القلق
كيف أتعامل مع القلق ؟

أخرج ذلك السواد ( القلق ) الموجود داخل نفسك و تلك المخاوف... أخرجها إلى الوجود . فإنها لا تستطيع أن تحيا بوجود النور 

إنني أذكر أن أحد أصدقائي عانى مؤخراً من نوبات قلق مفاجئة. و بما أنه يعلم أنني عانيت من الأمر نفسه أيضاً ، فقد سألني: "كيف تتعامل مع القلق و التوتر؟" 

إن هذا سؤال جيد. فقد كنت قد بحثت في الماضي عن طرق " للتغلب على" أو "التخلص من" القلق. كما أنني كنت أبحث عن علاج ما له .

و بعد قراءة عشرات الكتب ومئات من المقالات حول هذا الموضوع ، وجدت الإجابة : لا يمكن علاج القلق و لا يمكن الشفاء منه . و لكن يجب التعامل معه.

إن التعامل مع القلق هو معركة مستمرة بالنسبة لمعظمنا. و هو ليس لعبة أو بطولة أو مسابقة . وليس الأمر كما لو أنه يمكنك التغلب على القلق مرة واحدة  ثم ستتخلص منه إلى الأبد.

وفي كثير من الأحيان ، يقول الناس إنهم "هزموا" القلق و تغلبوا عليه .إلا أنني لا أوافق على هذا.  إذ أن الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها التغلب على القلق حقاً هي إذا قمت بالاختباء من مصاعب الحياة و مشقاتها

التعامل مع النقد criticism والكراهية hate والسلبية negativity :

لقد قام أكثر من مليوني شخص في الشهر الماضي  بقراءة مقالاتي . و بطبيعة الحال ، فإن المحتوى الخاص بي أيضاً  يحظى بالاهتمام من قبل الأشخاص الذين لا يحبونه. كما أن بعض هؤلاء الناس يستغرقون زمناً طويلاً في مشاركة آرائهم .

و لا أعتقد بأن لدي مشكلة في ذلك الأمر. فالإنترنت مكان حر ويمكن للجميع أن يقولوا فيه ما يريدون. و معظم الناس مهذبون  في انتقاداتهم. إلا أنني و في بعض الأحيان ، أتلقى رسائل بغيضة.

و يجدر الإشارة هنا أن معظم الكتاب لا يحبون ذلك. و أعترف أنني أيضاً في البداية ، لم يعجبني الأمر عندما انتقد الأشخاص أشيائي. و رحت أفكر في قرارة نفسي في أولئك الأشخاص متسائلاً : "إذا كنت لا تحب ذلك ، لماذا تقرأه؟" .

إلا أنني و في كثير من الأحيان عندما كنت أتلقى هذه الرسائل البغيضة ، كنت أرى فرصة فيها . فعندما ينتقدك شخص ما ، فأنت تشعر بالانزعاج .

  و أستطيع القول بأن ذلك الشعور ليس ممتعاً . كما أنني أفضل قراءة رسالة بريد إلكتروني من قارئ قام بتغيير كبير في حياته بعد قراءة مقال.

ولحسن الحظ ، فإن ذلك  يحدث أيضاً. و قد تعلمت أيضاً الإعجاب بالكراهية.  و لك أن تسأل : لماذا ا؟ و الجواب : لأنه تدريب.

و لذلك يتوجب عليك أن تتعامل مع الكراهية أو المشاعر المتعلقة بها . كما أن تجنب ذلك لا يشكل بالنسبة لي خياراً . و لقد قرأت مؤخراً مقالاً من مؤلف قال بفخر إن مساعده يقوم بفحص دقيق لرسائل النقد و الكراهية من بريده الإلكتروني حتى لا تقع عينه عليها  .

حسناً ، لقد فهمت الأمر ، إذ أنه ليس من الممتع قراءة هذه الأشياء. و لكن كيف يمكنك أن تطور تلك القشرة السميكة أو تلك الحماية دون تعريض نفسك للنقد؟

واجه الأمر: فالحياة ليست سهلة 

تمعن معي في هذا الأمر، فلقد كان ردي الأول على كل شيء تقريباً يشكل لي إزعاجاً وغير مريح في الحياة هو تجنبه. فأنا لا أريد قراءة بريد الكراهية. كما لم أكن أرغب في التعامل مع أصحاب العقارات المزعجين عندما أبحث عن عقارات. ولا أريد تسويق كتابي. ولا أريد الجري أو الركض عندما أكون متعباً.

أريد أن يحب الجميع محتوى ما أكتبه. و أريد أن يعقد الناس معي أفضل الصفقات. وأريد أن يشتري الجميع كتابي بأنفسهم. و أنا أريد أن أكون في حالة جيدة و أن أبدو بمظهر جيد وأن أشعر أنني بحالة جيدة دون بذل  أدنى جهد في ذلك .

و لكننا كلانا أنا و أنت نعلم أن هذا ليس حقيقة. إذ أن الحياة في الحقيقة  ليست سهلة على هذا النحو. فنحن نواجه أشياء مزعجة و غير مريحة طوال الوقت. وهذا يسبب الكثير من القلق لنا .

• ماذا لو فشل عملي؟

• ماذا لو لم يحبني أحد؟

• ماذا لو رفضني / رفضتني؟

• ماذا لو بقيت وحيداً ؟

• ماذا لو مرضت؟

• ماذا لو توفيت عائلتي؟

إنني أدرك هذا: فالقلق شيء طبيعي. إنه جزء من الحياة الطبيعية و العادية .

وعندما تحاول تجنب الشعور بالقلق ، فأنت بذلك  لا تعيش الحياة على حقيقتها . إني دائماً أقوم بتذكير نفسي بذلك. وعندما أشعر بالقلق ، فهذا يعني أنني أفعل شيئاً صحيحاً.

ومع ذلك ، فإن الأمر مع استمرار شعورنا بالقلق يشكل مشكلة  . وليس هناك حل سحري لذلك أيضاً. فالتعامل مع القلق صعب و قاسي  وسيظل دائماً صعباً.

لا تقل أبداً ، "لماذا أنا ؟!" قل ، "هذا أنا!"

بعض الأشياء التي قد تساعد :

إن تغيير العقلية التي تفكر بها سيساعد كثيراً في التعامل مع القلق. إلا أنك  ستحتاج أيضاً إلى إجراءات لمنع هذا القلق من التحكم في حياتك. ففي النهاية أنت لا تريد أن تصبح "أفضل" فقط  في التعامل معها.

بالطبع لا  ، أنت تريد احتواء هذا الذي يمتص طاقتك  كل يوم . من أجل ذلك إليك بعض الأشياء التي ستساعدك:

• تمرن كل يوم . إذ أن هذا سيساعدك  في اكتساب قوة بدنية وعقلية. فكلما كنت أقوى ، زادت ثقتك بنفسك.

• ابدأ يومك بشيء مزعج غير مريح .  

يفترض الناس فقط ولمجرد أنني أقوم بنشر الكثير من المقالات أنني أرغب دائماً في الكتابة. و بالطبع فليس هذا هو الحال. فالكتابة هي ممارسة صعبة ومملة. وغالباً ما أريد تجنبها و عدم القيام بها .

و لهذا السبب فإنني أجبر نفسي على بدء اليوم بالكتابة. و أذكر أنني عندما عملت في المبيعات ، بدأت يومي بالتنقيب و البحث .

• قم بالكتابة عن قلقك . 

 أخرج ذلك السواد الموجود داخل نفسك و تلك المخاوف إلى الوجود . فإنها لا تستطيع أن تحيا بوجود النور  .

و كما ترى ، فإنه لا يوجد حل آخر لذلك . و سيتوجب عليك أن تمر من خلال مشاعر القلق وأن تعيشها . لذلك عليك أن تواجه ذلك الشعور في معدتك وتقول له : " إنني غير خائف منك".

وفي مرحلة ما ، ستدرك أنه مجرد شعور. و بأن تلك المشاعر عاجزة و بلا قوة  في اللحظة التي تتوقف فيها عن إطعامها . كما أن الخوف لا يمكن أن يفعل شيئاً سوى إخافتك  .

واسأل نفسك: هل ترغب حقاً بأن تشعر بشعور سخيف يعيقك و يوقفك عن تجربة الحياة بأكملها و أن تعيشها إلى أقصى حد  ؟

انا لا. ماذا عنك؟

يوماً بهيجاً .....مع كل الحب .

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل