تحدث إلى صوت القلق بداخلك.
لقد عانيت من القلق لسنوات ، و لكن القلق في وقت الوباء كان يختلف إلى حد كبير عما سبقه .
حيث أنني تخرجت للتو من الكلية ، و كنت في حالة ركود يصعب فيها العثور على وظيفة مناسبة.
و كنت أحاول أن أصبح كاتباً مستقلاً و ناجحاً، وهذا يستغرق وقتاً.
و قد مرت أيام شعرت فيها بأنني أقوم بما يكفي لتحقيق ذلك.
و قد تملكني القلق بشأن زيادة وزني على نحو غير مناسب .
كما أقلقني بعدي عن أصدقائي الذين أقدرهم و أحبهم كثيراً، كما أنني حصلت على وظيفتين ، إلا انهما لم تكونا على النحو الذي رغبت فيه .
إنني أشعر و كأننا سنرتدي هذه الأقنعة إلى الأبد في ظل استمرار ذلك الوباء الجائح.
و تستمر القائمة المليئة بما ينغص الحياة ويدعو الى القلق والتوتر النفسي بشكل مستمر.
و للعلم فإنني أدرك بأنني لست وحدي في تلك الصراعات.
فوفقاً لاستطلاع للرأي و الذي كان قد أجري مؤخراً من هذا العام ، هناك ما يقرب من 53% من البالغين ممن يعانون من صحتهم العقلية، ولا عجب في ذلك.
إذ أن أدمغتنا لا تعرف كيفية التعامل مع هذا القدر الهائل من التوتر، مما يجعلنا نشعر بالإرهاق واليأس والضغط النفسي الكبير .
كما أن جداولنا مضطربة جراء ذلك الوباء ولا نرى أحبائنا كثيراً و الذين تعودنا على رؤيتهم.
إضافة إلى أننا قلقون من أن نمرض نحن أو أحد من أحبابنا .
و من خلال هذا الموقف فليس هناك ضمانه لأي شيء .
و مع ذلك، فقد اكتشفت ست وسائل ساعدتني بشكلٍ كبيرٍ في التعامل مع القلق مؤخراً ، و هنا بدوري أشجعك عزيزي القارئ على تجربتها أيضاً إذا كنت تشعر بالكثير من القلق.
1. التزم بما هو مألوف ويجعلك تشعر بالرضا
لقد سمعت كثيراً أن الناس يشجعون الآخرين على تجربة أشياء جديدة ، و هذا بحد ذاته شيء رائع.
لذا ، لا تخف من الالتزام بما هو مألوف ومريح بالنسبة لك.
إذ من الممكن أن يؤدي القيام بهواية أو روتين معين أو أي شيء آخر تستمتع به ويمكنك الالتزام به إلى زيادة مستويات الراحة و السلام الداخلي في الأوقات الصعبة .
و على سبيل المثال، أنا أذهب إلى حصتين أو ثلاث حصص رقص كل أسبوع (مرتدياً قناعاً للوقاية) وأعلم جيداً أنني سأستمتع بهذه الدروس .
كما أنني استمريت أيضاً في إعادة مشاهدة برامجي التليفزيونية المفضلة طوال فترة الحجرالصحي.
2. لا تتسامح مع أشخاص لا يعاملونك جيدًا أو مواقف لا تجعلك سعيداً
باعتباري شخصاً لا يحب الدخول في الصراعات، و لا يحب خذلان الناس، فإن اتخاذ قرار بعدم تحمل شخصٍ ما، أو موقفٍ ما من المواقف التي أراها تضر بصحتي العقلية، هو من الأمور التي أراها صعبة للغاية.
و مع ذلك ، فقد فعلت ذلك مرتين الى الآن ، و أنا ممتن للغاية لأنني فعلت ذلك.
حين نبتعد عن السلبية نوفر مساحة أكبر للإيجابية.
كما أن الصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية ، و يعتبر وقتنا و راحتنا أمران مهمان و ثمينان للغاية.
فإذا كنت غير سعيد ففكر في اكتشاف طريقة للخروج من ذلك الموقف الذي يجعلك غير سعيد.
و يعد "التفكير في ذاتك" طريقة رائعة للقيام بذلك.
3. تحدث إلى صوت القلق بداخلك
لقد كان من المفيد لي و للآخرين فصل صوت التوتر و القلق في رؤوسنا عن صوتنا الشخصي.
و أنا شخصياً أمتلك صوتاً لذلك القلق بداخلي ، و قد قمت بتسميته هربرت Herbert ، و هو يرشدني و يحب أن يقول لي إنني لست جيداً بما يكفي أو لا أفعل ما يكفي.
و مع ذلك ، و من خلال الرد عليه و الاستجابة لما يقوله يمكنني أن أدرك الحقيقة المفيدة و المناسبة لي ويمكنني أن أشعر بالتحسن بشكل كبير.
و الجدير بالذكر ، فقد أنشأت المعالجة كاتي مورتون Kati Morton و مقدمة مقاطع الفيدوهات على قنوات اليوتيوب YouTube مقطع فيديو رائع للتحدث إلى هذا الصوت بداخلك و الذي يمكنك استخدامه كنقطة بداية لفعل ذلك.
4. التواصل باستخدام وسائل الاتصال التكنولوجية مع الأصدقاء و الأحباب
إن العلاقات جداً مهمة للشعور بالراحة و الطمأنينة بداخلنا.
و لا شك أن الصداقة هي إحدى القيم الرئيسية فى الحياة .
و أنا ممتن لأن لدي الكثير من الأصدقاء الرائعين الذين يحبونني جداً و يسعدونني.
لذا ، يمكننا التفاعل والتواصل تكنولوجياً مع أحبائنا بعدة طرق أيضاً منها :
الفيس تايم FaceTime ، و المكالمات الهاتفية، و النتفليكس بارتي Netflix Party، و الألعاب عبر الإنترنت و غيرها الكثير ، مما سيجعل وقتنا معاً يبدو طبيعياً و ممتعاً لنا.
5. كن رحيماً بنفسك و متفهماً لها، عوضاً عن كونك قاسياً عليها
لقد علمت مؤخراً أنني لا أدير نفسي بالطريقة المناسبة. إذ أن هربرت (صوت القلق الداخلي عندي) يدور في رأسي و يحدثني ، و يخبرني أنني لا أفعل الأمور بطريقة مناسبة أو بأنني لا أساعد في إدارة ذاتي بما فيه الكفاية .
كما أنني عانيت أيضاً مؤخراً من عدم ملاءمة ملابسي لي بسبب زيادة الوزن، و ذلك على الرغم من أنني أعرف أنه من المفترض أن تتغير صورة أجسادنا، و أنني لست وحدي من يعاني من تلك المشكلة، و أن زيادة الوزن أمر طبيعي - خاصة أثناء الوباء – و أمر شائع و طبيعي و لا بأس به.
لذا..
كان علينا أن نمنح أنفسنا التعاطف ذاته الذي نمنحه لمن نحب. فجميعنا يمر بأوقات عصيبة في الوقت الحالي ، و سنشعر حتماً بتحسن كبير إذا منحنا أنفسنا التفهم و العطف الذي نحتاجه و نستحقه.
6. لا بأس من التفكير في العلاج أو استخدام خيار مشابه إذا استطعت ذلك
أعتقد أنه يمكننا جميعاً الاستفادة من العلاج. فلست مضطراً إلى الإصابة بمرض عقلي أو نحوه ، كما أنه من الممكن أن يكون العلاج رائعاً من حيث استعادة الثقة بالنفس أو طرح الأسئلة حول كيفية التعامل مع بعض الصراعات.
أما على الصعيد الشخصي ، فأنا ممتن جداً لأنني تمكنت من الذهاب إلى العلاج لفترة طويلة مع معالج أحبه وأحترمه.
لذا و إذا كنت مهتماً ، فإن لدى موقع علم النفس اليوم Psychology Today قاعدة بيانات يمكنك من خلالها الاختيار من بين المعالجين حسب التأمين و التكلفة و التخصص و ما إلى غير ذلك .
كما يحتوي موقع The Mighty على مقالة حول بدائل أرخص للعلاج يمكن أن تكون مفيدة أيضاً بالنسبة لك.
و لاشك بأن الذهاب إلى العلاج يمكن أن يغير حياتك حقاً ، و هو أكثر شيوعاً بين الناس مما قد تتوقعه.
و من المهم بالنسبة لنا أن نعرف أننا لسنا عاجزين أو يائسين من حيث القدرة على التعامل مع هذا الوباء و النجاة منه أيضاً.
أما إذا كنت تعاني من عدم تصديق أننا نستطيع التعامل مع هذا الوباء و النجاة منه ، فأنت لست وحدك في ذلك ،فقد كنت كذلك أيضاً .
و مع ذلك، يجب أن نعرف أن لدينا قوة أكبر مما نعتقد حيال ذلك. و لدينا العديد من الأشخاص الذين يحبوننا ويهتمون بنا أكثر مما نعتقد.
و نختتم مقالنا بالقول على لسان ويني الدب Winnie the Pooh:
"أنت أكثر شجاعة مما تعتقد، و أقوى مما تبدو، و أذكى مما تظن."
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
كيفية تحديد أنماط أفكار القلق Anxiety