المشاعر
ما هي حكمة المشاعر؟

نحن كائنات تعمل وفق نظام المشاعر قبل أن نعمل وفق نظام الفكر و العقل. 

و المشاعر تخدم غرضاً بيولوجياً غايتها المحافظة على بقائنا و نمونا و تطورنا نحو الأفضل.

كما أنها تساعدنا في تحديد الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافنا، و هي بمثابة رفيق لنفوسنا تهدف إلى تعليمنا و إرشادنا و تحذيرنا من المخاطر، و التحديات و الصعوبات.

و هي التي تصوب أفعالنا الخاطئة عندما نفهم الرسائل التي ترسلها المشاعر لنا.

و في كثير من الأحيان فإن أغلب الناس يعملون على تجاهل مشاعرهم و عدم الإنصات لها.

حيث يُساء فهمها على نطاق واسع. و بالتالي تصبح حياتنا في حالة تخبط و فوضى و عدم استقرار، رغم التظاهر شكلياً بأننا في حالة جيدة.

إن كل شعور نعيشه هو تذكير لشيء مهم بالنسبة لنا.

فالشعور بالجوع يخبرنا أن نتناول الطعام..

و الشعور بالغضب يخبرنا بأن هناك ظلم واقع علينا..

كما أن الشعور بالوحدة يأتي ليخبرنا بأن هناك خلل في علاقتنا مع الآخرين..

و هكذا مع كل شعور يأتينا إنما يأتي ليوضح لنا مشكلة ما، أو خلل ما بحاجة إلى إصلاح. و بذلك تكون المشاعر بمثابة بوصلة و مُشعر إلى ضرورة الانتباه لأحوالنا الداخلية و الخارجية.

فالمشاعر عندما تُفهم رسائلها و الحكمة التي تحملها لنا تكون قد نبهتنا و علمتنا إلى ما هو مهم لنا.


المشاعر نُظُم إنذار

 إن المشاعر هي نظم الإنذار للبشر للانتباه و التيقظ إلى ما يجري حولهم. كما أن المشاعر هي التي تدفعنا للتحرك و العمل. 

كما أنها هي التي تساعدنا على التواصل الجيد، و على فهم بعضنا البعض. كما أنها هي التي تمنحنا الحافز و الدافع للنشاط و الحيوية و الحماس.

و كذلك فالمشاعر هي التي تزودنا بالمعلومات حول ما نواجهه في عالمنا الداخلي و الخارجي، و هي التي تساعدنا في الرد، و كيفية الاستجابة لما يحدث حولنا و بداخلنا.

و بالتالي تعتبر مهارة التعامل مع مشاعرنا و عواطفنا  من المهارات الأساسية التي تتفوق على الذكاء، بل و يمكن القول بأن المشاعر هي الأساس الحقيقي للذكاء و التفوق.

فلا وجود للفكر بدون مشاعر، فالفكر الخالي من المشاعر هو فكر سطحي و فكر استبدادي. و بالتأكيد فالمشاعر هي التي تؤثر بقوة على العالم.
 

لغة عالمية

إن لغة المشاعر هي لغة عالمية و مشتركة بين كافة البشر. 

فأنت تستطيع أن تخمن مبدئياً -كما يستطيع الآخرون فعل ذلك- بأن فلان سعيد أو حزين أو محبط أو خائف أو منزعج، حتى و لو اختلفنا بالفكر و الانتماء و الهوية.


و للأسف فنحن لا ندرك أهمية و خطورة الشعور، فهو المولد لآلاف من الأفكار.

و نحن خلال شعور سلبي واحد فقط نصنع العديد من الأفكار التي لا تتوقف و لا تهدأ إلا بالمزيد من الأفكار السلبية، و هذا ما يعوق تقدمنا و نمونا و تطورنا.

حقاً إننا كائنات تعمل وفق نظام المشاعر قبل نظام العقل و الفكر، و إنَّ تعلُّم التعامل مع المشاعر الخاصة بنا يُمكنُنا من إحداث فرق في موضوع:

  • السلوك
  • و الأداء
  • و التفكير
  • و النجاح ،

فالشعور هو المعلم الأول لنا و ليس الفكر.
إن مشاعرك تحدد من أنت و كيف تعيش حياتك، و بالتأكيد فإن فهم الغرض الحقيقي للمشاعر يجعلك تتحرر من سلطة المشاعر السلبية.

و من ناحية أخرى فالمشاعر تمتلك سلطة علينا. و عندما نتجاهلها فإننا نصبح في خطر حقيقي. إذ اننا إن لم نشعر بمشاعرنا فإن المشاعر تخرج من تلقاء نفسها على شكل انفعال قد يكون ضار و ربما يكون قاتل.


المشاعر قوة حيوية في الحياة

إن جميع المشاعر السلبية و الإيجابية هي قوى تريد أن توجه حياتنا.

و هي التي تشكل حياتنا سواءً أكنا نريد ذلك أم لا. فمشاعرنا تساعدنا لكي نُكوّن أنفسنا و أن نكون أُصلاء مع الحياة. إنها تعطينا التوجه و القوة.
إن المشاعر هي تعبير عما نحتاجه فعلاً من الحياة. و بالتالي فإن أي نقص في الاحتياجات سوف يترجم إلى مشاعر سلبية، فمثلاً حالة الشعور بالخوف هو إشارة إلى الحاجة إلى الحب و الأمان.
و للأسف لم نتعلم كثيراً عن المشاعر و عن الرسائل التي ترسلها لنا. إذ أننا قد حبسنا مشاعرنا و اخفيناها. و عندما فعلنا ذلك تعثرت طاقة الحياة، و الطاقة المتعثرة تولد الخوف و العنف.

إننا نهدف إلى حياة فاعلة حيث المشاعر و الطاقات تتدفق بحرية. و هي حياة لا نتجنب فيها الصراعات و لا نهمل فيها مشاعرنا، إنما ننظر إليها باعتبارها فٌرصاً للتعمق و الفهم و التميز نحو الأفضل.  حيث يجب أن نكون حاضرين مع أي شعور هو فينا.

و بالنتيجة فإنني و من خلال من  هذا المقال وددت أن أبين لكم حكمة الرسائل التي تقدمها لنا المشاعر، و التي تساعدنا إن فهمناها على تجاوز التحديات و المخاطر و تحديد الاتجاه و تلبية الاحتياجات. كما أنه لمشاعر دور كبير في:

  • بث روح النشاط و الحيوية فينا
  • و هي التي تدفعنا إلى العمل و التعديل
  • و التغيير نحو ما يجلب لنا الخير و السعادة والرفاه

إن المشاعر عندما تفهمها فهي تبقيك بعيداً عما هو ضار وسيء وخاطئ في الحياة. فهل ستبذل جهدا في تعلم وفهم حكمة المشاعر، هذا ما نأمله ونتمناه.

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

موازنة المشاعر و العواطف السلبية - إيكهارت تول

الأفكار تؤثر على المشاعر و السلوك بشكلٍ متبادل

اسمح لنفسك أن تشعر بالمشاعر السلبية


المصادر


الوسوم



المؤلف

Aiman Katlan

مفكر انساني ومدرب حياة متقدم محترف واستشاري تدريب وقيادة وأداء وتنمية ومطور أعمال للأفراد و المؤسسات خبرة طويلة في مجال


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل