تظهر الأبحاث أن العلاقات الداعمة جيدة لصحتنا العقلية و الجسدية . و لكن ماذا عن العلاقات السلبية؟
ماذا تفعل إذا كان الشخص المعني هو فرد من أفراد العائلة، أو زميل في العمل، أو حتى شخص لا يمكنك التخلص منه بسهولة، و إخراجه من حياتك؟
إن التعامل مع الأشخاص "الصعبين" المزمنين، و كذلك الحفاظ على العلاقات السلبية المستمرة يمكن أن يكون ضاراً بصحتنا.
و يمكن أن تؤثر حصيلة التوتر علينا عاطفياً و جسدياً. و لهذا السبب ، فمن الأفضل تقليل العلاقات المليئة بالصراع أو التخلص منها قدر الإمكان.
من أجل ذلك نقدم إليك فيما يلي نصائح للتعامل مع الأشخاص الصعبين المتواجدين في حياتك .
حافظ على المحادثات محايدة :
تجنب مناقشة القضايا الخلافية والشخصية ، مثل الدين والسياسة ، أو القضايا الأخرى التي تميل إلى التسبب في الصراع.
و إذا حاول الشخص الآخر توريطك في مناقشة من المحتمل أن تتحول بعد ذلك إلى جدال ، فما عليك إلا أن تقوم بتغيير الموضوع أو بمغادرة الغرفة.
تقبل حقيقة من هم :
في التعامل مع الأشخاص الصعبين ، لا تحاول تغيير الشخص الآخر ؛ لأنك ستدخل في صراع على السلطة فقط ، أو ستتسبب في جعل الآخر شخصاً دفاعياً ، أو أنك ستشجع الآخر على النقد ، أو أنك ستجعل الأمور أسوأ.
كما أن ذلك سيجعلك الشخص الأكثر صعوبة في التعامل معه.
اعرف ما هو خاضع لسيطرتك أو لسلطتك :
إن قيامك بتغيير ردك على الشخص الآخر ؛ هو كل ما سيكون لديك من القوة للتغيير. و على سبيل المثال ، ليس عليك أن تشعر بأنك في حاجة لقبول سلوك يسيء إليك .
و من أجل ذلك ، يمكنك استخدام التواصل الحازم لرسم الحدود عندما يختار الشخص الآخر معاملتك بطريقة غير مقبولة.
اخلق أنماط صحية أكثر :
تذكر أن معظم صعوبات العلاقة ناتجة عن الديناميكية الموجودة بين شخصين بدلاً من كونها ناتجة عن شخص واحد "سيئ" من جانب واحد.
و أعتقد أن هناك احتمالات جيدة أنك كنت تكرر نفس أنماط التفاعل مراراً وتكراراً ؛ لذا يمكن أن يؤدي تغيير رد فعلك إلى إخراجك من هذا المأزق ، كما أن الاستجابة بطريقة صحية يمكن أن تحسن فرصك في تشكيل نمط أكثر صحة.
حاول رؤية أفضل ما في الناس :
حاول البحث عن الجوانب الإيجابية للآخرين ، خاصة عند التعامل مع الأسرة ، والتركيز عليها.
( و من الممكن هنا أن يساعدك في ذلك تطوير مهاراتك في التفاؤل وإعادة الصياغة!) حيث سيشعر الشخص الآخر بتقدير أكبر ، ومن المحتمل أن تستمتعا بوقتكما معاً أكثر .
تذكر مع من تتعامل :
لابد و أن رؤية أفضل ما في شخص ما أمر في غاية الأهمية ؛ ومع ذلك ، عليك ألا تدعي أن السمات السلبية للشخص الآخر غير موجودة. كما عليك أن تتجنب إخبار الآخرين بأسرارك بداعي الثرثرة ، وألا تعتمد على فتات المشاعر من قبل الآخرين ، و ألا تبحث عن عاطفة من شخص غير قادر على إعطائها. فهذا الأمر يعتبر جزء من قبولك لهم على ما هم عليه .
احصل على الدعم أينما وجدته :
احصل على تلبية احتياجاتك من الآخرين القادرين على تلبية احتياجاتك.
حيث بإمكانك أن تخبر أسرارك لصديق جدير بالثقة ومستمع جيد ، أو أن تتعامل مع مشاعرك من خلال كتابة اليوميات ، على سبيل المثال.
واعتمد على الأشخاص الذين أثبتوا أنهم داعمون لك و أنهم جديرون بالثقة ، أو ابحث عن معالج جيد إذا كنت بحاجة إلى واحد. فهذا سيساعدك أنت والشخص الآخر عن طريق تخفيف الضغط على العلاقة وإزالة مصدر الصراع .
سامح أو احصل على مساحة لك إذا كنت في حاجة إليها :
عليك أن تعرف متى يحين الوقت لتبعد نفسك عن الآخرين وتفعل ذلك. و إذا لم يتمكن الشخص الآخر من التواجد حولك دون أن يقوم باستعدائك ، فقد يكون تقليل الاتصال معه أمراً أساسياً.
أما إذا كانوا يسيئون معاملتهم لك باستمرار ، فمن الأفضل قطع العلاقات و إخبارهم بالسبب.
و اشرح لهم ما يجب أن يحدث إذا إذا كان و لابد أن يكون هناك علاقة مع الطرف الآخر في أي وقت كان ، و من ثم اترك هذه العلاقة تمضي و شأنها. (إذا كان الطرف المسيء هو رئيس أو زميل عمل ، يمكنك التفكير في تبديل الوظائف.)
نصائح :
- حاول عدم إلقاء اللوم على نفسك أو على الشخص الآخر بسبب التفاعلات السلبية. فقد يكون الأمر مجرد حالة لشخصيتين تتناسبان بشكل سيئ.
- تذكر أنه لا يجب أن تكون قريباً من الجميع ؛ فمجرد أن تكون مهذباً هو بحد ذاته أمر سيقطع بك شوطاً طويلاً نحو خلق الانسجام مع من حولك .
- اعمل على الحفاظ على روح الدعابة - حيث ستتدحرج الصعوبات من أمامك بسهولة أكبر. و يمكن أن تساعدك عروض تلفزيونية مثل " المكتب The Office" و " العائلة الحديثة Modern Family" والكتب مثل "العاري Naked" للكاتب ديفيد سيداري David Sedaris على رؤية الفكاهة في التعامل مع الأشخاص الصعبين ، خاصةً إذا كانوا أشخاصاً تحبهم.
- تأكد من تنمية علاقات أخرى أكثر إيجابية في حياتك لتعويض السلبية التي يمكن أن تجلبها تلك العلاقات الصعبة.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
العلاقات الصحية : ما هي مهارات حل النزاعات ؟