نفسك
أحب نفسك : هذه هي تعليمات الأطباء

ربما  أن تعامل نفسك كما تفعل مع صديق عزيز، أو مع أحد أفراد العائلة المقربين ، ستكون هي الطريقة السهلة لتتعلم كيفية التعامل مع نفسك بالتعاطف الذي تستحقه.

تعتبر عبارة "حب الذات self-love " أكثر شيوعاً في مفردات اليوم أكثر من أي وقت مضى.

حيث قامت وسائل التواصل الاجتماعي بتسليط الضوء بشكل خاص على هذا المفهوم المستخدم الآن بالعامية ، والذي يشجع الناس في النهاية ليس فقط على قبول أنفسهم - بل محبة أنفسهم- كما هم.

و قد مكّن العديد من المشاهير الصريحين ودعاة حب الذات من ديمي لوفاتو Demi Lovato ، و كريسي تيغن Chrissy Teigen ، و آمي شومر Amy Schumer ثقافة البوب من خلق تأثير ما يسمى بكرة الثلج snowball effect ، مما أدى إلى زيادة شعبية فكرة "حب الذات" وكل ما تجسده.

على الرغم من أن احتضان نفسك الجسدية physical-self أمر مهم بلا شك ، إلا أن حب نفسك الداخلية أكثر أهمية.


و بالتالي ، يمكن أن يكون فعل التعاطف مع الذات تجاه ما نحن عليه في الداخل أكثر تحدياً من السعي وراء حب الذات بالجسد المادي الذي نشغله.

و يجسد التعاطف مع الذات فكرة حب الذات ، لكنه يتقدم ليكون حباً أكثر عمقاً مما هو موجود على المستوى السطحي - إنه يصل إلى جوهر ما نحن عليه في العمق .


ما هو التعاطف مع الذات self-compassion على أي حال؟

مما يبدو فإن التعاطف مع الذات وحب الذات مصطلحان مترادفان ، و لكن علماء النفس يميزون و يدركون الأول على مستوى أكثر واقعية.و تحدد خبيرة التعاطف الذاتي كريستين نيف Kristin Neff هذا المفهوم من خلال ثلاثة مكونات أساسية:

  1. اليقظة Mindfulness  (الحفاظ على منظور متوازن في خضم الصراع) .

  2. الإنسانية المشتركة Common humanity ( و هي الاعتراف بأن النضال جزء مشترك من التجربة الإنسانية).

  3. اللطف الذاتي Self-kindness (الرد على النفس بعناية وتفهم عند وجود صراع ما )

و من خلال اختبار التعاطف مع الذات في ضوء هذه العدسات الثلاث المختلفة ، فقد يكون من الأسهل تحليلها وتطبيقها في حياتنا اليومية - وهو أمر يحث عليه علماء النفس بشدة.

إن التعاطف مع الذات هو سمة بسيطة قابلة للتعلم 


و إليك عزيزي القارئ ما يقوله الخبراء:

تدعم الأبحاث الحديثة بأغلبية ساحقة حقيقة أن التعاطف مع الذات يرتبط ارتباطاً مباشراً بالصحة العقلية الإيجابية. و تُظهر الدراسات في الواقع ، أن التعاطف مع الذات يمكن أن "يعزز الرفاهية بعد العلاج من مرض خطير يهدد الحياة".

علاوة على ذلك ،فقد وجد علماء النفس أن المراهقين الذين يمارسون التعاطف مع الذات يبلغون عن "اكتئاباً أقل ، قلق ، وتوتراً أقل ،

وانخراطاً أقل في السلوك المضر بالنفس ومحاولات انتحار أقل" . و قد أدى استخدام التعاطف مع الذات إلى الانخفاض حتى في  معدلات تعاطي المخدرات والشعور العام بالفشل أيضاً.

و من خلال القائمة الأسية للفوائد المدعومة من البحث لدمج التعاطف مع الذات في حياتنا اليومية ، يبدو أن السبب في وجوب التعاطف مع الذات أمراً سليماً.

و مع ذلك ، فإن هناك الكثير منا لا يعرف من أين يبدأ في الرحلة الطويلة لبدء حب نفسه ، و ذلك على نحو حقيقي من الداخل إلى الخارج.

إلا أنه و لحسن الحظ ،فإن التعاطف مع الذات هو سمة قابلة للتعلم - حيث أن الفوائد التي سنجنيها تستحق الجهد المبذول لبناء هذه المهارة في روتيننا اليومي.


كيف يمكنني أن أصبح أكثر تعاطفاً مع ذاتي؟

توصي كلية هارفرد للصحة Harvard Health بالأدوات التالية لتعزيز عادة إظهار التعاطف مع نفسك ، وتعزيز الصحة العقلية العامة بشكل متطابق على المدى الطويل:


1- أرح جسدك.

سواء أكان ذلك يعني القيام ببعض التمدد ، أو تكويم نفسك على الأريكة في بطانية ناعمة ، أو تناول شيء صحي ، أو مجرد القيام بنزهة لطيفة ، فإن جعل جسدك يشعر بالراحة الجسدية هو بحد ذاته عمل من أعمال التعاطف مع الذات.

 

2- اكتب رسالة لنفسك.

قم بكتابة سرد لحياتك أو ببساطة تذكر حدثاً يضعك في حالة من الراحة. فمن خلال كتابة مشاعرك ، و إمكانية وجودها و تركها على الورق - فأنت تعطيها الشرعية و الحق في الوجود ، وفي نفس الوقت تحريرها من أن تشغل فراغاً معيناً في عقلك.


3- امنح نفسك التشجيع.

أن تعامل نفسك كما تفعل مع صديق أو أحد أفراد العائلة المقربين ، لهي طريقة سهلة لتعلم كيفية التعامل مع نفسك بالتعاطف الذي تستحقه .

لذا امنح نفسك الحب والدعم الذي كنت ستقدمه لهم فيما لو كانوا في نفس الموقف الذي كنت فيه.


4- مارس اليقظة و الانتباه .

لقد تم إيجاد عملية التأمل لتحسين الصحة العقلية بشكل عام ، وخاصة لتخفيف التوتر والقلق. فمن خلال تخصيص الوقت للسماح لجسمنا بالتخلص من التوتر ، فإننا نمارس التعاطف مع الذات في الوقت ذاته .

فمن خلال عملية تنمية المهارة التي نكون في أمس الحاجة إليها لإظهار التعاطف مع أنفسنا ، فإننا نقوم أيضاً بربط قائمة كاملة أخرى من الفوائد ، مثل تعزيز مرونتنا ، وتعلم كيفية التعامل بطريقة صحية ، وتحسين رفاهنا العاطفي بشكل عام.

و هكذا ، فإن حب الذات مهارة تستغرق وقتاً لإتقانها ، إلا أن فعل التعاطف مع الذات بالكاد يكون مثالياً.

إلا أن الكمال ليس الهدف المنشود - فكل شيء يكمن في الممارسة ، وعلى الرغم من أن كل فعل تعاطف تجاه أنفسنا قد يبدو صغيراً ، إلا أنها تعتبر اللبنات الأساسية لأساس قوي للوقوع في حب من نحن - و كل ما يمكننا أن نكونه .



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

الثقة بالنفس: 5 طرق لتعزيز ثقتك بنفسك

كيف تجيب على سؤال حدثني عن نفسك في مقابلات العمل

5 طرق لتصبح أكثر ثقة بنفسك


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات