- 21 September 2020
- تنمية ذاتية
تركواز بوست- 988
أفكار خالدة لـ بيتر .إف .دراكر Peter F. Drucker
عندما تتخذ قراراً حيوياً أو إجراءاً رئيسياً في حياتك بشكلٍ عام أو في حياتك المهنية بشكل خاص، قم بكتابة النتائج المتوقعة لذلك ، و بعد فترة محددة (عدة أشهر على سبيل المثال)، قارن توقعاتك بنتائجك الفعلية التي تم تحقيقها.
لقد تغير الاقتصاد بشكل جذري في عام 2020. و هناك الكثير من الناس الذين يضطرون إلى إعادة اكتشاف أنفسهم و مهنهم.
و هناك طريقتان يمكنك النظر بهما إلى هذا : إما أن يكون ذلك نعمة أو أن يكون نقمة .
أما أنا ، فإنني أقرر دائماً النظر إلى هذه الأشياء على أنها نعمة ، و عندما نضطر إلى إجراء تغيير معين ، يمكننا أن نقرر المضي فيه أو الاصطدام معه .
و في كثير من الأحيان ، تأتي الأشياء الجيدة في حياتنا من هذه الأنواع من المواقف.
إذا حدث و اضطررت إلى إعادة التفكير في حياتك المهنية على وجه الخصوص ، فأنت في الواقع تأخذ الوقت الكافي لإنشاء استراتيجية خاصة بك ، إلا أنه نادراً ما نأخذ الوقت الكافي للتفكير في اختياراتنا المهنية.
لذا سأقوم في هذا المقال ،بمشاركتك عزيزي القارئ بثلاثة أسئلة تعلمتها من بيتر إف. دراكر Peter F. Drucker . و هذه الأفكار تم تجربتها و اختبارها من قبل . و الأهم من ذلك كله أنها ستجبرك على التفكير بعمق و بشكل أكثر ايجابية .
1. ما هي نقاط قوتي؟
قد يبدو هذا الأمر واضحاً، إلا أن هناك العديد من الناس ما زالوا يقعون في فخ التركيز على نقاط ضعفهم.
و قد يكون هذا الأمر في بعض الأحيان ، عادة غير مجدية ، و قد يكون هذا بتأثير الرؤساء و زملاء العمل و حتى أفراد الأسرة في أحيان أخرى .
و لكن عليك أن تضع في اعتبارك أن العمل يتطلب التنافسية .
إذ أنه و للحصول على وظيفة جيدة ، يجب أن يكون المرء ممتازاً. لذا ، لماذا لا تركز على شيء تجيده بالفعل ؟
أستطيع عزيزي القارئ أن أقول لك بأن هذا ليس بالأمر السهل تطبيقه .
فهناك فرصة جيدة أن الصفات التي تعتبر ها كنقاط قوة قد لا تكون نقاط قوتك الفعلية على الإطلاق ، و ربما تعمل على نقاط ضعفك ، حتى لو كنت تعتقد أنها نقاط قوتك . إنه أمر يدعو للجنون ، أليس كذلك ؟؟ فنحن سيئون حقاً عندما يتعلق الأمر بتقييم أنفسنا.
لذا ، يوصي دراكر Drucker بإجراء "تحليل ردود الفعل Feedback Analysis" المستمر لمنع حدوث ذلك.
و دعني هنا أطرح عليك سؤالاً مهماً : كيف يمكننا أن نقوم بذلك ؟
عندما تتخذ قراراً رئيسياً أو إجراءاً رئيسياً في حياتك و خصوصاً حياتك المهنية، قم بكتابة النتائج المتوقعة لذلك ، و بعد تسعة إلى 12 شهراً ، قارن توقعاتك بنتائجك الفعلية التي تم تحقيقها. و افعل ذلك في كل مرة ، و في النهاية ، يجب أن تتعلم نقاط قوتك الحقيقية خلال 2 - 3 سنوات.
و يمكنني أن أقول لك بأنك ستعتقد بأنه بإمكانك الحصول على وظيفة أحلامك بمجرد نهاية هذا المقال ، و لكنك بحاجة فقط إلى بعض الصبر من أجل هذا. كما أن الأمر يستحق ذلك بالفعل .
2. كيف أؤدي عملي؟
لقد وجدت أن هذا هو السؤال الأكثر صعوبة. و بالتأكيد فمن أجل تحسين حياتك الحقيقة لابد لك من تحسين حياتك الوظيفية ، و بالتالي نحن بحاجة إلى العمل. لذا لا تضغط على نفسك. و لكن لا تكذب على نفسك أيضاً.
