يمكن أن يكون التعلم الذاتي، أو التعلم المستقل أمراً صعباً ، حتى بالنسبة للطلاب الأكثر ذكاءً و تحفيزاً.
و كوسيلة لفهم العمليات المتضمنة في هذا النمط من الدراسة بشكل أفضل ، تحدد إرشادات التدريس هذه المكونات الرئيسة لأربع مراحل رئيسية للتعلم المستقل ، و المعروف باسم التعلم الموجه ذاتياً self-directed learning (التعلم الذاتي):
الاستعداد للتعلم ، و تحديد أهداف التعلم ، و المشاركة في عملية التعلم ، و تقييم التعلم.
الخطوة الأولى: تقييم الاستعداد للتعلم
يحتاج الطلاب إلى مهارات و مواقف مختلفة تجاه التعلم من أجل دراسة مستقلة ناجحة.
و تتضمن هذه الخطوة قيام الطلاب بإجراء:
- تقييم ذاتي لوضعهم الحالي
- تقييم عادات الدراسة ، والوضع العائلي
- تقييم شبكة الدعم في كل من المدرسة والمنزل
- كما تتضمن أيضاً تقييم التجارب السابقة بالتعلم المستقل.
و تشمل علامات الاستعداد للتعلم الذاتي (الموجه ذاتيا) أن تكون:
- مستقلاً
- و منظماً
- منضبطاً ذاتياً
- قادراً على التواصل بشكل فعال
- و قادراً على قبول التعليقات البناءة و المشاركة في التقييم الذاتي والتفكير الذاتي.
الخطوة 2: حدد أهداف التعلم
يعد توصيل أهداف التعلم بين الطالب و المدرب المُرشد أمراً بالغ الأهمية.
و لابد لمن يتجه باتجاه التعلم الذاتي من الأخذ بعين الاعتبار مجموعة معايير عند رسم أهدافهم التعليمية. و من الأهمية بمكان أيضاً تطوير فهم واضح لأهداف التعلم بين الطلاب و المعلمين والتي تسمى عقود التعلم. و تشمل عقود التعلم بشكل عام:
- أهداف الوحدة الدراسية
- هيكل وتسلسل الأنشطة
- الجدول الزمني لإنجاز الأنشطة
- تفاصيل حول المواد المرجعية لكل هدف
- تفاصيل حول إجراءات الدرجات
- ردود الفعل والتقييم عند اكتمال كل هدف
- خطة الاجتماع مع المدرب الاستشاري
- الاتفاق على سياسات الوحدة ، مثل سياسة التخصيصات المتأخرة
و بمجرد إنشاء العقود ، يجب تقييم العقود من قبل عضو هيئة التدريس المُرشد ويجب طرح الأسئلة حول الجدوى (على سبيل المثال ، ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟ هل هناك الكثير من العمل أو القليل جداً؟
هل الجدول الزمني والتقييم معقول؟).
الخطوة 3: الانخراط في عملية التعلم
يحتاج الطلاب إلى فهم أنفسهم كمتعلمين من أجل فهم احتياجاتهم كطلاب تعلم موجه ذاتياً – و سيكون من المفيد إحالة الطلاب إلى الموارد التعليمية بشأن تفضيلات التعلم.
و بالتالي يجب على الطلاب أيضاً التفكير في الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما هي احتياجاتي من إعادة: طرق التدريس؟
- من كان أستاذي المفضل؟ لماذا ؟
- ما الذي فعلوه كان مختلفاً عن المعلمين الآخرين؟
يجب على الطلاب التفكير في هذه الأسئلة في جميع مراحل البرنامج و استبدال "المعلم" بـ "المدرب الإرشادي"
و يحتاج الطلاب أيضاً إلى فهم نهجهم في الدراسة:
- تتضمن المقاربة العميقة للدراسة التحول و هي مثالية لـ التعلم الذاتي.
إذ يتعلق هذا النهج بفهم الأفكار لنفسك ، وتطبيق المعرفة على المواقف الجديدة واستخدام أمثلة جديدة لشرح المفهوم ، وتعلم أكثر مما هو مطلوب لإكمال الوحدة.
- النهج السطحي يتضمن الإنتاجية:
التعامل مع متطلبات الوحدة ، وتعلم فقط ما هو مطلوب لإكمال وحدة في وضع جيد.
إذ تميل ذلك إلى إعادة الأمثلة والتفسيرات المستخدمة في القراءات.
- النهج الاستراتيجي يتضمن التنظيم:
تحقيق أعلى الدرجات الممكنة ، وتعلم ما هو مطلوب لاجتياز الاختبارات ، وحفظ الحقائق ، وقضاء الوقت في التدريب من الاختبارات السابقة.
ربما شجعت الطريقة السابقة للعمل الأكاديمي على اتباع نهج سطحي أو استراتيجي للدراسة.
و لكن لن تكون هذه الأساليب كافية (أو حتى مناسبة) للدراسة المستقلة الناجحة.
إذ تتطلب الدراسة المستقلة (التعلم الذاتي) نهجاً عميقاً للدراسة ، حيث يجب على الطلاب فهم الأفكار و القدرة على تطبيق المعرفة في المواقف الجديدة.
يحتاج الطلاب إلى إنشاء اتصالاتهم الخاصة و أن يكونوا محفِّزين لأنفسهم.
الخطوة 4: تقييم التعلم
لكي ينجح الطلاب في التعلم الذاتي ، يجب أن يكونوا قادرين على الانخراط في التفكير الذاتي self-reflection و التقييم الذاتي self-evaluation لأهداف التعلم و التقدم في وحدة الدراسة. و لدعم عملية التقييم الذاتي هذه ، يجب عليهم:
- استشارة المدرب الإرشادي بانتظام
- طلب التقييمات feedback
- الانخراط في التفكير في إنجازاتهم ، و الذي يتضمن سؤال:
كيف أعرف أنني قد تعلمت؟
- هل أنا مرن في تكييف وتطبيق المعرفة؟
- هل لدي ثقة في شرح المواد؟
- متى أعرف أنني تعلمت ما يكفي؟
- ما هو الوقت المناسب للتفكير الذاتي و متى حان وقت التشاور مع عضو هيئة التدريس المستشار؟
المسؤوليات في العملية ذات الأربع خطوات
تتطلب الدراسة المستقلة الناجحة و التعلم الذاتي الناجح، بعض المسؤوليات أو الأدوار لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
و فيما يلي قائمة مختصرة بالأدوار الأكثر أهمية.
إذ سيكون من المفيد لكل من الطلاب و نصائح أعضاء هيئة التدريس مراجعة هذه القائمة بشكل دوري و التواصل بشأن ما إذا كان كل منهم يشعر بأن الآخر يقوم بدوره في المسؤولية.
دور الطلاب:
- التقييم الذاتي لمدى الاستعداد للتعلم
- تحديد أهداف التعلم الخاصة بك و وضع عقد التعلم
- مراقبة عملية التعلم الخاصة بك
- أخذ زمام المبادرة في جميع مراحل عملية التعلم - تحفيز نفسك
- إعادة تقييم وتعديل الأهداف كما هو مطلوب خلال وحدة الدراسة الخاصة بك
- استشر مدربك الإرشادي كما هو مطلوب
دور المستشارين التعليميين و المدربين
- بناء بيئة تعليمية تعاونية
- المساعدة في تحفيز و توجيه تجربة تعلم الطلاب
- تسهيل مبادرات الطلاب للتعلم
- أن يكون المستشار التعليمي متاحاً للمشاورات حسب الاقتضاء أثناء عملية التعلم
- العمل كمستشار و ليس كمدرس رسمي
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
التعلُّم الذاتي مهمٌ للغاية.. لماذا و كيف؟
ما هي فوائد الدراسة الذاتية ؟ وكيف يمكن لـ الطلاب استخدامها؟