظام الغذائي و النشاط يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي.
لقد قسم الباحثون المجموعة إلى قسمين تقريباً. و على مدار 8 أسابيع ، أكملت مجموعة واحدة (مجموعة المراقبة النشطة) وحدات على الإنترنت حول مخاطر الخرف ، بما في ذلك معلومات عن نظام غذائي متوسطي.
و أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يمكن أن يبطئ من الضعف الإدراكي ، و التمارين الرياضية ، و المشاركة المعرفية.
و أكملت مجموعة التدخل نفس التدريب عبر الإنترنت و شاركت في الأنشطة العملية ، بما في ذلك الاجتماع مع اختصاصي التغذية و أخصائي فيزيولوجيا التمرينات و استكمال تمارين تدريب الدماغ.
تقليل المخاطر
بحلول نهاية الدراسة ، كانت مستويات الإدراك لمجموعة التدخل أعلى بكثير من تلك الخاصة بالمجموعة الضابطة. و قام الباحثون بقياس هذا باستخدام عدة أدوات ، بما في ذلك مقياس الزهايمر المعرفي لتقييم مرض ألزهايمر.
و كان التعرض لعوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة لمرض ألزهايمر - الذي تم تقييمه باستخدام مؤشر الخطر الذي طورته الجامعة الوطنية الأسترالية - أقل أيضاً بشكل ملحوظ في مجموعة التدخل في المتابعة لمدة 3 أشهر.
و مع ذلك ، في المتابعة النهائية (6 أشهر) ، لم يكن هذا هو الحال. حيث يشير هذا إلى أن الأفراد بحاجة إلى الحفاظ على هذه التغييرات في النظام الغذائي و النشاط، لملاحظة الفائدة المستمرة.
بشكلٍ عام ، تظهر الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون بالفعل من التدهور المعرفي يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.
حقيقةً أنه بإمكانهم تحقيق ذلك من خلال استخدام تغييرات بسيطة نسبياً و فعالة من حيث التكلفة في نمط الحياة أمر واعد بشكل خاص.
"مع التدخل الصحيح ، قد يحتفظ الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي بالمرونة العصبية الكافية لدماغهم لكي" يرتد "من التدهور". كما أكد ميتشل ماكماستر ، مؤلف الدراسة الرئيسي و هو طالب الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية...
هناك حاجة لتجارب أكبر
تضيفُ دراسةُ إثبات المفهوم هذه، إلى الدليل على أن إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن يعزز الإدراك.
و مع ذلك ، كانت هذه الدراسة قصيرة نسبياً ، مع متابعة أقصاها 6 أشهر فقط. حيث يقول الباحثون إن تجربة المتابعة مع المزيد من المشاركين و على مدى فترة أطول ستكون مهمة لتأكيد هذه النتائج، و إظهار التحسينات المعرفية المستمرة.
كذلك تشير النتائج التي تفيد بأن الأشخاص لم يحافظوا على انخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنهاية الدراسة إلى أن الأشخاص قد يحتاجون إلى جلسات تقوية لضمان استمرار الفوائد.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
عيش الحياة بطريقة صحيحة : كيف تتوقف عن العيش بطريقة آلية؟
فكرة جديدة في الوعي .. كيفية حل مشاكل الحياة؟ الدكتور ديباك شوبرا