لا يترتب النجاح فقط على الميزات الشخصية مثل المواهب أو الذكاء أو المهارات أو المجهودات .
إذ قد يحقق الناجحون المزيد من النجاحات بسبب الحظ و تراكم الميزات المختلفة بالإضافة الى العلاقات الاجتماعية البارزة .
ننصحك بأن تتذكر قاعدة " 80:20 " ، أو ما يسمى بقانون " القليل الحيوي " و يعنى أن 80٪ من نتائجك تأتي من 20٪ من مجهوداتك .
كما أن ذلك القانون ينطبق أيضاً على توزيع الثروة ، لأن 80 بالمائة من الثروة في العالم مملوكة من قبل20 بالمائة فقط من الناس .
نعم ، يمتلك الـ 20٪ الأعلى و الأكثر نجاحاً 80٪ من كل شيء ، فقد أصبحت قاعدة 80/20 سائدة الآن أكثر من أي وقت مضى .
لماذا يحدث هذا ؟
لماذا يتمتع عدد قليل من الناس بمعظم المكافآت و التعويضات في الحياة؟
و هل يكافأ الناس على حجم موهبتهم و مستوى ذكائهم؟
و كما صرحت مراجعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأن ""بعض الناس يعملون ساعات أكثر من المتوسط، و البعض الآخر يعمل أقل ، و لكن لا أحد يعمل مليار مرة أكثر من أي شخص آخر.
و مع ذلك ، عندما يتعلق الأمر بمكافآت هذا العمل ، فإن بعض الناس لديهم مليارات المرات من الثروة أكثر من الآخرين".
"بعض الناس يعملون ساعات أكثر من المتوسط، و البعض الآخر يعمل أقل ، و لكن لا أحد يعمل مليار مرة أكثر من أي شخص آخر.
و مع ذلك ، عندما يتعلق الأمر بمكافآت هذا العمل ، فإن بعض الناس لديهم مليارات المرات من الثروة أكثر من الآخرين ،
و إليكم الحقيقة المرة :
إن أكثر الناس نجاحاص ليسوا هم الأكثر موهبة، و لا الأذكى، و لكن الحظ ، و الميزات الأجتماعية ، و رأس المال ، و العلاقات الأجتماعية لها جميعها علاقة كبيرة بنجاحاتهم .
و وفقاً لـ أليساندرو بلوتشينو Alessandro Pluchino من جامعة كاتانيا University of Catania الأيطالية ، فإن الحظ له علاقة كبيرة بالنجاح. و من المؤكد أن الأشخاص الأكثر نجاحاً هم أيضاً الأوفر حظاً. و الأشخاص الأقل نجاحاً هم الأشخاص الأقل حظاً.
و قد قالوا سابقاً أنه: لا علاقة بين المستويات المرتفعة من النجاح و المستويات المرتفعة من الموهبة ، ( بمعنى أن النجاح ليس له علاقة بالصفات الشخصية ) .
النجاح يتطلب أموراً أخرى غير الذكاء و الموهبة
يأتى النجاح أحياناً نتيجة لمجموعة من الظروف و الفرص التي يمكن أن تمهد الطريق لذلك النجاح .
فغالباً ما تكون فرص النجاح منبثقة من المزايا الخفية و الفرص غير الاعتيادية التي تتراكم بمرور الوقت ، و هي عملية يفضلها علماء الاجتماع و يطلق عليها مسمى الميزات التراكمية accumulative advantage . هذه المزايا هي التي تساهم فى خلق فرص أكبر للنجاح .
و مثلما يمكن أن تنمو بضعة دولارات مستثمرة في سوق الأسهم إلى آلاف الدولارات على مدى الحياة ، فيمكن أن تتضاعف الميزة الصغيرة على مدى الأشهر أو السنوات القادمة ، مما يشكل فرصاً أكبر للتقدمن و يؤدي إلى نجاحات هائلة لاحقاً في الحياة .
بعبارة أخرى ، فإن أولئك الذين ينجحون ، هم أولئك الذين من المرجح أن يُعطوا أنواع الفرص الخاصة، و التي تؤدي إلى مزيد من النجاح.
على سبيل المثال:
- إن الأغنياء هم من يحصلون على أكبر تخفيضات ضريبية.
- و كذلك أفضل الطلاب هم الذين يحصلون على أفضل تعليم و أفضل انتباه،
- و الأطفال في سن التسع و العشر سنوات هم الذين يحصلون على أكبر قدر من التدريب و الأنشطة الخاصة و الممارسات المميزة .
و قد أوضح مالكولم جلادويل Malcolm Gladwell في كتابه " القيم المتطرفة: قصة النجاح" Outliers: The Story of Success، أن النجاح هو نتيجة لما يحب علماء الاجتماع أن يطلقوا عليه "الميزة التراكمية " ، ( وهو ما نتحدث عنه ) .
و أرجو ألا تسيئوا فهمي ، فالناس في القمة يعملون كثيراً ، و يصعب عليهم البقاء هنالك أو الاستمرار في الأداء بشكل أفضل ، و لكن من المرجح أن يستفيدوا من المزايا الخفية .
في أغلب الأحيان لا ينجح الناجحون وحدهم.. إنهم نتاج أماكن و بيئات محددة.
و بعبارة أخرى ، تؤدي نقطة البداية الجيدة إلى المزيد من الفرص للتحسن بشكل أفضل فى الحياة و إحراز المزيد من النجاح و التفوق .
و بالفعل فالعديد من الأشخاص الناجحين هم أيضاً في حالة مستمرة من التكيف. يقومون بتجاهل القواعد القديمة و يسعون لتعلم القواعد الجديدة .
النجاح يعادل التحسين المستمر
نحن نعيش في عالم دائم التغير ، و يبدو أنه سيستمر فى ذلك و لن يتغير. و ما نهتم به اليوم -مثل المهارة فى شيء ما أو الدائرة الاجتماعية و ما إلى ذلك- قد لا يستحق شيئاً من الاهتمام غداً .
و للعلم يستمر الأثرياء في التطور و التقدم.. فهم يقومون و باستمرار بتحسين علاقاتهم الاجتماعية أو تنمية ما يطلق عليه "رأس مالهم الاجتماعي" social capital .
و بالفعل لقد كان التغيير بطيئاً قبل ذلك، أما الآن فقد أصبح الآن سريعاً و عميقاً و لا يمكن التنبؤ به .
إن انشاء شبكة من الموهوبين للعمل معهم هو جزء أساسي فى أيِّ نجاحٍ رائع. كما قال سام ألتمان Sam Altman
و بالتأكيد فالقدرة على الحفاظ على تفتح الآفاق ، و اكتساب معرفة أفضل و تعزيز العلاقات الأجتماعية الخاصة بك، يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على نجاحك .
و بالإضافة إلى الحظ ، فيمكن لرأس المال الاجتماعي و الميزات التراكمية أن يساهم في نجاحك .
امتلاك القدرة على التغيير هو سر النجاح
إن القدرة على التغيير لتتناسب الظروف الجديدة و معرفة كيفية التكيف معها ، يعد ذلك مهارة حاسمة للنجاح في أي شيء .
لقد كتب فيل نايت Phil Knight صاحب العلامة التجارية نايك NIKE في كتابه : حذاء الكلب: مذكرات Shoe Dog: A Memoir : في صباح ذلك اليوم من عام 1962 ، قلت لنفسي: دع الجميع يصف فكرتك بالجنون ، فقط استمر، لا تتوقف ، لا تفكر حتى في التوقف عن ذلك، حتى تصل إلى هناك ، و لا تفكر كثيراً أين يكون ذلك الـ "هناك".
كل ما عليك ألا تتوقف .
و بالتأكيد فإن النجاح يرتبط بـ
- المثابرة
- و المرونة
- و الطموح
- و الحاجة إلى الإنجاز
و إن كل تلك الصفات تنطوى على الحفاظ على بذل المزيد من الجهد لفترات طويلة من الزمن من أجل تحقيق الهدف.
و الأمر المفرح هو أنه يمكنك زراعة حصتك منها و العمل على تنميتها ، إنها مهارة يمكن تعلمها و ممارستها بمرور الوقت.
و بالطبع فالعظمة و النجاح البارز لا يقتصران على عدد قليل من الناس ، إنها متاحة لك و للجميع ، فلا تنتظر الفرص.. بل قم بخلق تلك الفرص .
بالتأكيد يمكنك خلقالميزة التراكمية الخاصة بك مع الاختيارات التي تتخذها، و الإجراءات البسيطة التي تقوم بها كل يوم .
و في النهاية فإن تطوير عادات النجاح الصحيحة يمكن أن يهيء لك فرصاً أكثر مما تتوقع.. و ما عليك إلا أن تتحكم في إمكاناتك، و أن تشكِّل نفسك على هيئة الشخص الذي تتمنى أن تكونه فى المستقبل .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
النجاح: أربعة أكاذيب يجب أن تتوقف عن الاعتقاد بها حول النجاح
تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