غالباً ما يتم تحديد قدرتك على التطور من خلال مدى ذكائك.
وإذا كنت لا تستطيع أن تخلق نسخة أفضل من نفسك ، فأنت في حقيقة الأمر لا تتطور، و إذا كنت لا تتطورفلن تصبح أكثر ذكاءً ولن تصبح أفضل بشكل عام.
و قد قال ونستون تشرشل Winston Churchill ذات مرة:
"إن التحسين يعني التغيير، و ستكون شخصاً مثالياً بحسب قدرتك على التغيير".
و هنا أود أن أسألك عزيزي القارئ : كم تغيرت خلال الـ 12 شهراً الماضية؟
و ما هي التحديات الجديدة التي واجهتها في الأشهر الستة الماضية؟
و ما الكتب التي قرأتها والتي طورت قدراتك العقلية بشكل كبير؟
و ما هي الإجراءات التي تتخذها اليوم لتصبح أكثر ذكاءً مما كنت عليه في العام الماضي؟
إنه و بغض النظر عن مدى تطويرك للمهارات اللازمة لتحسين أي جانب معين من جوانب حياتك، يمكنك دائماً تحسين نفسك و تطويرها .
إذ لا يوجد كتاب أو طريقة أو آلية يمكنها أن تصل بك إلى الكمال في أي مجال من مجالات حياتك. ولكن يمكنك الاستكشاف والتجربة والقيام بالكثير من الأمور التي ستبرز و تظهر أفضل مافيك .
و هنا يقول تشارلي مونجرCharli Munger : " إن الذين يواصلون التعلم سيستمرون في تطوير حياتهم".
و لا شك أن تطوير نفسك عملية يمكن أن تستمر مدى الحياة. و يمكن أن يكون للأفكار التالية تأثير كبير على حياتك الشخصية والمهنية الآن وفي قادم الأيام :
1. اهتم بالمشاركات الفكرية :
يمكن لأمثلة ابداعية مثل "Brain Pickings " ( وهي سلسلة من المنشورات المطولة عن الحياة والفن والعلوم والتصميم والتاريخ والفلسفة) توسيع نطاقك الفكري في مواضيع مختلفة.
و إذا لم تتمكن من الالتزام بمثل تلك المشاركات، فابحث عن كتب صوتية مفيدة بدلاً من ذلك. حيث تعد الكتب الصوتية أو البودكاست ذات الصلة من أعظم أدوات تطوير الذات و تكنولوجيا التطوير الشخصي في العالم.
2. التعلم الذاتي والالتزام بالتعلم مدي الحياة
و تعد هذه واحدة من أكثر الميزات التي تم التقليل من شأنها ، وهي شرط أساسي للتطوير و الصحة العقلية .
وليس من الضروري أن تكون لغة جديدة أو آلة موسيقية إذا لم يكن لديك الوقت.
إذ يمكنك على سبيل المثال ، تعلم كلمات جديدة ، ألعاب. كما يمكن أن يكون للأفكار و الفلسفات و ما إلى ذلك تأثير كبير في ذلك.
3. طرح الأسئلة حول عقليتك الحالية :
متى كانت آخر مرة تساءلت فيها عن الوضع الحالي ، أو تصورت المشكلات القائمة بشكل مختلف، أو بمعنى آخر ، هل تعاملت مع المشكلات بطريقة جديدة أو مبتكرة؟ لقد حان الوقت لاكتشاف ما يمكن تطويره والتفكير به بطريقة مبتكرة و بجهد أقل لتحقيق المزيد.
لذا ، يمكنك عزيزي القارئ أن تبدأ في طرح التساؤلات عن كل شيء، والتفكير في كل شيء، و مراجعة كل الاحتمالات حتى تعرف حقيقة أنه يمكنك أو لا يمكنك فعلها.
4. تعرف على نفسك بشكل أفضل :
و دعني هنا أسالك : ما مدى معرفتك بنفسك؟
إن معرفة نفسك يعني فهم نقاط قوتك وضعفك، وعواطفك ومخاوفك ، و رغباتك و طوحاتك. و هي خطوة مهمة لتحقيق السعادة الخاصة بك.
كما أن تعلم المزيد عن مشاعرك وعواطفك ورغباتك وأفعالك يكسبك وعياً ذاتياً بشكل أعمق للتواصل بشكل أفضل مع الآخرين.
5. خذ دورة حول موضوع يهمك و يثير فضولك :
سيساعدك ذلك على توسيع نظرتك للعالم حول مواضيع مختلفة قد تكون ذات أهمية بالنسبة لك في المستقبل . لذا ، خذ دورات تعزز ما تعرفه بالفعل أو تزيد من كفاءتك في شيء ما يهمك. و يمكن أن يكون لتلك الدورة العلمية أن يكون لها تأثير كبير على معرفتك ومهاراتك و ثقتك بنفسك.
6. قم بتغذية فضولك بكل الوسائل المتاحة :
يسمح لنا الفضول بالتشكيك في الحكمة التقليدية ، و ذلك سواء أكانت صحيحة أم لا ، جيدة أو سيئة، أخلاقية أو غير أخلاقية ، مفيدة أو غير مفيدة. إذ أنه و بدون المزيد من الفضول لا يمكنك خوض التحديات والتجارب الجديدة و تطوير ذاتك .
7. قم بفرز أفكارك بشكل جيد :
خذ وقتاً في التفكيرفي الأفكارالخاصة بك واهتماماتك بشكل عام، واستمتع بالسلام الداخلي الذي يأتي مع عدم القيام بأي شيء لفترة قصيرة من الوقت.
و جرب التجارب الفكرية ، وهي أدوات كلاسيكية يستخدمها العديد من المفكرين البارزين، فهي تسمح للمواقف المعقدة أن يتم إعادة استكشافها.
8. غذّي تركيزك وتجنب كل ما يشتتك :
تعرف على كيفية تجنب تشتيت انتباهك و التركيز على ما يهمك أكثر،و ستكون على الفور متقدماً على كل رفاقك.
9. الاهتمام بعلم النفس :
يساعدنا علم النفس على تحليل أفكارنا وأفعالنا بشكل جيد . كما أنه يساعدنا على فهم الدوافع الكامنة وراء أفعالنا.
لذا ، و إذا كنت ترغب في التحسن والتطوير، يجب أن تكون قادراً في البدء على النظر إلى نفسك من وجهة نظر موضوعية.
10. إعمل على متابعة عاداتك باستمرار :
إن قدرتنا على التحسن و التطوير تحددها عاداتنا التي اعتدنا عليها إلى حد كبير.
حيث تؤثرعاداتنا على الطريقة التي نستجيب فيها للمواقف المختلفة، وفي النهاية تحدد مدى الكفاءة التي يمكن أن نكتسبها.
11. سافر.اسكتشف. قم بالتجربة :
كلما زاد عدد الأشياء التي ستكتشفها ،كلما امتلكت خبرة أكبر. و هذه التجارب ستفيدك في المستقبل. لذا قم باكتسابها قبل فوات الأوان. و لا تخشَ المخاطرة لأن تلك المخاطرة هي التي ستفيدك فيما بعد.
12. قم بممارسة التمارين التي تعتمد على الحركة :
اعثر على شيء يمكنك القيام به على مر السنين (المشي السريع ، تمارين اليوجا، والإطالات الخفيفة ، وركوب الدراجات ، والركض ، وما إلى ذلك)، و ذلك لأن صحتك العقلية تعتمد على ذلك بشكل كبير.
13. كن مستعداً لما هو غير متوقع :
الحياة هي ما يحدث عندما ننشغل بعمل أشياءأخرى. و قد لا يكون بالضرورة أمراً مزعجاً أو سيئاً ولكن حتى لو كان كذلك ، فحاول التعامل معه بأفضل طريقة ممكنة .
14. استمر في التحسن في المجال الذي تعتبر نفسك فيه أفضل :
ركز على أكثر ما يثير إعجابك وما تهتم به. فكلما زادت معرفتك بالمواضيع والمجالات التي تهتم بها، كلما ازدادت قدرتك على الاستفادة منها في المستقبل.
و اختر تطوير وتحسين هذا الشغف اليوم.
15. التوازن في الحياة أمر أساسي :
لا تقم بشيء بطريقة زائدة عن الحد، ولا تهمل أي شيء. و كما هو الحال عند العزف على آلة وترية ، يجب ألا يكون الوتر مرتخياً جداً وإلا فلن تحصل على أي صوت موسيقي منه.
أما إذا كان مشدوداً للغاية، فيمكن أن ينقطع . أما عندما يأخذ وضعيته المناسبة سيكون من الممكن أن يصدر صوتاً موسيقياً رائعاً.
و هكذا ، فإن التوازن هو المفتاح لكل تطور وتحسن. و ما عليك إلا أن توازن بين الاسترخاء والحيوية وبين الراحة والنشاط.
وكل شيء يجب أن يكون بمقدار وتوازن مناسب.
16. تحدى نفسك، وستنمو وتتطور :
إن تعلم موضوع جديد لن يعلمك فقط مجموعة جديدة من الحقائق والأرقام ، بل سيعلمك طريقة جديدة للنظر إلى جوانب حياتك اليومية أوالمجتمع أوعملك وفهمها بشكل جيد. كما يجب أن تكون على استعداد لتبني وجهات نظر جديدة و تقبلها.
17. تعلم أن تغير رأيك عندما يكون ذلك ضرورياً :
إذا تمكنت من تعلم تغيير رأيك حينما يكون ذلك ضرورياً و صحيحاً، فستصبح منفتح الذهن وستجد طرقًا جديدة لخلق القيم والعيش بشكل أفضل واتخاذ قرارات ذكية.
و بدلاً من الاعتقاد بأنه لا يوجد سوى مسار واحد للحياة، استكشف الأفكار و الآراء الأخرى التي يمكن أن توصلك إلى المكان ذاته بشكل أسرع وأسهل، و استمر في استكشاف ما يصلح وما لا يصلح. و لا تحصر نفسك في وجهة نظر واحدة.
18. ابدأ القراءة خارج مجالك :
اقرأ مجلة أو مدونة أعمال في مجال آخر غير مجال عمل . أو إحصل على بعض الكتب الإلكترونية من مجالات أخرى،
وتعلم كيفية إنجاز المهام أو العمليات التجارية في هذا المجال .
و جرب قراءة شيء لم تحتك به من قبل . فإذا اعتدت قراءة روايات أدبية، جرّب قراءة روايات غامضة أو خيال علمي،
و إذا كنت تقرأ الكثير من الروايات البوليسية ، فجرب قراءة روايات غامضة ، كما يمكن لقراء الأعمال التجارية محاولة قراءة كتب ومدونات بخلاف تلك الأعمال التجارية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
اسأل نفسك هذه الأسئلة العشرين لتحسين وعيك الذاتي
اعتن بـ نفسك : كيف تتعامل مع الأزمات أو الصدمات ؟ نصائح مهمة لذلك .