تتضمن إدارة التوتر الفعالة حقاً، مزيجاً من العادات و أنماط التفكير، و التي تقلل من التوتر الذي تواجهه في حياتك، و تزيد من قدرتك على التعامل مع التوتر و السلبية التي يجب أن تواجهها.
و هناك العديد من العادات التي يمكن أن تزيد من مرونتك لـ التوتر ، بما في ذلك التأمل و ممارسة الرياضة و التركيز على الإيجابيات و إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين و داعمين ، على سبيل المثال لا الحصر.
و في حين أن بناء قدرتك على الصمود أمام الضغوطات التي لا مفر منها، و التي يجب أن تواجهها في الحياة يمكن أن يكون له دور مهم و كبير، في مساعدتك على البقاء متوازناً مع التوتر ، فإنه لن يكون -بأي حال من الأحوال- هو الطريق الوحيد لتخفيف التوتر ، و لا ينبغي أن يكون كذلك.
ويعد التخلص من الضغوطات كلما أمكن ذلك فكرة جيدة دائماً.
إن التخلي عن عاداتنا التي تهزم أنفسنا، هو استراتيجية مهمة أخرى.
و ربما قد لا تكون على دراية بكل الطرق التي تسيء بها إلى نفسك ، لذا إليك دورة لتجديد المعلومات.
فقد يبدو التخلي عن الضغائن و المنظورات السلبية و العلاقات السامة و القنوات السلبية الأخرى في حياتك، أمراً صعباً في البداية ، و لكن بمجرد أن تبدأ في تحرير قبضتك ، فإن التخلي عنها سيصبح أسهل بكثير.
و فيما يلي بعض الأشياء الأكثر إثارة للقلق و التوتر، و التي قد تتمسك بها ، مع بعض الاستراتيجيات المثبتة، لتحرير هذه الأشياء من حياتك.
1- التخلي عن الأحقاد
هناك الكثير من الكتابات حول التسامح و الغفران و فوائده العديدة ، و ما لم نواجه بعض الأخطاء الجدية التي تم التعامل معها في مسارنا في الحياة ، فربما يعتقد معظم الناس أنهم مسامحون بشكل أساسي.
و بالتأكيد فإننا جميعاً نعلم أن الغفران يمكن أن يكون تحرراً ، لكننا قد لا ندرك كم نتمسك بالضغائن ، أو قد لا نعرف كيف نتخلص من الضغينة.
و إذا كنت تتساءل عما إذا كان بإمكانك الاستفادة من ترك الغضب ، فاسأل نفسك ، هل تجد نفسك تفكر ملياً بالأشياء التي قد حدثت في الماضي؟
هل تتشبث بالغضب منذ سنوات عمرك الأولى- و حتى الغضب على نفسك بسبب عدم قيامك بأشياء معينة، بشكل مختلف، أو على الآخرين بسبب أشياء فعلوها عن قصد (أو عن غير قصد) و قد أثرت عليك بطريقة سلبية؟
2 - اخرج من الفوضى التي أنت فيها
هل سبق لك أن دخلت إلى غرفة فوضوية (أو منزل فوضوي!) و شعرت بالتعب؟ ما هو شعورك عندما تدخل إلى منزلك في نهاية يوم طويل؟ و هل لديك غرفة محددة يمكنك الذهاب إليها حيث تشعر بالاسترخاء حقاً؟
إن كثيراً من الناس لا يدركون الخسائر التي يمكن أن تحدثها الفوضى على مستويات التوتر لديهم.
و هناك العديد من التكاليف الخفية للفوضى ، و التي يمكن أن تعمل جميعها كمصارف هدر للطاقة تخلق التوتر و الإجهاد ، حتى و لو لم ندرك ذلك بوعي.
فإذا كانت الفوضى التي تعاني منها تسبب لك التوتر و السلبية ، فقد يكون الوقت قد حان لإعطاء الأولوية لتبسيط و لتنظيم - فضاءك و حياتك.
3 - إسقاط المواقف السلبية عن نفسك أو الآخرين
مثل الضغائن الخفية ، فقد لا تكون على دراية بالحد من معتقداتك عن نفسك أو عن الآخرين.
فهل تجد نفسك ترفض قدراتك الخاصة ، و تقلل من نجاحاتك ، و تعتقد أنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً حتى قبل المحاولة ، أو حتى لو كان شيئاً تريده حقاً؟
و على نفس المنوال ، هل تجد نفسك تحسد الآخرين على نجاحاتهم، لأنك تشعر بالدونية من انتصاراتهم -على الرغم من أنك تعرف منطقياً أن هذا ليس صحيحاً بالضرورة؟
و هنا ننصحك بأن تتعلم كيفية التعرف على الأنماط السلبية للتفكير و التشوهات المعرفية التي يمكن أن تعاني منها، و من ثم تبدأ بتغييرها.
4 - أوقف التساهلات Tolerations (و تعلّم ماذا تكون)
إن التساهلات هي تلك الأفعال أو الأشياء التي في حياتنا، و التي تستنزفنا و تخلق الإجهاد و التوتر لدينا، و لكننا نعيش معها، و ربما لا ندرك أنها تضيف جزءاً صغيراً من الإجهاد إلى حياتنا كل يوم.
و إذا خصصت لحظة، لتتعرف على استنزاف طاقتك و استنزاف صبرك و التساهلات الأخرى التي تستنزفك ، فيمكنك إنشاء خطة للتخلص منها و إخراجها من حياتك للأبد ، و من ثم التخلص من التوتر الذي لا يوصف في هذه العملية.
و بالتأكيد فإن هذا الإجراء أكثر من أن يستحق الجهد و الوقت للقيام به فوراً.
5 - قل "لا" للعلاقات السامة
يمكن أن تكون العلاقات بمثابة موارد قوية للتعامل مع الإجهاد أو كمصادر غزيرة - بشكلٍ خاص- لمستويات الضغط الشديد.
و الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن بعض "الصداقات" المتضاربة أو التنافسية بشكل سلبي أو التي تفتقر إلى الثقة ، يمكن أن تخلق في الواقع ضغطاً أكثر من العلاقات غير الودية و لكنها مستقرة.
و إذا وجدت نفسك في علاقة غير صحية - علاقة عاطفية أو صداقة ، فإن العمل على خلق ديناميكية أكثر صحة، سيعد طريقة رائعة لتقليل التوتر.
و لكن إذا لم يفلح ذلك ، فقد يكون من الضروري معرفة متى و كيف يتوجب عليك ترك هذه العلاقة.
إن التخلي عن هذه الأنماط الفكرية و خصائص نمط الحياة، و التي تسبب التوتر، ليست بالأمر السهل ، و لكنها قد تكون أسهل مما تعتقد.
إذ يمكنك أن تبدأ بواحدة من الأشياء (أنماط التفكير أو خصائص نمط الحياة) التي تسبب لك التوتر، و بمجرد أن تبدأ في التخلي عن بعض الضغوطات في حياتك ، فإن الأمر سيصبح أسهل لترك المزيد.
و قد ترغب في اختيار واحد في كل مرة للتركيز عليها لبضعة أسابيع (مرة واحدة في الشهر هي أمرٌ جيد للبدء) و من ثم الانتقال إلى واحد آخر عندما تترك ما يكفي للشعور بالراحة.
و لابد لك من أن تنتبه لنفسك و تهنئها على التقدم الذي تحرزه أثناء تحقيقه ، و تذكر في النهاية ، ان الأمر يستحق الجهد لتحقيق سلام أكبر.