إذا كان طفلك لا يريد -بشكلٍ دائم- أن يكون مع الآخرين ، فهذا لا يعني أنه يعاني من تدني احترام الذات.
و لكن بالتأكيد يبدأ احترام الذات الإيجابي مع ارتباط طفلك الصحي بك، و ذلك من وقت مبكر من الولادة و يستمر مع نموه و تطوره.
و بالطبع فاحترام الذات هو ما يشعر به الناس تجاه أنفسهم ، من الداخل و الخارج.
و يتمتع الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات بشكل عام بنظرة إيجابية ، و يتقبلون أنفسهم و يشعرون بالثقة بشكلٍ أكبر.
إن التمتع بتقدير الذات لا يعني أن الشخص متعجرف أو أناني. إنه يعني تقدير قيمتك الذاتية و أهميتك ، و يعني تحملك للمسؤولية عن أفعالك ، و إظهار الاحترام و الرعاية للآخرين.
في معظم الأحيان ، الأطفال ذوو الثقة الإيجابية بالنفس يكونون:
- سعداء
- بمقدورهم تكوين صداقات بسهولة،
- يستمتعون بالأنشطة الاجتماعية ،
- متحمسون للأنشطة الجديدة ،
- يمكنهم اللعب بمفردهم و مع أطفال آخرين ،
- يحبون أن يكونوا مبدعين و لديهم أفكارهم الخاصة
- يستطيعون التحدث بشكل مريح مع الآخرين دون الكثير من التشجيع.
أما الأطفال الذين يعانون من تدني احترام الذات قد:
- لديهم القليل من الأصدقاء ،
- لديهم سهولة في الإحباط أو تثبيط العزيمة ،
- ليس لديهم الرغبة في تجربة أشياء جديدة ،
- لديهم مشكلة في اتباع القواعد أو التصرف بشكل جيد ،
- يكونون منسحبين أو مكتئبًا
- يكثرون من قول "لا أستطيع" كثيراً.
إذا كان طفلك لا يريد دائماً أن يكون مع الآخرين ، فهذا لا يعني أنه يعاني من تدني احترام الذات.
إذ يعد قضاء الوقت بمفرده مهارة جيدة و مهمة لـ الصحة العقلية. و مع ذلك ، إذا كان طفلك يريد دائماً أن يكون بمفرده ، فيجب أن تناقش مع طبيبك.
لماذا يعتبر احترام الذات مهم؟
يؤثر تقدير طفلك لذاته على مدى أدائه الجيد يوماً بعد يوم. إنه يؤثر على علاقته معك و مع الآخرين ، و له تأثير على كيفية أدائهم في المدرسة و في المواقف الاجتماعية. و لاحقاً في الحياة ، سيؤثر ذلك على أدائهم في مكان العمل.
و من ناحية أخرى يساعد تقدير الذات الإيجابي طفلك على:
- تحصيل الشجاعة ليكون هو نفسه ،
- يؤمن بقيمه الخاصة ،
- اتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط ،
- التفاعل مع الآخرين ،
- التعامل مع الضغوط و تحديات الحياة ،
- اتخاذ خيارات صحية
- الشعور بالثقة بقول "لا" للأنشطة الخطرة.
كيف يتطور احترام الذات لدى طفلك؟
يبدأ احترام الذات الإيجابي مع ارتباط طفلك الصحي بك. و يبدأ في وقت مبكر منذ الولادة ، و يستمر مع نمو طفلك و تطوره.
يحتاج الأطفال إلى الشعور بالحب والقبول لبناء احترام الذات.
و عندما تعتني بطفلك جيداً ، فهذا يساعده على الشعور بالحب و التقدير.
و عندما تلعب مع طفلك و تساعده على التعلم ، يصبح أكثر ثقة بالنفس و أكثر رغبة في تجربة أشياء جديدة.
عندما يذهب طفلك إلى المدرسة و يؤدي أداءً جيداً في الاختبار ، أو أثناء ممارسة الرياضة ، فإن مديحك و تشجيعك سيساعدهم على الشعور بالفخر لما فعلوه.
