إن الخوف يمثل الطاقة السلبية الأخطر، و التي تؤثر على عمليات الجذب.
و الخوف نوعان: نوع بنّاء، و الآخر هدام، فالخوف البنّاء هو المقصود في المثل الشعبي "من خاف سلم"، و هو الخوف الذي يجعل صاحبه يحترس في مواضع الأخطاء
و الزلل فيسلم من الوقوع فيها؛ فمثلاً لو أنك أردت شراء سيارة أو عقار من شخص لا تعرفه فسيجعلك الخوف البنّاء تحترس من الغش و التدليس، و من الاحتيال و من الصفقات المجحفة.
و ستترجم ذلك في صورة احتياطات تقوم بها، فأنت مثلاً ستعرض السيارة على متخصص يستطيع أن يكتشف، إن كان بها عيوب خفية.
و ستسأل -في نفس الوقت- من لهم دراية بالأسعار كي تتأكد أن السعر الذي ستشتري به -هذه السيارة- غير مبالغ فيه.
و في حالة العقار فأنت ستتحرى عن تسجيل الملكية، و ستقرأ قوانين التملك الخاصة بالمنطقة التي يقع فيها العقار، و ما إلى ذلك.
و إذا جاء وقت كتابة العقود استشرت أهل الخبرة بالقوانين، و أخذت تراجع البنود جيداً .. وهكذا.
الخوف البنّاء، هو خوف مرغوب فيه و مطلوب لدرء المخاطر المحتملة!
و من الأمثلة على الخوف البنّاء أيضاً أن تتكتّم قدر الإمكان على أمور خططك و مشروعاتك عند بداية تنفيذها، حتى تتم و تخرج إلى النور.
فقد جاء في الأثر "استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها فإن كل ذي نعمة محسود".
و كما نصح نبي الله يعقوب ابنَه الصبي يوسف عليهما السلام بأن يتكتم أمر رؤياه لما عَلِم أنه سيصبح ذو شأن عظيم.
أما الخوف الضار الهدام..
و الذي نُحذِّر منه، فهو خوف زائد عن الحد. يقوى هذا النوع من الخوف، مع ضعف الإيمان (ضعف إيمان الشخص بقدرته على تحقيق ما يريد، و ضعف إيمانه بأن ثروات الكون لا حدود لها، و ضعف إيمانه بأن الكون كريم ودود يريد أن يعطيه).
كما أنه خوف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأفكار السلبية و بالمشاعر السلبية.
فلو أن شخصاً ما يخاف من الفقر أو يخاف من الفشل، و كان خوفه من النوع الهدام فستتركز كل أفكاره و مشاعره حول ما يخيفه (الفقر أو الفشل)، و حول كل ما يرتبط بهما من أشياء سلبية خوفاً من تحققهما في حياته.
فإن أراد هذا الشخص أن يخطو خطوة للأمام على طريق النجاح أو الثراء فلابد أن يكون طريقه صعباً عسيراً لأن تركيزه ليس على ما يريد (الثراء و النجاح) بل على ما لا يريد (الفقر والفشل).
مما يعني أنه يجذب ما لا يريده و لا يجذب ما يريده؛ و بذلك يظل ما يريده بعيداً عنه. و يصبح ما لا يريده قريباً منه. فهو إن بدأ بالسعي و بالحركة في الأرض صادف الشيء الأقرب إليه أولاً و هو في هذه الحالة "ما لا يريد" أي (الفقر والفشل).
و قد يتمكن هذا الإنسان من تحقيق بعض الثراء و النجاح، و لكن لن يكون ذلك باستخدام طريقة الجذب، و إنما عن طريق التنافس والتناحر.
و بما أن طريقه سيكون كما ذكرنا شاقاً وعسيراً، فهو لا يستخدم طاقة الجذب لتقرب إليه هدفه و إنما يعتمد على حركته و سعيه و تناحره في الحياة.
بالخوف الضار سيظل شبح الفقر و الفشل يهدد الشخص، و يطارده فيزداد خوفه على ضياع ما عنده، فيضاعف من سعيه للهروب منه.
إن مَثَل هذا الشخص كمثل من يسير في طريق، و هو يحمل أثقالاً تتزايد مع الوقت، فكلما سار زادت عليه حمولته فيضطر لأن يزيد من جهده كي يستطيع الاستمرار في السير.
علاج الخوف الضار
إن الخوف الضار يعالجه شيئان:
الأول هو تقوية الإيمان:
- بفكرة أن ثروات الكون لا تنتهي و أن خزائن الله لا تنفد.
- بفكرة أن الكون كريم ودود محب للإنسان راغب في أن يلبي له كل ما يريد، و لكن التقصير يأتي دائماً من الإنسان نفسه. إذ أنه لا يتعلم كيف يتفاعل مع الكون بطريقة صحيحة تجعله يصل إلى الثروة التي جعلها الله من نصيبه.
- بأن الإنسان – أي إنسان – قادر على الوصول إلى كل ما يريد لو اتَّبع الطريق الصحيح.
و الثاني: هو أن تغيّر موضوع تركيزك
فبدلاً من التركيز على الشيء الذي يسبب لك الخوف، ركز على الشيء الذي يبعث في نفسك البهجة والسعادة و الأمل.
و بدلاً من التفكير في الفشل مثلاً فليكن تفكيرك في النجاح و في الوصول إليه. و بدلاً من التفكير في الفقر فليكن تفكيرك في الثراء، و فيما تريد الحصول عليه و في السعادة التي ستأتيك بسبب ذلك.
عندها سيختفي الخوف لأن التفكير في النجاح و في الثراء لا يخيف، بل يسعد الجميع، و يبعث فيهم السعادة و الأمل و الثقة و الاعتزاز بالنفس.
إن الله سبحانه وتعالى يريد لك أن تحقق أهدافك و أن تحصل على كل ما ترغب فيه، لأن في ذلك إظهار لبديع خلقه و لكمال قدرته.
لقد جعل الله تعالى الكون كله في عونك إن أنت سعيت، فلا تردّ منحة الله لك، فهو تعالى يحب أن يرى أثر نعمته عليك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :