فقط التقط قلماً. و أبدأ بتدوين المذكرات اليومية فإن ذلك يعتبر أمراً هاماً للغاية ، ففي الوقت الذي يكون فيه الآخرون مشغولين بالعمل أو بأمور الحياة أخرى،
و ربما يكونوا عالقين في زحمة الأشياء التي يجب القيام بها باستمرار ، ستدرك أن كل لحظة تمر يجب أن تعتز بها بالفعل.
أتذكر أنني عندما كنت طفلاً صغيراً ، كنت أتسلل إلى غرفة أختي لقراءة مذكراتها.
لقد كنت أعلم بأن هذا الفعل سيئ للغاية .
إلا أنني لم أستطع التوقف عن فعل ذلك فلقد كانت الأسرار حقاً مغرية .
كما أنني أدركت- حتى عندما كنت طفلاً- أنه لا يوجد أحد صادق بشأن ماهيته وبشأن ما يكون عليه .
لذا تعتبر المذكرات اليومية للأشخاص مكاناً جيداً من أجل العثورعلى الحقيقة بحذافيرها .
و أتذكر بعد سنوات ، عندما كان عمري 21 عاماً ، أنني تلقيت بعض المكاتبات في البريد من أختي.
كنت عندها في خضم مرحلة تتسم بالفوضى و عدم الانتظام من حياتي ، و قد كان آخر شيء أردت فعله هو قضاء الوقت في الكتابة .
و كنت في ذلك الوقت أتدرب في ديزني و مهتماً بركوب الخيل والحفلات والتعرف على متدربين آخرين من جميع أنحاء العالم.
و لكن و لسبب ما ، أخذت ما قالته لي بعين الأعتبار ، لقد قالت لي : توم ، إن هذه التجربة ستغير حياتك بالكلية ، و ستحتاج فقط أن تكتب عنها. كما يجب عليك أن توثقها .
و إذا نظرنا إلى ما حدث بعد خمس سنوات ، يمكنني أن نقول بصراحة أن تناول تلك التجربة التي كنت قد مررنا بها في كتابة اليوميات كان أفضل قرار اتخذناه في حياتنا كلها.
كما كان ذلك أفضل من التدرب في ديزني ، و أفضل من السفر. و من الذهاب الى أي مكان ، بل إنه يتفوق على كل ذلك.
و دعني أخبرك بالسبب الذي يكمن وراء ذلك .
سيكون لديك آلة زمن :
أعتقد أن الناس ينسَون 95٪ مما يحدث لهم في كل يوم. أما عندما تدون يومياتك ، فإنك تستعيد قدراً كبيراً من تلك الذكريات التي قد تتناساها فيما بعد.
لقد كانت قراءة دفتر اليوميات الخاص بي منذ 5 سنوات هو أشبه ما يكون بآلة الزمن.
و إذا حدث و أن كان هناك حريق في منزلي ولم يكن بإمكاني سوى أخذ بعض الأشياء معي ، فإن أول ما سأفكر في الحصول عليه عندها هو مدوناتي اليومية أولاً.
إذ أنك ستصبح أكثر إدراكاً لذاتك بمقدار 10 أضعاف .
و أود أن أسألك عزيزي القارئ هنا : هل تتذكر هل كنت سعيداً أم حزيناً في يوم الخميس قبل المنصرم ؟
و إذا طلبت منك أن ترتب سعادتك على مقياس من 1 إلى 10 لذلك اليوم ، فهل ستكون قادراً على إعطاء درجة حقيقية دقيقة لها ؟
دعني أجيبك ، إنك في الغالب لن تستطيع . فأنا لا أتذكر حتى ما الذي فعلته بشكل دقيق ، و ما الذي كان يزعجني؟
أو ما الذي كنت سعيداً لأجله؟ لذا ، فمن الجيد كتابة هذه الأشياء واستكشافها مجدداً لأنه لا يمكنك دائماً التحدث عنها في الحياة الواقعية مع الناس ، الأمر الذي سيؤدي إلى نسيانها .
على سبيل المثال:
إذا تمكن مني الشعور بالغيرة تجاه أخي ، فكم عدد الأشخاص الذين يمكنني التحدث معهم عن ذلك بشكل طبيعي ؟
إنه نفس السبب الذي جعل دفتر يوميات أختي مليئاً بأسرارها ، لأن به معظم الأشياء التي نعتقد أنها أيضاً أشياء لا يمكننا قولها بصوت عالٍ.
إذ يتوجب علينا إخراج تلك الأفكار بطريقة ما ، و إذا لم نفعل ذلك ، فنحن سننسى أمر تلك الأفكار وقد تستمر بالعبث و التسكع داخل عقلنا الباطن.
