في الكثير من الأحيان يظل الناس في مواقف غير جيدة -حيال علاقاتهم- بسبب المخاوف العميقة التي لديهم بشأن قدرتهم على التصرف حيال المستجدات و الظروف.
و إذا كان الأمر كذلك فبالتأكيد لابد من التأكد من تلك المخاوف و معالجتها و التغلب عليها.
و بالتأكيد فإن البقاء في علاقة غير مرضية هو كل شيء يمكن أن يعنيه الخوف حيال العلاقات.
نعم إن الأمر كذلك، فكل شيء في الحياة لا نقوم بفعله ، أو بعبارة أخرى : كل ما يعيقنا فى هذه الحياة، ينبع من الخوف.
و من الناحية النظرية فيمكن القول -بسهولة- أن الخوف مجرد شعور ، إنه جزء طبيعي و ضروري من التصرف البشري .
و لكن عندما يؤدي إلى فشلنا في إيجاد طرق و أساليب من شأنها تحسين حياتنا بشكل كبير ، فهنا يجب التغلب عليه.
و في حين يسمع المتخصصون، الكثير من قصص العلاقات البائسة ، عندما يكون الأشخاص في علاقات مضطربة ، فلا شك أنه سيكون من الضرورة الملحة ترك و مغادرة تلك العلاقات،
و قد يحتاج الناس إلى المساعدة للقيام بذلك.
و قد يكون من الصعب أيضاً ترك العلاقة لأسباب أعمق ، على سبيل المثال أين سأعيش ، أو هل سيكون لدي ما يكفي من المال للمتابعة؟
و لكن في بعض الأحيان يظل الناس في مواقف غير جيدة بسبب مخاوف عميقة لديهم بشأن قدرتهم على تصريف شؤونهم.
و إذا كان الأمر كذلك فإن الأمر يستحق التأكد من تلك المخاوف و التغلب عليها لأن العلاقة الخاطئة يمكن أن تبدو و كأنها حُكم بالسجن مدى الحياة.
و للأسف هذا ما اخترته أنت بنفسك .
فيما يلي المخاوف التي يجب أن نتساءل عنها حيال العلاقات غير السعيدة
المخاوف الخمسة التي تجعل الناس في علاقات غير سعيدة
"أفضل شيء يمكنك القيام به هو الشيء الصحيح ، و ثاني أفضل شيء يمكنك القيام به هو الشيء الخطأ ، و أسوأ شيء يمكنك القيام به هو لا شيء." - ثيودور روزفلت Theodore Roosevelt
1. الخوف من الشعور بالوحدة
إن الخوف من أن تكون وحيداً ، هو أمرٌ طبيعي إلى حدٍ ما، خاصة بعد التواجد مع شخص لفترة طويلة.
أو كحالة اخرى، إذا كنت في مرحلة من الحياة حيث يبدو لك أن كل من حولك في علاقة زوجية.
و لكن الخوف من الوحدة لا يقتصر فقط على أن تكون وحيداً.
إذ يمكن أن يتعلق الأمر بالتعامل مع أفكارك و مشاعرك عندما لا يوجد أحد آخر يساعدك على مواجهتها ، و قد يقلق الناس بشأن الاضطرار إلى فعل كل شيء لأنفسهم، أو الشعور أنهم بلا اتجاه .
و المثير في الأمر هي أن الأشخاص الذين يظهر لديهم الخوف من الوحدة غالباً ما يعانون من الوحدة فى علاقاتهم فعلاً.
و على أية حال اسأل نفسك عما إذا كان بإمكانك رؤية (أو توقع) مستقبل جيد مع هذا الشخص أم لا .
و إذا لم تتمكن من ذلك فلن يكون ذلك جيداً لنفسك - أو لشريكك.
إن الاعتراف بالخوف من أن تكون وحيداً، هو أفضل مكان للبدء في مواجهة تلك المخاوف .
2. الخوف من ألا تكون جذاباً لأي شخص آخر
و هي مجموعة أخرى من الشعور بالوحدة.
إذ يشعر الناس بالقلق من أنهم لن يتمكنوا من أن يجتذبوا شريكاً و لا يستطيعون أن يجتذبوا شخص لائق.
و على أية حال قد تكون هذه المخاوف نابعة من تدني احترام الذات. و يمكن أن تجعل الناس يتمسكون بالسبب الذي يجعلهم خائفين على الدوام.
و بالتأكيد فليس من الذكاء ترك علاقة ما، على أساس أن هناك شخصاً أفضل ، في حين أنه من المحتمل جداً أن يكون الأمر كذلك، و ألا يكون ذلك الشخص أفضل.
و من الأفضل أن تهتم بنفسك و تركز على أن تكون العلاقة جيدة مع شريكك.
و عندما تشعر بالرضا عن نفسك و عن حياتك ستكون في وضع أفضل لتحديد ما إذا كان شخص آخر، جيداً لتكوين علاقة ما معه أم لا.
3. الخوف من عدم معرفة من أنت
إن الناس قلقون بشأن هذا، أكثر بكثير مما يوضحون ذلك. فغالباً ما يقول الأشخاص غير السعداء في علاقاتهم، إنهم فقدوا الشغف حول ما يروق لهم.
و ربما ضحوا بأصدقائهم من أجل الحصول على شريك ما، و قد كانوا مشغولين حقاً في تلبية احتياجات شريكهم و عائلتهم و عملهم لدرجة أن إحساسهم بأنفسهم تلاشى ببطء.
إن عدم وجود إحساس قوي و معرفة قوية بداخلك (شعور ذاتي بمن تكون) يعزز الشعور بالكثير من الاضطراب و البؤس و يعزز المخاوف التي تنتاب المرء.
و يبدو مفهوم "العثور على النفس" غريباً بعض الشيء ، لكنه مهم للغاية.
و حتى في ظل العلاقة المضطربة يمكنك التعرف على هويتك أو إعادة اكتشاف نفسك مع الأصدقاء، و تحديد الاهتمامات ذات الصلة بعمرك و بالمرحلة الحياتية الخاصة بك .
و بالتالي فهذه اللحظة -الآن- هي أفضل وقت للبدء. و حتى لو بقيت فى تلك العلاقة فبالتأكيد ستشعر بتحسن بعد ذلك.
4. الخوف من أحكام الآخرين ، ( بما في ذلك الخوف من أحكامنا الشخصية أيضاً )
إن الخوف من أحكام الآخرين يعتبر فخ كبير للكثير من الناس ،
غالباً ما يقول الأشخاص الذين يخشون إنهاء العلاقة أن لديهم العديد من المخاوف بشأن ما يعتقده الآخرون بشأن علاقتهم المضطرية أو الفاشلة.
و لكن ، ربما الأمر أكبر من ذلك. فلا أحد يخطط للفشل في الزواج ، و لكن للأسف يخاف الكثير من الناس أو يخجلون من الاعتراف بذلك الفشل ، حتى عندما فعلوا كل ما في وسعهم لإنجاحه.
و يمكن للمجتمع أيضاً أن يكون قاضياً قاسياً على الناس من خلال إطلاق الأحكام ، و طبعاً لا ينبغي فعل ذلك .
و من ناحية أخرى تتحدث الكثير من الأبحاث عن العلاقة بين طريقة التواصل من جهة، و السعادة من جهة أخرى.
و التي يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالدونية.
و لكن يمكن العثور على روابط و علاقات دافئة و محبّبة إلى النفس حتى فى أغرب الأماكن. و بالطبع يجب أن تكون مهمتنا جميعاً مواصلة البحث عن فرص للتواصل مع الآخرين بصورة جيدة حتى و لو لفترة بسيطة .
5. الخوف من المستقبل
إن الخوف من المستقبل يتلخص في كل ما ورد أعلاه ، إنه أمر مفهوم : المستقبل مليءٌ بالشك و القلق ، و لا أحد منا يعرف بالضبط ما ينتظرنا في قادم الأيام. لذلك من الأفضل معالجة المخاوف الموجودة الآن بين أيدينا.
و السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو ما إذا كانت الأمور و العلاقات، تسير -الآن - بشكل صحيح أم لا؟
و إذا كانت الأجابة لا ،
فهل يمكن العمل على تحسين ذلك ؟
و إذا كنت تفكر في إجابتين فربما قد حان الوقت ؟ أن تعرف ما عليك فعله.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
واجه مخاوفك بشجاعة : إليك ثلاثة طرق أساسية
ماهي أكبر 6 مخاوف في مرحلة منتصف العمر
كيف أتصرف مع ابنتي في بداية البلوغ ؟ مخاوف الفتيات حول البلوغ