الحكم
توقف عن الحكم على الآخرين : لـ حياة سعيدة و صحية

من الأمثلة على الحكم على الآخرين ما حصل معي اتجاه زميلتي في العمل. "ليس لدي أي شيء شخصي ضدها ، و لكنني أعتقد أنها غير محترفة تماماً."

هذا ما كنت أشعر به تجاهها. و لم أكن الوحيد بالطبع. فقد كنت محاطاً بأشخاص اعتقدوا الأمر نفسه. و كذلك شعرنا بالغضب من الطريقة التي كانت تعمل بها هذه الفتاة وفقاً لقواعدها الخاصة ، و مع ذلك فقد تمت ترقيتها قبل أي واحدٍ منا.

و عندما أفكر في الأمر الآن ، أعتقد أنني أهدرت وقتي و طاقتي في ذلك. لماذا !؟ 

حسناً ، هل أدى الحكم عليها إلى تغيير حياتي بشكل إيجابي؟ 

إذا كان الأمر كذلك ، فلا يمكنني تذكر أي من هذه التغييرات. و لا يسعني إلا أن أذكر أنه جعلني غاضبةً و منزعجة و غيورة. 

إن ذلك قد أزعج تركيزي.. 

لقد أخذ سلامي بعيداً.. 

و أنا أعلم أنه لو كنت قد بذلت كل هذه الطاقة في عملي الخاص ، لكنت أفضلُ أداءً في وظيفتي.


لحياة أكثر سعادة و أكثر صحة ، توقف عن الحكم على الآخرين

عندما تحكم على الآخرين ، فأنت لا تحددهم ، بل تحدد نفسك. - إيرل نايتنيغل Earl Nightingale 

إن الحكم على الآخرين ، خاصة بالنسبة للأشياء التي لا تهمك ، يزيد الأمور سوءاً. 

و لكن السؤال المهم جداً هو، كيف يمكن أن تتجنب ذلك؟ 

بالنسبة للكثيرين منا ، فالحكم متأصل في نظامنا. و نحن نحكم على الجميع ، من شخص غريب في الشارع ، إلى زميل في العمل ، إلى قادتنا السياسيين ، و يكون ذلك الأمر عادةً بدون الحصول على كل المعلومات.

و بالتأكيد، من المسلم به أنه ليس من السهل قمع الرغبة. و لكن إذا أوضحت لك كيف يزعج حياتك ، فستكون أكثر تصميماً على إخراجه من نظامك الداخلي مرة واحدة و إلى الأبد.


الحكم على الآخرين يجعلك تفقد الأصدقاء

ما الذي تبحث عنه في صديق جيد؟

بالتأكيد .. التعاطف، الفهم، و الدعم.

و لكن استعدادك للحكم يؤدي إلى عكس كل هذه الأشياء و تغييرها رأساً على عقب.

لقد واعدت ذات مرة رجل اعتقدت صديقتي المفضلة أنه ليس مناسباً لي.

و كلما تحدثت معها عنه ، كانت تبحث دون وعي عن السلبيات. و في النهاية ، لم أعد أشعر برغبة في مشاركة أي شيء عنه معها ، لأنني كنت أعرف أنه إذا أخبرتها بمدى سعادتي ، فلن تشاركها فرحتي. 

و إذا أخبرتها عن معركة صغيرة خضناها ، فستجد كل الأسباب في العالم لمحاولة تأديبي ضده.

و الحقيقة هي أنها لم تحاول أبداً معرفة المزيد عنه. و لم تسأل أي أسئلة حول ذلك.

و كذلك لم تظهر أي اهتمام. و مع ذلك ، شعرت أن لها الحق في الحكم!

و هذا يمكن أن يكون و يحصل مع أي منا. و نحن نحكم دون حتى التفكير في بعض الأحيان. 

إن الرغبة في إصدار الأحكام تبني جداراً سيئاً بين الأصدقاء.


عندما تحكم على الآخرين ، لا يمكنك التعلم منهم

غالباً ما يكون الحكم على الآخرين مستمداً من الغيرة. فنحن نحكم على مواساة أذهاننا بأن الشخص الذي نراه منافساً أسوأ ، أو على الأقل ليس أفضل منا.

و قد يكون لديك زميل عمل مفضل لدى رئيسك. و أنت تعلم أنه يعمل بجد. و كذلك تعلم أنه يستحق الاهتمام. 

أنت ربما تقبل ذلك، ولكن لا تزال تبحث عن عيوبه ، و تحاول العثور على المناطق و الحالات التي تكون فيها أفضل منه.

"إنه يلبس مثل المهووس.. إنه ممل.. ليس لديها حياة اجتماعية ".

و لكن هل هذا جيد لك؟

أم أنه من الأفضل الاعتراف بنقاط قوته  والتعلم منه؟ 

قد تكون أفضل منه في بعض الأشياء. بيد أنه بالتأكيد سيكون أفضل في أشياء أخرى. لذا توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.

فلن تكسب أي نقاط لإثبات أنك أفضل من شخص ما ، و لكن يمكنك تحسين حياتك بالتعلم من الآخرين.


عندما تحكم على الآخرين، ستكون أقل انفتاحاً على التجارب الجديدة

غالباً ما تستند آرائنا إلى تجاربنا السابقة. فنحن نميل إلى الاعتقاد بأن ما نجح بالنسبة لنا يجب أن ينجح مع الآخرين ، تماماً كما أن ما ثبت خطأه بالنسبة لنا يجب أن يثبت نفسه للآخرين. 

و تكمن المشكلة في أنه بعد تجارب قليلة ، يعتقد الناس أنهم يعرفون كل شيء و قد اكتسبوا الحق في الحكم.

و هناك ظاهرة تسمى تأثير دانينغ كروجر Dunning-Kruger effect، حيث يطور الشخص تفوقاً وهمياً في ذهنه.

و يصبح أكثر ثقة في قدراته و يفكر بشكل متواضع، اتجاه الآخرين.

و يتم تعريف الشخص الذي يتصرف بهذه الطريقة على أنه متحيز معرفياً، و يعتبر ذا قدرات أقل.

و بالتأكيد ، تؤهلك خبراتك لتقديم نصائح معقولة.  فأنت ربما تكون قد تعلمت دروساً قيمة منهم. و لكن هناك ملايين من الناس في العالم ، كلهم ​​لديهم تجارب مختلفة. 

و بينما قد تكون هناك بعض القواسم المشتركة ، فإن كل تجربة إلى حد ما خاصة بكل فرد.

تذكر دائماً أن الجزء المهم هو أن تكون متواضعاً. فكر في هذا: إذا كنت قد تعلمت الكثير من تجاربك الخاصة ، تخيل كم يمكنك التعلم أكثر من تجارب الآخرين؟


الحكم على الآخرين يضر بصحتك و سعادتك

هل ما زلت غير مقتنع؟ 

تحقق من هذا: أيدت دراسة من جامعة نبراسكا University of Nebraska، الاعتقاد بأن التصورات السلبية حيال الآخرين يمكن أن تعزز النرجسية و السلوك المعادي للمجتمع. يقول وود  Wood، "إن الميل البسيط لرؤية الناس بشكل سلبي، يشير إلى احتمال أكبر للاكتئاب و اضطرابات الشخصية المختلفة."


لماذا يجب عليك ذلك؟

أعلم أنه من الصعب إيقاف الأصوات السلبية كلها مرة واحدة. فكما قلت سابقاً ، فإن غريزة الحكم متأصلة في نظامنا.

و بالتأكيد فإن رميها دفعة واحدة سيكون أمراً غير واقعي.

لذا ، استمر ببطء. و حدد نقطة للتفكير -في كل مرة- على الأقل، قبل تكوين رأي حيال شخصٍ ما... لا تستسلم.

و قبل أن تعرفه ، ستكون قد أوقفت هذه العادة السامة في مساراتها المحددة. و ستكون شخصاً إيجابياً مرحاً بسبب ذلك!




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

3 أسرار لتعيش الحياة التي تريدها

المعنى الحقيقي لـ الحكمة - ديباك شوبرا

10 خطوات لخلق الـ تغيير الإيجابي في الحياة - ديباك شوبرا


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن