حتى في الأوقات التي تبدو فيها الحياة سهلة و ميسرة ، فنحن البشر نجد أنفسنا -بشكلٍ دائم- نحارب ضد التحديات و الصعوبات في طريقنا للوصول إلى أهدافنا.
- هل تريد أن يكون جسمك صحي و أن يكون لديك لياقة بدنية؟
- ما عليك إلا بتحمل الألم على جهاز السير الرياضي.
- و هل تريد النجاح الأكاديمي؟
- ما عليك إلا أن تتحمل جهد كتابة المقالات الشاقة.
- هل تريد صحة الأسنان؟
- بالتأكيد سيتوجب عليك تحمل ألم جهاز تصليح الأسنان عند الطبيب و هو ينخر قرب دماغك.
- و هل تريد علاقات متناغمة؟
- تعرَّق من خلال محادثات غير مريحة مع الزملاء، لتصل على ما تريد.
و بالفعل فكل هذه الممارسات جعلتنا ماهرين إلى حد ما، في إيجاد طرق للتغلب على أنفسنا خلال التحديات، و المثابرة في الأشياء التي تكون غير سارة وغير مبهجة ، و لكنها ضرورية لتحقيق أهدافنا.
لقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للشخصية The European Journal of Personality - بعنوان "العمل على الرغم من عدم الرضا"
استكشفت الدراسة، ما الذي يمكن للناس القيام به في حالات تضارب ضبط النفس هذه، و التي تساعدهم على الاستمرار في التحديات اليومية.
و بالنسبة للباحثة الرئيسية الدكتورة ماري هينيك Marie Hennecke، فقد كانت إحدى أكبر المفاجآت في الدراسة هي التنوع الكبير في الاستراتيجيات التي يمتلكها الناس في جعبتهم، لمساعدتهم على تجاوز ما يقومون به.
و قد كانت معظم هذه الاستراتيجيات الإبداعية عبارة عن مجموعة متنوعة من العمليات التنظيمية مثل:
- تغيير الوضع
- أو التركيز على شيء آخر
- أو إعادة تقييم المهمة بطريقة مختلفة
- أو استخدام قوة الإرادة المطلقة.
و بالنسبة لكل فئة من هذه الفئات العريضة ، وجدت هينيك و فريقها، ما مجموعه 19 استراتيجية مختلفة استخدمها الناس لتحقيق أهدافهم.
و هنا في مقالنا سنعرض أربعة 4 من أنجح الاستراتيجيات في التنظيم الذاتي (من الدراسة المذكورة)، و ذلك وفقاً للدكتورة هينيك.
1. التركيز على النتائج الإيجابية للنشاط الذي تقوم به
لقد كانت هذه الاستراتيجية هي الأكثر شيوعاً في هذه الدراسة، و يمكن تطبيقها في مجموعة متنوعة من الحالات و التحديات.
على سبيل المثال ، إذا وجدت نفسك على جهاز السير الكهربائي - غاضباً و جاهزاً للاستسلام - يمكنك تذكير نفسك بالفائدة التي تجلبها لرفاهيتك البدنية و العاطفية.
أو إذا كنت طالباً تعمل على مواد قراءة مملة ، فربما تعتقد أن الدراسة الآن ستساعدك على الأرجح في اجتياز امتحاناتك و تحقيق أهدافك الأكاديمية.
و على حد تعبير معلم الزن، ثيش نهات هانه Thich Nhat Hanh، "بدون الطين ، ليس هناك زهر لوتس" No mud, no lotus.
2. تنظيم المشاعر
هناك العديد من الطرق التي يمكن للناس من خلالها تنظيم حالاتهم العاطفية لإبقاء أنفسهم في مزاج جيد - حتى و لو كانوا في قلب (منتصف) مهمة غير ممتعة.
على سبيل المثال ، إن التفكير في شيء يجعلك سعيداً - سواءً أكانت ذكرى شاطئ مشمس، أو مداعبة حيوانك الأليف المرح عندما تعود إلى المنزل.
كما تلاحظ هينيك ، أنه يمكن أن يختلف تنظيم عواطفك من الناحية المفاهيمية، عن المُلهيات distraction، لأن المُلهيات لا تحتوي بالضرورة على مكونات تساعد في تغيير مزاجك للأفضل و الصمود أثناء التحديات التي تواجهك في المهام اليومية.
فعندما تفكر في قائمة البقالة و خطط العشاء، أثناء التدرب على في جهاز السير الكهربائي ، فقد تكون قد عملت على تشتيت انتباهك بنجاح من هنا و الآن من التحدي الذي تواجهه ، و لكن ليس بالضرورة أن تجعل نفسك أكثر سعادة بأفكارك.
3. مراقبة تقدم هدفك
تتضمن هذه الإستراتيجية التحقق من نفسك و من تقدمك باتجاه الهدف، من أجل معرفة مدى جودة أدائك في مهمتك، و مدى قربك من هدفك كذلك.
على سبيل المثال ، إذا كنت في حلقة مفرغة ، يمكنك مراقبة تقدمك من خلال النظر في مقدار الوقت أو المسافة التي وضعتها بالفعل.
فنحن نقوم بهذا التقييم العقلي للمكان الذي تتم مقارنتنا فيه، مع المكان الذي نريد أن نكون فيه كثيراً وبشكل طبيعي ، و وفقاً للبحث ، فيمكن أن تكون استراتيجية التنظيم الذاتي ناجحة لمساعدتنا على المثابرة للتغلب على التحديات التي تواجهنا في مهامنا اليومية.
4. فكر في النهاية القريبة
عندما تقترب من استكمال هدفك، في حين أنك تشعر بالتوتر و الجهد للاستمرار ، فقد يكون التفكير في النهاية القريبة - كما تقول هينيك Hennecke – هو استراتيجية مفيدة أخرى للوصول إلى هدفك.
على سبيل المثال ، إذا كنت تخطط للجري لمدة 30 دقيقة على جهاز السير الكهربائي، و تشعر -في نفس الوقت- أنك على وشك الاستسلام بعد 25 دقيقة ، فإن الاعتقاد بأنك على وشك الانتهاء ، يمكن أن يمنحك دفعة إضافية للتحكم بالنفس، و الذي تحتاجه لدفع نفسك إلى آخر 5 دقائق.
ملاحظة مجانية: أضف نشاطاً إيجابياً للمهمة لجعلها أكثر متعة.
إذا كنت قد اعتمدت على الموسيقى أو البودكاست في أي وقت مضى، لمساعدتك على تنظيف مطبخك ، فلا بد أنك قد استخدمت ما تسميه هينيك، استراتيجية إثراء مهمة في مواجهة التحديات الموجودة في هذه المهمة.
و المثير للدهشة، أن هذه الاستراتيجية المستخدمة على نطاق واسع – و هي إضافة شيء إيجابي إلى المهمة لجعلها أكثر متعة - لم يكن لها أي تأثير على نجاح التنظيم الذاتي في الدراسة الحالية.
و وفقاً لهينيك ، فقد يكون لهذا علاقة بالمشاركين في تجربتها (معظمهم من الطلاب) و المهمة التي كان عليهم القيام بها في كثير من الأحيان (هي الدراسة أو الاستماع إلى المحاضرات).
و بالتالي ، فإنه في حين أن إثراء المهمة قد يساعدك بالفعل على الصمود أثناء التحديات للاستمرار في مهمتك ، فقد يصبح تشتيتاً سلبياً إذا كانت المهمة نفسها تحتاج التركيز عليها هي فقط (كالدراسة أو الاستماع للمحاضرات).
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
15 فكرة ستساعدك على النجاح ، و الخروج من حالة التشوش و الارتباك
أنت لست هدفك .. هل تعرف ما هو الهدف ؟