من خلال هذا المقال ستعرف السبب الذي يجعلك تشعر بالقشعريرة عندما تمارس التنفس العميق.
ربما لا تفكر في أنفاسك كثيراً ، إنها موجودة دائماً عندما تكون فى الحاجة إليها ، و لكن اعطاء المزيد من الاهتمام للطريقة التي تتنفس بها قد يكون له تأثيرٌ كبير على ارتفاع مستويات القلق و التوتر لديك.
يقول كريستوفر رودس Kristoffer Rhoads أخصائي علم النفس العصبي مركز هاربورفيو الطبي:
عندما تكون متوتراً أو قلقاً ، يميل تنفسك إلى أن يكون غيرُ منتظمٍ ، إذ يمكن أن ينكمش التجويف الصدري الخاص بك كثيراً ، مما يؤدي إلى صعوبة معتبرة للحصول على مزيد من الهواء.
و التنفس العميق Breathing more deeply يُسمى أحياناً ( التنفس البطني ) و هو ممارسة معينة تمكّنك من تدفق المزيد من الهواء إلى جسمك، و يمكن أن تساعد في تهدئة أعصابك و تقليل التوتر و القلق لديك ، و يساعدك التنفس البطني أيضاً على تحسين انتباهك و خفض مستويات الألم لديك .
هل أنت مستعد لتجربة ذلك ؟
كيف يهدئ التنفس العميق الجسم و العقل
أنفاسك ليست مجرد جزء من استجابة جسدك للتخلص من لتوتر ، إنها مفتاح ذلك.
في الواقع ، يمكنك إحداث حالة من القلق أو الأضطراب لدى شخص ما بمجرد جعله يأخذ أنفاساً مضطربة أو قصيرة من صدره ، كما يوضح كريستوفررودس.
و هذا يعني أن التنفس العميق يمكن أن يهدأ جسمك إذا كنت تشعر بالتوتر أو القلق.
و لكن ماهي آلية عمل التنفس العميق ؟
الجواب : يتعلق الأمر بكيفية عمل جهازك العصبي.
إليك هذا الدرس السريع من علم الأحياء :
ينقسم جهازك العصبي اللا إرادي -و الذي يتحكم في الأفعال اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب و الهضم، إلى قسمين:
- يتحكم الجهاز العصبي السمبثاوي (الودي) sympathetic nervous system في الاستجابة للانفعالات .
- أما الجزء الآخر الجهاز العصبي نظير الودي parasympathetic nervous system، فيتحكم في الاستجابات للراحة والاسترخاء.
و لا يمكن تشغيل هذين الجزأين من جهازك العصبي في الوقت ذاته ، مما يعني أنه إذا عملت على تنشيط أحدهما ، فسيتم إلغاء تنشيط الآخر.
و يسمح التنفس بعمق أيضاً بدخول المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى الدم ، مما يؤدي إلى تهدئة أجزاء من الدماغ ، مثل الخلية التي تتعامل مع استجابة القلق لديك .
و يقول رودس إن المزيد من ثاني أكسيد الكربون يساعد أيضاً على التوازن بين ضربات القلب و التنفس.
كيفية ممارسة التنفس العميق
ينطوي التنفس العميق على أخذ أنفاس أطول و أبطأ من معدتك لمواجهة الأنفاس القصيرة و السريعة التي تتخلف عنها عند الشعور بالإجهاد أو القلق.
و يفضل رودس تعليم التنفس العميق من خلال جعل شخص ما ينشط جهازه العصبي أولاً. و يمكنك القيام بذلك من خلال الجلوس بشكل مريح و إغلاق عينيك و تخيل موقف مرهق للغاية بالنسبة لك.
لاحظ كيف يستجيب جسمك لذلك : قد يضيق صدرك ، و قد يظهر تنفسك بوتيرة أقل و قد ينبض قلبك بشكل أسرع.
و بعد ذلك ، حوّل انتباهك إلى أنفاسك:
- ركز على التنفس من معدتك ،
- و ادفع معدتك للخارج في كل مرة تستنشق فيها كمية من الهواء ،
- خذ أنفاساً أطول ، مع العد إلى ثلاثة على الأقل لكل عملية شهيق و زفير،
- استمر في فعل ذلك حتى لو شعرت بعدم الراحة في البداية.
و بعد فترة ، ستبدأ في ملاحظة أن جسمك يشعر بمزيد من الاسترخاء عند فعل ذلك .
يقول رودس: إن ملاحظة ما يشعر به جسمك بنفسك أقوى تأثيراً من أن يصفه شخص آخر لك .
قد يكون التنفس العميق بسيطاً ، و لكنه ليس بالضرورة أن يكون سهلاً.
يمكن أن يهدأ جهازك العصبي في فترة زمنية قصيرة ، على الرغم من أنه ربما لن يوفر راحة فورية من كل القلق و التوتر الذي تشعر به .
و كلما تدربت أكثر على التنفس العميق كلما تحسنت في فعل ذلك ، و ستتمكن بالتأكيد من استخدامه في أوقات التوتر للمساعدة التخلص من التوتر و القلق .
نصائح للتنفس العميق
فيما يلي بعض الطرق لتطوير عملية التنفس العميق:
1. جرب أنماط تنفس مختلفة
هناك العديد من الطرق المختلفة للتنفس بعمق ، لذا حاول البحث عن طريقة تشعر بأنها طبيعية بعض الشيء.
و حاول التنفس لأربع عدات ، ثم طورها لستة عدات . أو جرب التنفس بطريقة المربع ، طالما أنك لا تزال تحافظ على تنفسك بطيئاً و عميقاً ، فلا يوجد نمط أفضل من الآخر .
2. قم بالتعاطف الذاتي مع نفسك
كن لطيفاً مع نفسك و أنت تتدرب على التنفس العميق.
إنني اعلم أنك قد لا تلاحظ النتائج على الفور ، و لكن لا بأس ، امنح نفسك ميزة المحاولة ، و استمر في الممارسة حتى لبضع دقائق فقط في كل مرة ، حتى تصل إلى مرحلة تلاحظ فيها أنها بدأت تساعدك في التخفيف من مستويات قلقك و توترك ثم استمر في ذلك.
إن التنفس العميق ليس مثل ركوب الدراجة على سبيل المثال ، عليك أن تفعل ذلك بانتظام حتى يكون مفيداً لك .
3. كن يقظاً
يمكن أن تؤدي اليقظة إلى تعزيز ممارسة التنفس العميق ، و بالطبع فاليقظة تعني التعرف على مشاعرك و ما يحدث في جسمك دون الحكم على أي منها على الفور على أنه سيءٌ أو جيد.
و لتكون يقظاً أثناء التنفس العميق ، ركز على أنفاسك و دع أي أفكار قد تشتتك تتلاشى و تندثر .
و لاحظ ما إذا كان جسدك متوتراً أو إذا استمر عقلك في محاولة العودة إلى موضوع معين غير سار.
و لا تقلق نفسك - فقط تعرف على ما يحدث، كطريقة لمعرفة كيفية التعرف على نفسك و كيفية استجابتك للتوتر.
4. حاول ايجاد مرشد لممارسة التنفس العميق
إذا كنت ترى أن محاولات تنفسك العميق لا تسير بشكل جيد ، فجرّب تطبيقات الهاتف أو مواقع الويب أو الملاحظات الصوتية التي سترشدك خلال هذه الممارسة .
إذ أنه ربما قد يكون من المفيد أن تقوم بتسجيل صوتك ثم تعيد تشغيله عندما تقوم بممارسة التمرين.
و إذا كنت بحاجة إلى الدعم، اطلب من صديق أن ينضم إليك فى ممارستك للتنفس العميق، أو حاول المشاركة فى مجموعات ممارسة تمارين التأمل .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
التنفس الصحيح لنوم مريح ... سبعة تمارين مهمة
التنفس الواعي: كيف تتنفس بشكل صحيح؟
فوائد التنفس العميق : هل تريد أسرع وسيلة لتخفيف التوتر؟ خذ نفساً واحداً عميقاً