و عندما نقوم بذلك سنكتشف :
- أننا نشعر بالغيرة تجاه شقيقنا ،
- أو أننا لسنا سعداء بحق مع أفضل صديق لنا ،
- أو أننا نحتاج إلى تغيير الوظائف الخاصة بنا ،
أي أننا و بمعنى آخر ،
سنصبح واعين بذاتنا أكثر، لأننا نقضي المزيد من الوقت في التنقيب عن الأفكار و تدويننها في المذكرات بدلاً من نسيانها.
لذا فإن مقالتي الأفضل أداءً على الإطلاق تتحدث عن الكيفية التي يمكن بها أن تجعلنا كتابة اليوميات أكثر وعياً بأنفسنا ، لذا أعطها فرصة لعمل ذلك.
قضاء 5 دقائق للكتابة هو العلاج :
كما ذكرت من قبل ، فقد بدأت في تدوين يومياتي في المذكرات الخاصة بي، وسط مرحلة غير منظمة من حياتي .
حيث كان قضاء 5 دقائق كل يوم بعد العمل للكتابة أمراً مفيداً بشكل لا يمكن تصوره ، و أصبحت بعد الأسابيع القليلة الأولى أشعر بالاستمتاع بوقتي في كتابة اليوميات أكثر من غيرها.
و بدأت أستمتع بتدوين اليوميات كثيراً لدرجة أنني كنت أفعل ذلك خلال النهار يومي السبت والأحد ، وهي أيام إجازتي.
لقد أدركت أن لا أحد من رفاقي قام بتدوين يومياته و الكتابة في المذكرات، و لم أسمع أحداً حتى يتحدث عن ذلك.
و مما يلفت النظر أن أصدقائي الكثر لم يسألوني أبداً عن المدونات المتواجدة في خزانة الملابس الخاصة بي.
و ربما أكون واحداً من العشرات أو نحو ذلك العدد من المتدربين من بين الآلاف الذين قاموا بتدوين يومياتهم أكثر من مرة في الشهر.
بالطبع ، لقد وضعني ذلك في مكانة نادرة للغاية. لقد جعلني ذلك أقل توتراً ، و أكثر وعياً بذاتي ، و أكثر تقديراً لكل لحظة عملت فيها في ديزني أكثر من العديد من أصدقائي الآخرين بسبب ذلك.
يمكنك تقدير اللحظة أكثر :
لقد أدركت ، عندما كنت أتدرب في ديزني Disney ، كم كان تدوين المذكرات اليومية أمراً هاماً للغاية بالنسبة لي ، في الوقت الذي كان فيه أعز أصدقائي مشغولاً بالعمل و عالقاً في زحمة الأشياء التي يجب القيام بها باستمرار ، كما أنني أدركت أن كل لحظة تمر يجب أن نعتز بها بالفعل .
دعني هنا أصف لك الأمر كيف يبدو .
إنه كما لو كنت قد بدأت للتو بالنظر إلى الحياة الواقعية على أنها مدخل الى دفتر اليوميات الخاصة بك . حيث يمكنك الخروج من جسدك لبضع ثوان والنظر الى كل شيء بشكل أفضل ، و ستكون هذه اللحظة أمراً ستكتب عنه لاحقاً .
كما ستكون لحظة ستعتز بها. كيف علمت بذلك؟ لأنك كتبت عن مواقف مماثلة لذلك من قبل.
لأنك أكثر تقديراً للأشياء في الوقت الحالي .لقد و هبتني كتابة اليوميات تلك الهدية الرائعة.
و هي واحدة من أفضل الهدايا التي تلقيتها على الإطلاق.
فنحن لا شيء بدون تاريخنا ، و لكن من يكتب تاريخنا؟ إليكم تلميحاً عن ذلك .
من المعروف أنه لا وجود لأحد سيقوم بكتابة تاريخنا الشخصي. و باختصار ، لا أحد يهتم بكتابة تاريخك ، إلا إذا كنت كشيرلوك هولمزSherlock Holmes و لديك صديق مقرب مثل واتسون Watson الذي يكتب مغامراتك.
لذا..
- لا تكتب لنفسك فقط ، بل اكتب لأصدقائك أيضاً.
- و قم بذكر عائلتك وأصدقائك أثناء تدوين الأحداث في المذكرات الخاصة بك ، و اجعلهم خالدين في تلك اليوميات ،
- و سجل كل شيء فور حدوثه ، حتى يشعر الآخرون بما شعرت به لاحقاً .
إنها حقاً لمسؤولية رائعة ، فليس هناك ما هو أكثر أهمية و قيمة من هذا.
لكن تذكر ، أن تتذكر ما حدث لك من خلال كتاباتك ، وستلاحظ فوائد القيام بذلك فيما بعد بطرق أكثر مما يمكنك تخيله.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الوعي الذاتي : 12 تمرين مهم لتقوية الوعي بالذات لتحقيق النجاح
علاج الإرهاق : جرب هذا التمرين العقلي لمدة 5 دقائق عندما تشعر بالإرهاق
الثقة Confidence... فاديم زيلاند