و لمعرفة كيفية أدائك يوصي دراكر Drucker بطرح الأسئلة التالية:
أ. هل أنت قارئ أم مستمع؟
يتوقف هذا السؤال بشكل أساسي على الطريقة التي تعالج بها المعلومات و تستوعبها. حيث يمكن لبعض الأشخاص استيعاب الأشياء بشكل أسرع من خلال المشاهدة و الاستماع ، بينما يفضل البعض الآخر قراءتها. لذا فإنني أوصي بشدة ألا تأخذ هذا كأمر مسلم به ، لأنه سيؤثر على طريقة عملك على المدى الطويل في حياتك المهنية.
ب. كيف تقوم بالتعلم ؟
هذا أمر بالغ الأهمية . فنحن بحاجة إلى تعلم المزيد من المهارات للتعامل مع جميع التغيرات فى سوق العمل ، و لكن معظمنا يعتقد بأن الجميع يتعلم بنفس الطريقة ، لذا فليس من المستغرب أن يكبر الكثير من الناس وهم لا يعرفون أسلوب التعلم الذي يناسبهم.
إلا أن هناك العديد من طرق التعلم ، ومن مصلحتك البحث عن الطريقة الأفضل للتعلم بالنسبة لك.
إنني أوصي بأن تسأل نفسك هذا: كيف يمكنني إنجاز الأمور؟ إذا كنت تعرف مستوى أدائك ، فستتخذ قرارات مهنية أفضل ، وهذا سيوفر عليك سنوات من عمرك.
ج. ما هي القيم الخاصة بي ؟
لا يستغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً لمعرفته ، و لكنه لا يزال موضوع صعب للغاية. و اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالين بشأن ذلك .
أذكر أنني و خلال الصيف و بعد تخرجي من المدرسة الثانوية عملت في مركز اتصالات ، و كان تخصص عملي هو بيع الهاتف المحمول لكبار السن. لقد كان عملاً فظيعاً وشاقاَ . لقد كنت في السابعة عشرة من عمري ، و شعرت حينها بأنني كنت أبيع شيئاً لم يكن هؤلاء الأشخاص بحاجة إليه بالفعل . لذلك و بعد بضعة أسابيع ، قدمت استقالتي.
و إليك مثالاً آخر. فربما لاحظت أن موقعي يخلو من روابط الإعلانات أو الرسائل الأخبارية . ذلك أن من قيمي : الصدق.
إذ لا يمكنني أن أوصي بمنتجات أو خدمات لا أؤمن بها حقاً ، و لا أريد القيام بأشياء قد أندم عليها أو أكرهها على المدى الطويل ؛ بنفس الطريقة التي تركت بها وظيفتي لأنني لم أكن أؤمن بها.
إن معرفة قيمك ستساعدك على التخلص من الكثير من الوظائف التي لا تناسبك حقاً.و لقد وجدت هذا مفيداً للغاية. فعندما بدأت الدراسة في مراحل الدراسات العليا ، فكرت في ممارسة مهنة في مجال التمويل. ولكن بعد ذلك حدثت الأزمة المالية لعام 2008/2009.
و قد أدركت أن تلك المهنة لا تتوافق مع الطريقة التي أريد أن أعيش بها. لذلك لم أضيع وقتي في المتابعة في هذا المجال .
حياتك المهنية هي حياتك الحقيقية
أدرك أنه من الصعب إجراء تغيير وظيفي في هذه الظروف و الأجواء ، إلا أننا بحاجة إلى أن نتعامل بسهولة أكثر مع أنفسنا.
و لكن ما لا أفهمه هو أن بعض الناس يكثرون من قول أشياء مثل : لا تقلق ، ستكون بخير ، أنت تبذل قصارى جهدك بالفعل .
و قد تتساءل هنا : لأي كوكب ينتمي هؤلاء الناس؟ فحقيقة أننا نمر بجائحة و ركود ينبغي أن ببدل كل هذا الهراء . و من أجل تحسين حياتنا ، نحن بحاجة إلى العمل . لذا لا تضغط على نفسك. و لكن لا تكذب على نفسك أيضاً.
و سواء أحببنا ذلك أم لا ، فإننا سنقضي معظم ساعاتنا في العمل. لذلك ، فإنه من الأفضل أن نتأكد من أن لدينا عملًا نستمتع به. وآمل أن تتمكن من استخدام الأسئلة الثلاثة التي طرحها دراكر Drucker لتصبح الأمور واضحة بشأن ذلك.
و في نهاية المطاف ...
أنت لست مضطراً للخروج على قواعد عملك أو تحطيم القواعد الخاصة بذلك . فقط خذ بعض الوقت للتفكير ، و اعرف المزيد عن نفسك ، و اختر الاتجاه المناسب لك ، و اسع وراءه خطوة بخطوة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
المصادر
الوسوم
المؤلف
هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،
