إن الوصول إلى الأهداف بطريقة واقعية بعيداً عن التوتر- حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً - قد يعني الفرق بين الالتزام بالأهداف و الوصول إلى تحقيقها ، و بين التخلي عنها مبكراً قبل تحقيق أية نتائج معتبرة.
و بالتأكيد تعتبر الأهداف مهمة للغاية. و كذلك فتحديد الأهداف الصحيحة ، و وضع خطة للوصول إليها، و متابعة ما هو مطلوب و الحفاظ عليه ، يمكن أن يحدث فرقاً بين وجود أسلوب حياة سعيد ، و مكتمل ، و أقل إجهاداً ، و بين عدم تحقيق أي شيء .
و يمكن للأهداف أيضاً أن تكون مصدراً للتوتر ، ولهذا السبب يتخلى الكثير من الأشخاص عن تحديد قرارات العام الجديد تماماً.
إذ من الصعب الاستمرار في السعي وراء أهدافك إذا لم تحقق النجاح معها ، ومن السهل تفويت الأثر أو أن تخطئ في انتباهك لأهدافك إذا كنت لا تعرف أفضل طريقة للذهاب نحو تحديدها والعمل نحو تحقيقها.
و نقدم إليك عزيزي القارئ في مقالنا ما تحتاجه لمتابعة أهدافك بطريقة تخلق توتراً أقل ونجاحاً أكبر.
دور الأهداف وتخفيف التوتر :
إن ما نعتبره "توتراً " هو في الواقع تفاعل للأحداث التي تحدث في حياتنا ، وأفكارنا وردود الفعل العاطفية الناتجة عن تلك الأحداث.
وتعد الطريقة التي ندرك بها ضغوطنا ، و استجاباتنا العاطفية لتلك التصورات ، هي ما يحفز استجابة الجسم للتوتر، مما يؤدي إلى المعاناة من التوتر .
لذلك ، فإن الهدف المهم من إدارة التوتر ينطوي على فحص أفكارنا حول الضغوطات لدينا ، والتي يمكن أن تغير مشاعرنا واستجاباتنا للتوتر .
كما أن هناك هدف آخر لإدارة التوتر ينطوي على تقليل الضغوطات التي نمر بها في أثناء يوم عادي . و كلا الهدفين مهمان وكلاهما يتطلب بعض التفكير المسبق.
دور الأهداف في السعادة الشخصية :
هناك مجال آخر في الحياة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوتر وإدارة التوتر وهو السعادة الشخصية وتحقيق الأهداف .
و يدرس المجال المتنامي لعلم النفس الإيجابي العوامل التي تساهم في تحقيق كلاً من السعادة والمرونة (بدلاً من مجرد دراسة التعاسة وعلم الأمراض pathology ) ، وقد حدد علم النفس الإيجابي العديد من الأهداف التي ، إذا تم تحقيقها ، يمكن أن تؤدي إلى المزيد من السعادة وتحقيق الأهداف والمرونة في التعامل مع التوتر.
لذا ، و بدلاً من تحديد الأهداف التي تقلل من التوتر أو تديره فقط ، فإن تحديد الأهداف التي تؤدي إلى عكس التوتر يمكن أن تكون أيضاً طريقة فعالة لنمط حياة أقل توتراً .
ما الأهداف التي يجب تحديدها :
إذا كنت تشعر بالتوتر لدرجة أنك غارق ، فمن الجيد أن تركز على أهدافك بشكل أكبر من التركيز على تقليل التوتر وإدارته.
و إذا كنت تشعر بتوتر عام ، ولكن ليس لدرجة شديدة للغاية ، وتجد نقصاً عاماً في تحقيق أهدافك وسعادتك ، فمن الجيد تحديد بعض الأهداف لإدارة التوتر، ولكن عليك أيضاً التركيز على الأهداف التي تعزز السعادة والمعنى في الحياة.
و في كلتا الحالتين ، يجب أن ينتج تخفيف التوتر عن أهدافك ، ولكن الأمر يتعلق بدرجة التوتر التي تعاني منها . ومن الجيد أن تكون على دراية بالأهداف التي ستؤدي إلى كلتا النتيجتين. و فيما يلي بعض فئات الأهداف المختلفة التي بإمكانك أن تحددها.
تعيين أهداف محتملة :
قمنا بسرد هذه الأهداف بالترتيب الأكثر تأثيراً في حياة الشخص . إلا أنه بإمكانك أن تقوم مراجعتها جميعاً وأن تختار واحداً أو اثنين يثيران اهتماك .
- أهداف لتقليل الضغوطات
- أهداف لإدارة التوتر
- أهداف من أجل تثبيت عادات من شأنها تخفيف التوتر
- أهداف لتحقيق المرونة
- أهداف لتحقيق السعادة
كيفية الحفاظ على الأهداف :
هناك بعض الأهداف قصيرة المدى مثل : اجتياز اختبار ما أو إنهاء مشروع في العمل أو إيجاد علاقة رائعة. ومع ذلك
فإن العديد من الأهداف التي ستساعد في إدارة التوتر وتحقيق السعادة والمرونة تميل إلى أن تكون أهدافاً مستمرة طويلة المدى مثل : ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ، والحفاظ على العلاقات ، وممارسة التأمل بشكل مستمر.
كما يمكن أن تشكل هذه الأهداف تحدياً أكبر إلى حد ما ، إلا أنها تعتبر مجزية جداً للحفاظ عليها ، وهي في النهاية ما يمكن أن يؤدي إلى تجربة حياة أفضل.
من أجل ذلك ، إليك بعض الحيل للحفاظ على الأهداف أو تبني عادات صحية منها :
- حدد الأهداف الصحيحة.
- اتخذ خطوات صغيرة وملموسة.
- كافئ نفسك على طول الطريق.
- ضع في اعتبارك أن الزلات جزء من العملية.
و يمكن أن يكون الحفاظ على الأهداف أكثر إلزاماً بقليل من ذلك ، ولكن هذه هي العملية الأساسية.
حيث يتخلى معظم الأشخاص عن أهدافهم لأنهم يضعون أهدافاً عالية جداً (أو أهداف خاطئة لأسلوب حياتهم) ، ويحاولون فعل الكثير في البداية ، ولا يهنئون أنفسهم على إحرازهم تقدماً نحو أهدافهم على طول الطريق ، ويستسلمون لدى مواجهتهم لأدنى زلة .
لذلك فإن الوصول إلى الأهداف بطريقة واقعية - حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً - قد يعني الفرق بين الالتزام بالأهداف والوصول إلى الهدف بعد الهدف ، والتخلي عن الأهداف مبكراً والتخلي عنها جميعاً تماماً.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
أنت لست هدفك .. هل تعرف ما هو الهدف ؟
15 فكرة ستساعدك على النجاح ، و الخروج من حالة التشوش و الارتباك
تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