عندما يكبر طفلك ، سيساعده توفير القواعد و الهيكلية اللازمة، على الشعور بالثقة في أنه يتم رعايته. و ننصحك بمنح طفلك تدريجياً فرصاً لاتخاذ خيارات لأنفسهم و الشعور بمزيد من الاستقلال.
ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة في تعزيز احترام طفلي لذاته؟
-
أهم شيء هو أن تظهر لطفلك الكثير من الحب و القبول. اقضِ وقتاً معه و امنحه الكثير من العناق و المودة.
-
ركز على طفلك باللعب معه و الاستماع إليه عندما يتحدث. أظهر الاهتمام بأنشطة طفلك أو مشاريعه أو مشاكله. دعه يوجه اللعب ، و كن على استعداد للقيام بالأشياء التي يريدون القيام بها.
-
توفير الهيكل و القواعد. كن متسقاً، و قرر و افرض قواعد و حدود واضحة مناسبة لسن طفلك و مرحلة نموه. أخبره بما تتوقعه ، و ماذا ستكون العواقب إذا لم يتم اتباع القواعد. فهذا يساعد طفلك على الشعور بالأمان و الاطمئنان. و بالتأكيد فثقته في اتخاذ قراراته بنفسه ستزداد تدريجياً.
-
أخبر طفلك أنك سعيد عندما يتعاون أو يساعدك ، أو يتبع القواعد ، أو يفعل أشياء إيجابية أخرى. اشرح ما يعجبك في سلوكهم.
-
ساعد طفلك في العثور على شيء يجيده و يستمتع به. افهم و احترم أنه سيكون جيداً في بعض الأنشطة و غير جيدٍ في أخرى. و تذكر ألا تهين أو تحط من قدر طفلك لعدم نجاحه.
-
ادعم طفلك و قدم له الثناء الحقيقي. شجعه على تجربة أشياء جديدة و أخبره بأنك فخور به. امدح الجهود و المهارات ، لكن كن محدداً فيما تقوله. و لا تبالغ في الثناء على كل إنجاز ، لأنه سيأخذ فقط الأشياء التي ينجح فيها و التي تتطلب جهداً حقيقياً. و انتبه على أن تذكر طفلك أن تعلم مهارات جديدة يستغرق وقتاً و ممارسة ، و أنه لا يمكن لأحد إتقان كل شيء. و يمكنك أيضاً التحدث عن نجاحاتك و إخفاقاتك و ما تعلمته.
-
ساعد طفلك على التعلم من أخطائه. تحدث عما يمكن القيام به بشكل مختلف في المرة القادمة ، و كيف يمكنهم التحكم في سلوكهم.
- امنح طفلك المسؤوليات و الفرص للمساهمة في المنزل. على سبيل المثال ، حدد المهام العائلية ، أو اطلب المساعدة في تحضير العشاء. فهذا يعلم طفلك أنها مهمة.
-
لابد لك من أن تكون نموذجاً يحتذى به. أظهر لطفلك ما يعنيه أن تحب نفسك ، و أن تكون على استعداد لفعل أشياء جديدة و تجربة أشياء جديدة ، و قم بعمل نموذج لكيفية تعاملك مع النكسات أو التحديات. و أظهر لطفلك مكافآت الصبر و المثابرة و القيام بالأشياء بقدر ما تستطيع.
-
اعرض الخيارات و الفرصة لحل المشكلة ، بما يتناسب مع عمر طفلك و مرحلة نموه ، حتى يتعلم طفلك أنه يتحكم في حياته.
- اخلق بيئة منزلية آمنة و محبة حيث يمكن لطفلك أن يشعر بالراحة و الأمان و السعادة. و تجنب الشجار أو الجدال مع شريكك أمام طفلك.
متى يجب علي الاتصال بالطبيب؟
من الطبيعي أن يظهر على الأطفال واحد أو أكثر من أعراض تدني احترام الذات بين الحين و الآخر.
يمكنك التحدث إلى طبيبك إذا لم يتحسن سلوك طفلك ، أو إذا ساء مع مرور الوقت.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
توجيه طفلك : 5 أخطاء يرتكبها الآباء عند توجيه أطفالهم
أطفالي غير مثاليين: توقف عن جعل كل شيء مثالي لطفلك
التنمر : كيف يمكنك أن تساعد طفلك على تجنب و (التعامل مع) التنمر