لقد وجدت أن استراتيجية إيكهارت تول Eckhart Tolle’s هو الأكثر إيجابية و فعالية للتعامل مع بعض الأشخاص المزعجين. قم بتجربتها ، إنها مفيدة بشكلٍ كبيرٍ.
و لكن السؤال الذي ظهر أكثر من مرة في دورة تدريبية عن التأمل و اليقظة العقلية عبر الإنترنت أقوم بتدريسها حالياً هو:
كيف يجب أن يتعامل أولئك الذين يسلكون المسار الروحي مع أشخاص صعبين في التعامل، و مزعجين بعض الشيء؟
و من خلال بحثي عن الإجابة وجدت حينها أن نهج إيكهارت تول هو الأكثر ايجابية و فعالية بشأن ذلك ،
فهناك عنصران رئيسيان لذلك .
العنصر الأول
يتمثل في الافتراض الذي طرحه إيكهارت و هو أنه من المستحيل على أي شخص أن يتصرف بما يتعدى مستوى وعيه الذي هو عليه ، إنه يعتقد أن كل فرد يتقدم على طريقته نحو الوعي الخاص به وأن البعض يلتزم بهذا الطريق أكثر من الآخرين.
نعم قد يبدو هذا أمراً محبطاً بعض الشيء عند التعامل مع بعض الأشخاص ، و قد لا يختلف الأمر كثيراً عما أخبرتك به والدتك حينما كنت في سن العاشرة أن ذلك الفتى البغيض الذي أدى بك إلى الغضب العارم هو في حقيقةِ الأمر، لا يعرف ما يفعله و حتى أنه لا يستطيع مساعدة نفسه على تخطي ذلك .
و لكنني لا أدعم ذلك ، و لا إيكهارت تول أيضاً يدعم ذلك ، إن التسليم بهذا يعني أنه يجب على المرء قبول التصرف السيئ أو التغاضي عنه ، أنا أقول فقط أنك بحاجة إلى تقبل أن هذا الأمر، حيث يقبع الشخص المزعج الذي تتعامل معه، و بحيث يعتبرون أنفسهم يتصرفون بتلقائية و بطبيعية .
إنه ليس أمراً سهلاً
أعترف بأن قول هذا أسهل بالتأكيد من فعله. و لكن الأمر يستحق بالتأكيد العمل عليه ، لماذا؟
فكِّر في أنك سوف تكون أفضل حالاً إذا تمكنت من التخلص من تلك المشاعر السيئة التي تشعر بها تجاه الأشخاص المزعجين في حياتك.
إذ أنه من الممكن أن يكون زميل في العمل ، أو ربما بعض أقرباؤك.
فهذه المشاعر هي طاقة هائلة تتسبب في الضرر لك، و لا فائدة منها على الأطلاق.
لقد ساعدني ذلك كثيراً
كان تطبيق فكرة إيكهارت تول هذه في حياتي -خلال السنوات العديدة الماضية- مفيداً للغاية بالنسبة لي.
لقد شعرت بأحاسيس إيجابية بدت جلية في عدة نقاط.
و لكن أحد الآثار السلبية كان ميلاً لأظهار سوء النية تجاه أولئك الذين اعتقدت أنهم أشخاص سيئون و مزعجين .
لقد ساعدني العمل على تطبيق هذا خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك في التخلص من الكثير من المشاعر السيئة التي كنت أشعر بها تجاه بعض الناس.
مقاومة الأنا الروحية
هناك تحذيرٌ واحدٌ فقط يجب أن تأخذه بعين الاعتبار و هو:
لا تدع نفسك تقع في فخ أن تقول لنفسك : هذا الإنسان السيء المزعج الفقير من الناحية الروحية ليس مثلي على الإطلاق ، لو كان ممن الممكن أن يكون متقدماً مثلي . هذا مجرد غرور روحي و لن يفيدك على الإطلاق .
العنصر الثاني:
هو تأكيد إيكهارت على أننا نحن البشر نحتاج إلى التعامل مع كل لحظة منفردة من حياتنا على نفس النحو: من خلال الحضور و التواجد.
إنه الهدف الأساسي من اليقظة العقلية ، ألا و هو أن تكون حاضراً في لحظة من لحظات حياتك .
ابق حاضراً و متيقظاً في مواجهة الإزعاج
في المرة القادمة التي يقوم فيها شخص ما بشيء يزعجك أو حتى يثير توترك ، أجبر نفسك على التوقف و التفكير لبضع ثوان. و بعبارة أخرى ، فكر في استجابتك لتلك الموقف جيداً بعيداً عن الضغط النفسي و التوتر .
إن أهم شيء هنا هو، ما لا يجب عليك فعله ، و هو الرد بغضب أو بتوتر في الوقت الحالي .
لماذا هذا؟ لأنه عندما تتفاعل على هذا النحو ، فإنك تخرج من اللحظة الحالية و تقوم بتسليم السيطرة إلى نفسك الأنانية / اللاواعية التي تتشوق الي التوتر و إثارة المشاكل.
الحضور الفعلي لا يقدر بثمن
أتفق مع إيكهارت تول عندما قال إن أفضل شيء يمكن لأي إنسان أن يفعله لشخص آخر هو ببساطة أن يكون حاضراً. لست عالقاً في التفكير في أشياء كثيرة مختلفة ، أنه حقاً حاضر معك .
و هذا صحيح في العديد من مجالات الحياة.
فهل سبق لك أن رأيت مدى أهمية وجود شخصٍ واحدٍ هادئٍ، و حاضرٍ في اجتماع عمل على سبيل المثال ؟ إذ أن ذلك هو ما يشكل الفرق بين فشل ذلك الاجتماع أو تحقيق شيء إيجابي فيه.
المرآة اللندنية دائمة الشكوى
يروي إيكهارت قصة من حياته الخاصة عن مدى القيمة التي يمكن أن يمثلها الشخص الحاضر للناس و لكنه شبه فاقدٍ للوعي.
اعتادت امرأة غير مدركة للواقع بشكل كامل كانت تعيش في الشقة التي تعلوه في لندن أن تقترب من منزله و تشكو من كل شيء في حياتها.
و في أحد الأيام ، ثارت غضباً بشأن شيء ما قرر المالك فعله. لم يقل إيكهارت تول، كلمة واحدة بشأن ذلك ، و لكنه استمع إليها باهتمام قدر استطاعته.
و بعبارة أخرى ، كان حاضراً ذهنياً معها . و في النهاية توقفت المرأة عن ذلك ، و نظرت إلى إيكهارت و قالت : هذا ليس شيئاً هاماً ، أليس كذلك؟ ،
ابتسم إيكهارت تول و قال: إن الأمر ليس كذلك. لقد نزع فتيل ثورتها بأكمله بمجرد تواجده معها.
و هذا هو كل شيء ، عند التعامل مع الأشخاص الذين تري بعض الصعوبة في التعامل معهم. تقبل أنه من المستحيل على أي شخص أن يتصرف بما يتجاوز مستوى وعيه و أدراكه الحالي، و أن يظل حاضراً، عندما يقوم بالتفاعل معك .
تلك النصيحتين من نصائح إيكهارت بالغتي الأهمية حقاً ، و ستجنباك الكثير من القلق و التوتر ، قم بتجربتهما.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
موازنة المشاعر و العواطف السلبية - إيكهارت تول
كيف أتعامل مع الشخصيات الصعبة: 8 نصائح مهمة للتعامل مع العلاقات السلبية