الأمور ليست دائماً كما نتوقع، و الأمر ينطبق تماماً على المشاعر.
نحن نحاول دائماً اتخاذ قرارات من شأنها تحسين حياتنا و جعلنا سعداء.
و للقيام بذلك ، نعتمد على التنبؤات حول كيف سنشعر بالنتائج المستقبلية لتلك الاختيارات ، مثل التغيير الوظيفي ، أو مكان الإقامة ، أو مقابلة شخص ما، أو حضور اجتماع أو حفلة محددة.
تشير الأبحاث بأغلبية ساحقة إلى أن الناس ليسوا جيدين جداً في التنبؤ بشكل صحيح بما سيشعرون به تجاه الأحداث التي قد تتكشف لهم، و بالتالي لا يتأخذون قرارات دقيقة.
و بالتأكيد فإن إدراك هذه الأخطاء يمكن أن يساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة.
و لتحسين الـ قرارات الصحيحة، نحتاج إلى تجربة بطريقةٍ ما، و نحتاج إلى تقدير الحالة العاطفية التي سنكون فيها.
1- كيف تضللنا ذاكرتنا
إن الذاكرة أمرٌ مهمٌ و حاسمٌ لاستجابتنا العاطفية للأحداث، فنحن نتعلم من ذكرياتنا بدلاً من تجاربنا الفعلية.
فالطريقة التي نتذكر بها الأحداث لا تتكون بالضرورة من مقدار الوقت الذي انخرطنا فيه في الموقف.
و بدلاً من ذلك ، فإننا نميل إلى التذكر و الإفراط في التركيز على الأفضل أو الأسوأ في آخر لحظة، و إهمال مدة التجربة .
و هذا ما يفسر لماذا عادة ما تدمر النهاية السيئة التجربة بأكملها.
على سبيل المثال ، النهايات السلبية (رحلة أو إجازة سيئة) يمكن أن تبتعد عن محتوى الرحلة الإجمالي ، حتى لو كانت الإجازة أو العطلة إيجابية بالمجمل.
و ستؤثر التجربة التي تم تذكرها على الرغبة في تكرار الإجازة.
2- انحياز الإسقاط Projection bias
انحياز الإسقاط هو انحياز معرفي نعرض فيه تفضيلاتنا الحالية بشكل خاطئ على تفضيلاتنا المستقبلية.
و نميل إلى الوقوع في الحاضر و نتصرف كما لو كانت تفضيلاتنا المستقبلية (نتيجة قرارات حالية) أشبه بتفضيلاتنا الحالية أكثر مما ستكون عليه في الواقع. و نحن لا نعرف من نكون عندما نشهد حدثاً مستقبلياً.
3- التكيف Adaptation
يتكيف الناس مع التغيرات في ظروفهم، و لكنهم غالباً ما يفشلون في تقدير الدرجة التي سيتكيفون بها.
و للعلم توفر السلع و الخدمات المادية الإضافية في البداية متعة إضافية ، و لكنها عادة ما تكون مؤقتة.
و من ثم تزول المتعة الإضافية. على سبيل المثال ، عندما ينتقل الشخص لأول مرة من شقة صغيرة إلى شقة كبيرة ، سيكون سعيداً ، و لكن مع مرور الوقت ، تتلاشى سعادتها.
و من ناحية أخرى ، فالأشياء التي نخاف منها (على سبيل المثال ، الانفصال) ليست سيئة كما نعتقد.
4- التركيز على الوهم Focusing illusion
إن جوهر هذا تحيز التركيز على الوهم، هو الفشل في رؤية الصورة الكبيرة.
نحن نركز بشدة على حدثٍ واحدٍ جيدٍ أو سيءٍ، عند التفكير في الكيفية التي سيجعلنا هذا الحدث نشعر بحياتنا .
على سبيل المثال ، إن تخيُّل شعور إيجابي مرتبط بالحصول على وظيفة جديدة، و لكن يتم الفشل في الأخذ بعين الاعتبار وقت التنقل الإضافي الذي سيأتي معها.
و من المهم النظر إلى ما وراء الإثارة الأولية و الجِدّة، إلى الوقت الذي يكون فيه الاختيار جزءاً روتينياً من الحياة اليومية.
5- مغالطة الوصول Arrival fallacy
إن مغالطة الوصول، هي الوهم بأنه بمجرد أن نحقق هدفنا أو نصل إلى وجهتنا ، سنصل إلى سعادة.
و المشكلة هنا، هي أن الإنجاز لا يساوي السعادة. و بالتأكيد فالسعي وراء الأهداف ليس مشكلة، و لكنه يصبح فخاً -فقط- عندما نركز على تحقيقه لسعادتنا في الحياة.
و بالطبع فالسعي لتحقيق الأهداف مهم ، مثل تحقيق الهدف، بنفس القدر.
6- التسويغ و العقلنة Rationalization
يقلل معظمنا، أيضاً، من تقديرنا لمدى براعتنا في تسويغ و عقلنة و مَنْطَقَة القرارات التي نتخذها .
و لابد لك من أن تعلم بأن عملية التسويغ و العقلنة تقلل من القوة العاطفية للأحداث.
على سبيل المثال ، معظم الناس الذين يستمتعون بتناول الشوكولاتة يعطون مبرراً لأنفسهم بأن الشوكولاتة تحتوي على مضادات الأكسدة.
و لكن ليس هذا هو الدافع وراء تناول الشوكولاتة، و لكنه مجرد تبرير، لما يشعرون بالذنب تجاهه لتناولهم شيء يحتوي على نسبة عالية من الدهون و السكر.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :