ماهي أكبر 6 مخاوف في مرحلة منتصف العمر

ماذا يمكننا أن نفعل للتغلب على مخاوف منتصف العمر؟

"الخوف لا يغلق الأبواب دونك ،  إنه يوقظك "  فيرونيكا روث Veronica Roth

ما الذي تخاف منه عندما تنظر الى مستقبلك ،

ما الذي يزعجك؟  

ما الذي يجعلك تبدو متوتراً ؟   

و ما الذي يشعل نيران الاستياء بداخلك؟

هل هو الشعور بالوحدة ؟ أو انك لا تملك ما يكفي من المال للعيش بشكل مريح ؟ 

هل هي الشيخوخة أو  قضاء الشيخوخة بشكل سيء؟  

الموت؟  

هذه هي الإجابات التي توقعتها عندما تم طرح استطلاع بشأن مخاوف منتصف العمر لجميع من شاركوا.

ففي منتصف العمر -أعني الأعمار من 35 إلى 60 عاماً- سأكون شغوفاً -بشكل كبير- بما يحدث نفسياً عندما نتقدم في السن، للتفكير في خياراتنا، و أحب سماع كلام الناس عن الحياة: ( ما يثيرهم و يخيفهم ) .

و قد ركزت أولى استطلاعاتي حول الندم في منتصف العمر على أفعال الماضي،  لأن هذا يتعلق بما يقلقنا الآن ، و نحن بطريقنا نحو المستقبل.

 

قواعد الاستطلاع الذي قمت به 

على مدار شهر تقريباً ، قمت باستطلاع آراء الأصدقاء - أي شخص أتذكر أن أسأله بشكل عشوائي - تراوحت أعمارالمشاركين  بين 35 و 60 عاماً: حوالي 50 شخصاً، (نصفهم من الرجال و نصفهم من السيدات ) . 

و لم تكن هناك قواعد محددة : لقد سألتهم مباشرةً هذا السؤال : عندما تنظر إلى مستقبلك ، ما الذي يقلقك أكثر؟

و فيما يلي إجاباتهم:

1. ألا نعيش الحياة بشكل كامل

كانت هذه هى الإجابة التى نالت المركز الأول فى قائمة الإجابات. 

لم يرغب الناس في إضاعة الوقت  في ضغط العمل (أو أي شيء آخر). و لم يرغبوا في أن يعيشوا حياتهم على تلك الصورة.

لقد أرادوا الحصول على أكبر قدر من الحياة الطبيعية ،  على سبيل المثال قال رجل في الأربعين من عمره :

أنا أكره أن أبقى محبوساً في وظيفة من الساعة 9 إلى 5 حتى أبلغ 70 عاماً، ثم لا أملك الشباب أو الطاقة للقيام بالأشياء المختلفة.

لا أملك الطاقة  للذهاب لرؤية العالم ،  إنني أريد أن أفعل كل ما أستطيع فعله فى الوقت الذي أستطيع فيه فعل ذلك - و هذا يشمل قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الذين أحبهم . 

الخلاصة من هذه القصة هو أن معظم الناس يعتقدون بضرورة وجود التجارب الحيايتة المتنوعة ، على الرغم من أن الكثيرين من الذين سألتهم كانوا قلقين بالفعل أنهم لن يتمكنوا من الاكتفاء بتلك التجارب .

 

2. أن أصبح غير مرئي أو أن تتم معاملتي بأقل مما أستحق .

يبدو أن الجميع يرغبون في ترك أثر أو على الأقل عمل بعض الخير في العال. إذ  يشعر العديد من الأشخاص في منتصف العمر بالقلق لأنهم لا يفعلون ما يكفي لتحقيق ذلك الهدف.

و يخاف الناس من الاختفاء و الاضمحلال فى هذه الحياة ،  يخافون أن يصبحون أقل قيمة في العمل وفي حياتهم الشخصية.

و كان الخوف من أن يتم تجاهلهم أو أن يصبحوا غير مرئي  هو سبباً للخوف لدى كلا من الرجال و النساء ، حيث أصبحت النساء أكثر وعياً بالتغير الذي يطرأ  على مظهرهن و أجسادهن.

و كان كلا الجنسين قلقاً بشأن فقدان مكانتهما في العمل مع تقدمهما في السن.  

فأوائل الخمسينيات هو العمر الذي يعتقد الناس عموماً أنهم يفقدون فيه القيمة المهنية - و قد كان هناك الكثير من المخاوف بشأن التفرقة العمرية في مكان العمل ، و التي كانت عائقاً أمام البحث عن فرص جديدة.

3. مستقبل أطفالي

جاء هذا الخوف في الغالب من الأشخاص الذين لديهم أطفال في سن المراهقة أو أكبربقليل - و قد أدى تأثير Covid-19 إلى تزايد هذه المخاوف.  

الناس قلقون للغاية بشأن انتشار البطالة ، و ارتفاع أسعار المنازل ، و ما قد يحدث للبيئة، و ما يعنيه كل ذلك لمستقبل صغارهم و أبنائهم وأحفادهم.  

و قد أشار العديد من المشاركين في الاستبانة ، إلى الرغبة في مساعدة أطفالهم مالياً – و قد أوضحوا حزنهم البالغ  لأنهم ربما لم يتمكنوا من ذلك.

4. عدم توافر القدر الكافي من المال

يبدو أن الجميع يصرون على أهمية المال  ،  حتى أولئك الذين لديهم ما يعتبره الآخرون " مالاً كثيراً ".

فلا أحد منهم يعتقد أن لديه ما يكفي من المال ، و المخاوف المالية تتزايد عندما يرى الناس التقاعد قد لاح في الأفق. لقد فقد شخصان تحدثت إليهما وظائفهما في ظل ظروف هذا الوباء ، لذا كان من الطبيعي أن يعاني من أزمات مالية كبيرة.  

و أولئك الذين كانوا يشعرون بالأمان الوظيفي كانوا أكثر ثباتاً في التمسك بوظائفهم ، حتى حينما لم يعجبهم عملهم كثيراً، و كانوا يخططون لترك الوظيفة.

5. البقاء بمفردي

كان هذا صعباً للغاية لأنه غالباً ما كان ينطوي على مزيج من الوحدة و الحزن. إذ تشعر النساء العازبات بالقلق من أن يكن بمفردهن في وقت ما من تلك الحياة. أما بعض اللواتي لم ينجبن أطفالاً لأسباب مختلفة كُنَّ على دراية بما قد يعنيه هذا في المستقبل.  

و من ناحية أخرى لم يعبر الرجال عن هذه المخاوف  ، و هو أمر مفاجئ عندما يكافح الرجال في كثير من الأحيان مع كونهم بمفردهم أكثر من النساء.  فربما المجتمع لا يشجعهم على التعبير عن تلك المخاوف من هذا النوع؟

في حين كان الشعور بالوحدة أيضاً خوفاً من الأشخاص الذين كانت أسرهم بعيدة أو غير مترابطة  - أو إذا شعروا أنه ليس لديهم أصدقاء مقربين بما يكفي . 

و يبدو أنه معتقد شائع، أنه من الصعب تكوين صداقات مع تقدمك في السن.

و ربما تكون علامة واضحة بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه كبار السن ، أو ربما كان تذكير بأن الاتصال البشري عند الشيخوخة قد يكون أفضل طريق للسعادة.

6. الموت المبكر أو معاناة المرض الطويل

لم يرغب أحد في تقبل خسارته لعمره مبكراً، و لكن هذا قد خفف من الخوف من المشاكل الصحية التي تجلبها الشيخوخة. 

لقد كان لدى العديد من الذين شملهم الاستطلاع آباء مسنون و يمكنهم رؤية معاناتهم عن قرب،  و أمكنهم رؤية الحمل الشديد الذي يلقي على عائلاتهم.

يكره معظم الناس فكرة الشعور بالمرض المزمن و فكرة أن يكونوا عبءاً على أبنائهم

و لكن امرأةً واحدة ممن شملهم الاستطلاع كان لها رأي مختلف عن الموت.  فقد كان خوفها أن تموت أسرتها  بطريقة مخالفة لما هو سائد ، لذلك كانت تريد أن تموت والدتها أولاً ثم تموت هي قبل أطفالها و أحفادها ،  و قالت "أريد أن تتصرف دائرة الحياة بنفسها و لكن بنفس تلك الطريقة ".

و أخيراً…

في منتصف العمر ، نواجه نتاج الخيارات التي اتخذناها  ، و نواجه الأزمات في مواجهة الحياة التي لا يمكننا التحكم فيها.  و نحن ندرك أيضاً أنه بينما شكل الماضي مانحن عليه الآن، إلا أننا لا يمكننا تغييره.

و لكن ماذا عن  المستقبل؟  

إن القدر سيلعب دوره فى تحديده و ستكون بعض الأشياء خارجة عن إرادتنا بشكل كامل. 

و لكن لا يزال بإمكاننا أن يكون لنا رأي في مستقبلنا، و ذلك إذا كنا نملك الشجاعة بما يكفي لمواجهة مخاوفنا - و التصرف حيثما نستطيع.

 فهل أنت مستعد لذلك ؟

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  

---

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

مكافحة الشيخوخة و التقدم بالعمر

طول العمر : هل يمكن أن تساعدنا هذه الصفات النفسية في العيش لفترة أطول؟

لماذا تقل ممارسة النساء لـ الجنس مع تقدمهن بالعمر ؟