الحياة
عيش الحياة بطريقة صحيحة : كيف تتوقف عن العيش بطريقة آلية؟

عيش الحياة بطريقة آلية. هل سمعت بهذه العبارة من قبل؟ أم انك جربتها؟ 

نعم بالتأكيد عن القرار يعود لك فيما إذا كنت تريد أن تعيش الحياة الصحيحة، تستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير، أم أنك تفضّل أن تبقى رهيناً لنمط حياتك الكئيب.

 و أكاد أجزم بأن أغلبنا قد مرّ بمرحلة ما تشبه الحياة الآلية. فكل تلك الأيام التي تشعر فيها كما لو أنك تكرر سيناريو الأمس مجدداً مراراً وتكراراً... تستيقظ، ترتدي ملابسك، تذهب للعمل، تأكل، تكمل عملك، تعود للمنزل، تأكل، تنام، ويستمر نفس الروتين.

بل ربما حتى تكتشف أنك تفكر في الأفكار نفسها في نفس الوقت من اليوم.

و يبدو الأمر كما لو أنه لا شيء جديد يحدث، و تستمر حياتك فقط في التقدم، لكنها غالباً بدونك.

هل يبدو ذلك مألوفاً لديك؟ 

هل تساءلت يوماً لماذا يبدو الأمر على هذا النحو وكيف تستطيع التخلص منه؟

كيف يبدو العيش داخل براثن الحياة الآلية؟

إذا وجدت ما سبق مطابقاً لحالتك، فحاول الإجابة على الأسئلة التالية.

  • ماذا كنت تفعل صباح يوم الإثنين السابق؟ 
  • ماذا ستفعل صباح يوم الإثنين القادم؟
  • هل ستفعل نفس الشيء؟ 
  • ماذا عن بقية الأيام الأخرى؟ 

العيش بطريقة آلية..

إذا كانت أيامك لا تعدو كونها مجرد تكرارٍ رتيب لبعضها، فمرحباً بك في ما نطلق عليه "العيش بطريقة آلية" Living on autopilot .

وهذا يعني أنك أسيرٌ داخل روتينٍ يومي. تعيش في دائرة مغلقة لانهائية من الأنشطة نفسها التي تفعلها كل يوم بدون حتى أن تلاحظ ذلك. 

كيف تعرف ما إذا كنت تحيا بطريقةٍ آلية؟

الجواب بسيط.. إذا كانت تتملكك نفس المخاوف كل يوم، وتسأل الأسئلة ذاتها، وتبدو أيامك جميعاً كما لو كانت نسخاً متطابقة، فأنت واقعٌ في الفخ.

هناك طريقة بسيطة لتكتشف بها إذا ما كنت أسيراً داخل هذه الدائرة المغلقة، وهي أن تقوم بتدوين ما تفعله يومياً لمدة أسبوع وتتعرف على نمط حياتك.

افتح مذكرةً جديدة تماماً، وابدأ من اليوم، دوّن أهم الأحداث التي فعلتها خلال اليوم. و بعد مرور سبعة 7 أيام، ألق نظرةً على ما قمت بتدوينه واكتشف الأشياء المتشابهة.

فكّر بشأن كل الأشياء التي تفعلها والتي لا تتطلب تركيزك. فكل الأفعال التي تبدر منك نتيجة القصور الذاتي تعدّ جزءاً من الحياة الآلية. 

يبحر عقلك بعيداً، مشغولاً بالهموم والأفكار اللانهائية أثناء إعدادك لكوب القهوة في الصباح. 

كم عدد المرات التي نسيت بها ما إذا كنت أغلقت الباب أم لا؟

طالما أنك لا تولي اهتماماً للأشياء التي تفعلها في اللحظة الحاضرة "الآن" ، فمن الطبيعي أن تفوّتها وتنسى إذا ما كنت فعلتها، لإن عقلك مشغولٌ في وادٍ آخر.

و هذه هي جميع أعراض symptoms العيش بطريقة آلية living an automatic life. وربما تتساءل الآن ما إذا كان هنالك سبيلٌ للتخلص منها.

قد يدفعك شعورك بأنك عالقٌ في هذه الحياة الآلية، إلى الاعتقاد بأن هذا ما يشعر به الجميع، وأنه "ضريبة النضوج" أي أنك أصبحت بالغاً. 

و على الرغم من أن السواد الأعظم ممن يعيشون حولك قد تتشابه حالتهم معك، الأمر الذي يجعل تحطيم هذه الدائرة اللانهائية يبدو مرعباً، غير أن هناك طرقاً بسيطة لفعل ذلك. اختر بملء إرداتك أن تتخلص من الوضع الراهن، و أن تبدأ في العيش داخل اللحظة الحالية present moment. 

فلا تدع حياتك تنسل من بين يديك، وتتقدمك، بينما أنت تبقى عالقاً في الرتابة اليومية الخانقة منتظراً إشارة العبور، وأفكارك تبحر في أودية أخرى بعيدة.

كيف تتوقف عن العيش بطريقة آلية

إنني متأكد من أن هذه الدائرة المغلقة المملة لا تبدو مثيرةً لك:  تستقيظ - تأكل - تذهب للعمل - تعمل - تتساءل عما ستتناوله على العشاء - تعود للمنزل - تأكل - تنام - وتكرر نفس الأمر.

إننا نقرّ بمدى سهولة البقاء في هذه الدائرة المغلقة وأن معظمنا يبحر عميقاً داخل هذه الحياة الآلية. بل وربما نحب هذا النمط من الحياة. بيد أن القرار يعود إليك لتقرر ما إذا كنت تريد أن تستمتع بمشهد شروق الشمس وزقزقة العصافير. أو أنك تفضّل أن تبقى رهيناً لنمط حياتك الكئيب.

أرجوك... لا تبتئس إذا وجدت أن حياتك تشابه ما نتحدث عنه، فبحوزتي الكثير من الطرق للتخلص من هذه الأنماط الرتيبة.

و لتتعرف على بعض الأفكار التي تعينك على التخلص من الحياة الآلية، تابع القراءة. 

  • اصنع بعض التغييرات الطفيفة في مهامك اليومية

يمكنك التخلص من العيش بطريقة آلية عن طريق القيام بتغييرات صغيرة في روتينك اليومي. فإذا قمت بعمل شيءٍ غير مألوف قليلاً، فبوسع ذلك أن يجعل وعيك حاضراً في اللحظة الحالية. وهذا لإن عقلك سيرغب في الاهتمام بهذه الطريقة الجديدة التي اتبعتها في فعل مهامك المعتادة. 

  • يمكنك مثلاً أن تبدأ في إغلاق الباب بواسطة اليد التي لا تستعملها عادةً. 
  • قم بتغيير نكهة القهوة أو الشاي اللذين تحتسيهما في الصباح.
  • أثناء العمل، قم بالتواصل مع شخصٍ ما، نادراً ما تتحدث معه.
  • اذهب إلى مرحاض جديد في طابقٍ مختلف عن الذي تقصده عادةً – فإن هذا سيمدّك بنشاطٍ بدنيٍ إضافي في يومك. 
  • اسلك مساراً جديداً أثناء ذهابك إلى العمل.
  • توقف أثناء سيرك إلى العمل، و أعطِ نفسك مهلةً للإعجاب ببناية، أو منتزه، أو حتى بشكل السماء.
  • خذ نفساً عميقاً قبل دخولك إلى مكتب عملك.
  • قم بارتداء شيءٍ لم ترتديه لأكثر من عام.
  • واظب يومياً على ممارسات التركيز الكامل للذهن Mindfulness practices

قد يبدو لك التركيز الكامل للذهن نوعاً من الشعوذة، و لكن فكر فيه كطريقةٍ بسيطة تمكنك من استعادة السيطرة على حياتك ووقتك.

سيمكنك استخدام هذه الوسائل البسيطة التي تهتم بالعيش داخل اللحظة الحاضرة على التخلص من نمط الحياة الآلية، كما سيرشدك إلى كيفية الاستمتاع بحياتك.

بيد أنني لا أتحدث عن ساعاتٍ من ممارسة التأمل والجلوس في وضعيات غريبة أو حلاقة رأسك. تابع القراءة لتعرف مدى سهولة إضافة القليل من ممارسات الارتقاء الذهني ليومك.

 في تلك الأيام التي يكتنفك الشعور بأنك متأخرٌ عن جميع الأشياء، فإن الاسترخاء لثوانٍ تأخذ فيها أنفاساً عميقة يمكنه أن يصنع فرقاً مدهشاً. و هناك بعض التقنيات البسيطة للتركيز الكامل للذهن Mindfulness التي باستطاعتك المواظبة على ممارستها يومياً في أقل من دقيقة.

لا تتردد في إضافة بعضها إلى روتينك اليومي.

دمت بمودة و حب...

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن