التعليم الذاتي
3 استراتيجيات أساسية لـ التعلم الذاتي

لاشك أن أهم مهارة للشباب اليوم هي التعلم بسرعة وفعالية.

إذ لم يعد أحد منذ الركود العظيم ، يشتري الانطباع الخاطئ بأنه يمكنك الحصول على الاعتماد بعد الدراسة لمدة أربع سنوات ، والحصول على وظيفة ، ومن ثم الحصول على مهنة بنفس مجموعة المهارات الأساسية طوال حياتك.

و حتى المسارات المهنية الوظيفية مثل الطب والقانون تخضع لضغوط اقتصادية وتكنولوجية خارجية للتغيير والتكيف بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.

لقد باتت فكرة قيام المدرسة والكلية اليوم بتعليمك المهارات التي تحتاجها للنجاح ، هي فكرة مضحكة للغاية لدرجة أنها تعتبر مزحة بين أصحاب العمل.

و هذا صحيح حتى في وظيفة مستوى الدخول. إذ يتوقع الناس من أصحاب الأداء العالي أن يتعلموا باستمرار و يتحسنوا خارج نطاق تعليمهم الرسمي.

و لقد اجتمعت القوى الاقتصادية والمعلوماتية والتكنولوجية لتشكيل اقتصاد تتطلب فيه المرونة قيمة أكبر من الترسيخ.

و بالطبع فإن أولئك الذين يتقنون هذه المهارة يصبحون قادة مصيرهم.

أما أولئك الذين يتجاهلونها فسيكونون تحت رحمة القوى الاقتصادية والتكنولوجية من حولهم.

و سأورد في مقالي ثلاث استراتيجيات فعالة للتعلم الموجه ذاتياً self-directed learning، و هي مأخوذة من كتابي القادم " الدليل الصغير لتعلم أي شيء The Little Guide to Learning Anything " ، حيث أنني تعلمت من بعض أكثر المتعلمين الناجحين في التوجيه الذاتي الذين قابلتهم و درستهم.


1. اعرف نتائجك و ليكن لديك أسباب جيدة للتعلم :

ليس من النادر أن تلتقي بأشخاص يفهمون جميع الحجج حول سبب حاجتك إلى التعلم دائماً وأهمية تعلم مهارات جديدة للوفاء الوظيفي والشخصي .

كما أنه  ليس من الغريب أن تلتقي بأشخاص يفهمون هذه الحجج ويبدأون فعلياً في تعلم إحدى المهارات.

فهم يقومون بالتسجيل في فصل دراسي ، أو شراء كتاب ، أو بببدء دراسة كيفية القيام بشيء جديد تماماً. و لكن ما هو غير عادي هو: العثور على أشخاص يعرفون بالضبط ما يريدون ولماذا يريدون ذلك.

فكر في الأمر. إذا كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب بشيء تتعلمه ، فكيف تعرف أنك وصلت إلى هناك؟

كم عدد الأشخاص الذين قابلتهم والذين بدأوا في اكتساب مهارة ما و أخبروك أنهم يتعلمون شيئاً شائعاً وقابل للتسويق مثل الترميز coding  (صياغة رموز تشفيرية ) ثم لم يكملوه مطلقاً ؟

إنهم لم ينتهوا أبداً لأنهم لا يعرفون إلى أين هم ذاهبون. و هدفهم هو هذا العملاق التجريدي الضخم المتمثل في عبارة : "تعلم مهارة" ، أو ربما  :"تعلم مهارة للحصول على وظيفة" ستكون أكثر واقعية. لاشك أن هذا أمر محير وليس من السهل تخيله.

إن هذا يجعله في أي وقت يأتي فيه شيء أكثر تحدياً أو إثارة للاهتمام أو ربحاً أو جاذبية ، فمن المرجح أن يتخلى الشخص عن الشيء الحالي و ينتقل إلى التالي.فالناس يتعاطفون مع المواقف التي يمكنهم تخيلها بالفعل.

فهم لا يستطيعون تخيل الملخصات بسهولة. كما أنه من الصعب أن تتخيل نفسك تحصل على فكرة مجردة وتشعر بالرضا حيال ذلك . 

لذا ، و إذا كنت تريد إعداد اللعبة للفوز ، اختر الأشياء التي ستلتزم بها. و اعرف بالضبط ما تريد تحقيقه ولماذا. و اجعل هذا شيئاً ملموساً - مثل إنشاء موقع ويب أو أداء حفلة أو نشر منشور على موقع معين - وشيء يلهمك.


2. اقتدِ بأولئك الذين قاموا بفعل ما تريد القيام به مسبقاً :

بمجرد أن تعرف ما الذي تريد أن تتعلمه ولماذا تريد أن تتعلمه ، فإنك تحتاج إلى تطوير خطة عمل لتتعلمه.

و لسوء الحظ ، يحصل العديد من الأشخاص على هذا ، و هم يفترضون على الفور أن هذا يعني أنه يتعين عليهم التسجيل في فصل دراسي أو الدخول في بيئة تعليمية رسمية لتعلم شيء ما.

و في حين أن هذا قد يكون أفضل طريقة للتعلم للبعض.إلا أنه يترك العديد من الأشخاص في مسار التعلم عن طريق التجربة والخطأ حتى يكتشفوا كيف سيكتسبون المهارات التي يحاولون اكتسابها.

و لكن ، و بدلاً من ذلك ، ابحث عن شخص وصل إلى حيث تحاول الذهاب واكتشف كيف وصل إلى هناك. ففي المقابلات التي أجريتها مع الفاعلين الناجحين ، كان هذا موضوعاً مشتركًا لأولئك الذين يسلكون مسارات متعددة السنوات للنجاح.

وهذا ما يسمى بالحث العكسي reverse-induction.لذا ، انظر إلى الخاتمة و النتيجة وقم بتجميع المسار للوصول إلى هذا الاستنتاج.

و ها أنت الآن لديك خريطة طريق للعمل تتيح لك القيام بشيء ثبت نجاحه.

"بالتأكيد ، إن هذا يبدو سهلاً بما فيه الكفاية ، ولكن كيف يمكنني العثور على شخص ما فعل ما أريد فعله؟"

إنك اليوم ،و في عالم يمكنك فيه التواصل مع أي شخص على هذا الكوكب تقريباً من خلال بعض المقدمات أو العروض ، ليس لديك عذر لعدم العثور على شخص فعل ما تريد والاقتراب منه.

و قد تضطر إلى العمل ، ولكن باستخدام أدوات مثل الفيسبوك Facebook و اللينكيدن LinkedIn و غوغل Google ، حيث يمكنك تتبع شخص ما و يمكنك مقابلته مرة واحدة على الأقل  وطرح بعض الأسئلة حول طريقه إلى النجاح.

وحتى إذا لم تستطع ذلك ، فليس بالضرورة أن يكون لديك هذا الشخص ليكون مرشداً يعطيك كل أسراره.

إذ غالباً ما تكون السير الذاتية Biographies ، والسير الذاتية الشخصية autobiographies ، ومنشورات المدونات blog posts، وأفلام الفيديو الوثائقية ، والتوثيق فقط لما فعلوه ، كافياً للمساعدة في إعطائك خريطة الطريق التي تحتاجها للنجاح.


3. ابدأ صغيراً واعمل حتى تفشل :

إن الموضوع المشترك بين المتعلمين الذاتيين self-educators هو قدرتهم على اختبار معارفهم الجديدة من خلال إنشاء مشاريع صغيرة ونواتج على طول الطريق. فهم لا ينتظرون حتى النهاية ويحاولون تقديم كل ما لديهم مع كل ما تعلموه.

كما أنهم لا يدخلون بكل شيء في مشروع صعب يبعث على السخرية ويحتمل أن يفشلوا فيه كمتعلم جديد.

ولكن و بدلاً من ذلك ، يركزالمتعلمين الذاتيين على إيجاد الأماكن والمجالات التي يمكنهم التوقف فيها واختبار مهاراتهم وتطوير مخرجات تثبت قدراتهم.

حيث أن هذا يساعدهم على استيعاب ما تعلموه ، وتحديد المجالات التي لا تكون فيها معرفتهم بالقوة التي يفضلونها  ، وتعديل الخطوة التالية من خطة التعلم بشكل مناسب.

و هناك أيضاً عنصر تنظيم الأنا  ego-regulating element ، و ذلك من خلال البدء بالمشاريع الصغيرة ثم العمل حتى الفشل.

فعلى سبيل المثال ، نادراً ما يبدأ لاعبو كمال الأجسام بأثقل أوزانهم ويحاولون التمرين لفترة طويلة من هناك.

إذ أن البدء في الفشل أو بالقرب منه يمكن أن يضر بالأنا، وهذا سيجعلهم ينتقدون قدرتهم على دفع أنفسهم والنمو.

و بدلاً من ذلك ، يبدأون برفع الأحمال الأخف وزناً من تلك الأثقل التي قاموا برفعها مؤخراً،و من ثم يعملون حتى النقطة التي يستطيعون دفع أنفسهم من خلالها .

و هذا يمنحهم الشعور بالتقدم والنمو في البداية. مما يقلل من احتمالية انتقادهم لقدراتهم على النمو.

و بناء على ماسبق ، يجب أن يتصرف المتعلم الذاتي بنفس الطريقة.

و ذلك لأنه من الممكن أن يؤدي الانتقاد إلى تدمير الذات self-sabotage  ويمنع المتعلم من الوقوع في حالة من التعلم الحقيقي .




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

التعلم الذاتي : عملية من أربع خطوات

لماذا و كيف يعتبر التعلم الذاتي مهمٌ للغاية؟

التعلُّم الذاتي مهمٌ للغاية.. لماذا و كيف؟


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل