الامتنان هو حالة داخلية يمكن أن نعبر عنها بكلمة "شكراً" أو بابتسامة هادئة، أو بعناق دافئ.
و كما أن الشعور بالسعادة يجعلك تشعر بالامتنان لكل ما ساهم في تحقيق هذه السعادة فكذلك سيكون شعورك بالامتنان هو مصدر سعادة كبير.
لقد استوقفتني كلمات في عبارة شهيرة لفيريس بيولر Ferris Bueller تقول :
" إن الحياة تتحرك بسرعة كبيرة. و قد تفوتك إذا لم تتوقف وتنظرإليها من حين لآخر ".
و لا شك أنه من السهولة بمكان أن تنجرف ضمن تيار الحياة السريع وتنسى التوقف وإظهار تقديرك لما لديك بالفعل .
فالحياة الطيبة هي تلك الحياة التي تحياها بالامتنان والشكر.
و لمساعدتك في رحلة الامتنان الخاصة بك ، سنزودك عزيزي القارئ بثمان 8 طرق للحصول على المزيد من الامتنان في حياتك اليومية.
1. لا تكن صعب الإرضاء أو انتقائياً : قدر و امتن لكل شيء
لا يجب أن تحتفظ بامتنانك للأشياء "الكبيرة" في الحياة فقط .
بل يمكنك أن تبدأ بعادة أن تكون ممتناً بتقدير كل شيء جيد في الحياة وإدراك أنه عليك أن تكون ممتناً لأدق الأشياء والتفاصيل في حياتك مهما بلغت من البساطة و الصغر .
فحتى لو كان الأمر بسيطاً مثل تقدير الطقس الرائع، أو مدى سرعة تسليم بريدك الأسبوع الماضي ، فلا تترك أي شيء بدون ممارسة امتنانك له،فـ الامتنان خيارك.
مهما كان الأمر بسيطاً ، لا تبخل على نفسك بالامتنان له و تقديره
2. اعثر على الامتنان في تحدياتك التي تمر بها :
الامتنان ليس فقط أن تكون شاكراً للتجارب الإيجابية. و في الواقع ،فإن التفكير في المواقف السلبية أو الصعبة في بعض الأحيان يمكن أن يساعد في تحديد ما يجب أن تكون ممتناً له.
و هنا يتذكر سيد البوذية الغربي جاك كورنفيلد Jack Kornfield تمريناً قام به مع رجل كان يعتني بحفيده بينما كان ابنه وزوجته يكافحان إدمان المخدرات.
فعلى الرغم من جميع ما مر به ، كان الرجل لا يزال قادراً على العثور على الامتنان لمقدار التراحم الذي تعلمه و التأثير الذي كان يمكن أن يحدثه على الآخرين.
لذا ، تعمق و نقب قليلاً في بعض تجاربك السابقة وحاول معرفة كيف ساعدتك تلك التجارب في تشكيلك و تحويلك إلى الشخص الذي أنت عليه اليوم.
3. مارس اليقظة و تركيز كامل الذهن :
اجلس يومياً وفكر في خمسة إلى عشرة أشياء أنت ممتن لها.
و تكمن الحيلة في أنك بحاجة إلى تصورها في عقلك والجلوس مع هذا الشعور بالامتنان في جسمك. حيث سيؤدي القيام بذلك كل يوم إلى إعادة توصيل عقلك ليكون أكثر امتناناً بشكل طبيعي ، وستبدأ بالشعور بالسعادة بعد كل جلسة.
و يستغرق الأمر حوالي ثمانية أسابيع فقط من ممارسة الامتنان للناس لبدء إظهار أنماط الدماغ المتغيرة التي تؤدي إلى قدر أكبر من التعاطف والسعادة.
لا شك أن دماغك أداة قوية ، لذلك فإن تدريبه على الامتنان هو جزء من ضمان أن الامتنان يأتي بسهولة أكبر أثناء ممارستك ، فماذا تنتظر؟.
4. احتفظ بمجلة امتنان gratitude journal :
بعد قيامك بجلسة التركيز و اليقظة ، اكتب أفكارك الإيجابية ! حيث من الممكن أن يساعدك الاحتفاظ بدفتر يومي لجميع الأشياء التي تشكرها في تتبع النتائج الإيجابية في حياتك والعودة إليها من حين لآخر.
لذا قم بكتابة أفكارك الإيجابية لزيادة تركيز انتباهك على الموضوع . و أثناء وضعك للقلم على الورق ، لن يكون لديك خيار سوى التفكير بوعي في الكلمات التي ستكتبها دون أفكار أخرى مشتتة للانتباه.
و هكذا ، يمكنك كل يوم بعد ممارسة الامتنان الخاصة بك أن تقوم بتدوين هذه الجلسة في دفتر يومياتك ، أو يمكنك العودة إلى دفتر يومياتك هذا الخاص بالامتنان وفق جدول منتظم أسبوعياً أو شهرياً.
5. تطوع :
يعد مفتاح الحصول على المزيد من الامتنان هو رد الجميل للآخرين في مجتمعهم المحلي و ذلك بالنسبة للعديد من الناس .
إذ لن يجعلك ذلك أكثر امتناناً للأشياء التي قد تعتبرها أمراً مفروغاً منه أو تعتبرها من المسلمات في حياتك فقط فحسب .
و لكن أظهرت الدراسات أن التطوع بغرض مساعدة الآخرين يزيد من رفاهيتنا ، و بالتالي قدرتنا في الحصول على المزيد من الامتنان.
و قد قام البروفيسور مارتن سيليجمان Martin Seligman من جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania
بدعم هذه النظرية من خلال بحثه في : "الازدهار: فهم مثالي جديد للسعادة والرفاهية Flourish: A Visionary New Understanding of Happiness and Well-Being ".
حيث و بعد اختبار جميع أنواع المتغيرات التي تساعد في تحسين رفاهيتنا ، وجد سيليجمان أن التطوع هو الطريقة الوحيدة الأكثر موثوقية لزيادة رفاهك و سعادتك للحظات.
أي أنه و بكلمات أخرى: إن مساعدة الآخرين تساعدك!
6. عبر عن نفسك :
لا يكفي أن تحافظ على امتنانك لنفسك في بعض الأحيان .
و لكن يمكنك زيادة مشاعرك بالامتنان من خلال التعبير عن نفس الامتنان للأشخاص الذين تهتم لأمرهم.
وضمن هذا الإطار، قامت مجموعة سول بانكيك Soul Pancake ، و هي مجموعة تعمل على اكتشاف "علم السعادة science of happiness " ، بإجراء تجربة شجعت فيها الأشخاص على كتابة رسالة إلى شخص يشعرون بالامتنان له .
حيث عملت هذه العملية بحد ذاتها على زيادة مستويات السعادة من 2% إلى 4%. ومع ذلك .
و عندما أجرى الأشخاص ذاتهم مكالمة هاتفية مع الشخص الذي كانوا شاكرين له للتعبيرعن مدى امتنانهم مباشرة ، قفزت مستويات السعادة من 4% إلى 19%.
و لابد من التنويه هنا أنه ليس فقط التعبير عن امتنانك لشخص ما يجعل يومه أكثر إشراقاً و سعادةً بعض الشيء ، و لكنه يمكن أن يفعل العجائب لزيادة مستويات الامتنان و السعادة الخاصة بك على المدى الطويل .
7. قضاء الوقت مع أحبائك :
إذا كنت تواجه صعوبة في الشعور بالامتنان في الوقت الحالي ، اذهب لقضاء بعض الوقت مع أصدقائك وعائلتك.
إذ أن ذلك سيساعدك في الاقتراب منهم وتقوية علاقتك بهم ، كما أنه سيهبك أيضاً فرصة لممارسة أعمال الامتنان على الأشخاص الذين تهتم بهم.
لذا ، ابدأ بشكل صغير إذا كنت تواجه صعوبة في إيجاد طرق لدعم أصدقائك و عائلتك. و على سبيل المثال ، لماذا لا تتأكد من أنك تستمع باهتمام في المرة القادمة التي يشاركك فيها شخص ما قصة معك بدلاً من انتظار فرصتك الخاصة للتحدث؟
أو يمكنك البدء بمحادثة مع فرد صعب من العائلة من خلال مدح اختياره لحذائه الجديد أو قصة شعره.
8. حسن سعادتك في مجالات أخرى من حياتك :
لا شك أن الشعور بالامتنان يمكن أن يجعلك سعيداً ، و لكن الشعور بالسعادة يمكن أن يجعلك أيضاً ممتناً . و هناك الكثير من الطرق الأخرى لتحسين مزاجك ، بما في ذلك ممارسة الرياضة أو المشاركة في هواية تستمتع بها.
و بمجرد أن تشعر بتدفق الإندورفين ، فإن إظهار الامتنان سيصبح أكثر سهولة و ستتمكن من إنشاء قائمة بعد قائمة بجميع الأشياء في حياتك التي ستشكرها و ستكون ممتناً لها .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الامتنان : فوائد تنمية الامتنان لتخفيف التوتر