في حين أن الاكتئاب لا يمكن أن يقتلك مباشرة بالطريقة التي قد يتسبب بها مرض ما مثل السرطان أو السل ، إلا أن امتلاكه لتأثيرات معينة قد تزيد من خطر وفاة الشخص.
و من أجل معرفة الكيفية التي يقوم بها الاكتئاب بذلك ، تعال معنا عزيزي القارئ لنتعرف معاً على العلاقة بين الاكتئاب والموت وكيف يمكن للاكتئاب أن يهدد الحياة.
زيادة خطر الانتحار :
إن إحدى الطرق الرئيسية التي قد يؤدي بها الاكتئاب إلى الموت تكمن في الأعراض السلبية له أن يقرر الشخص التخلص من حياته.
حيث يمكن للاكتئاب أن يجعل الناس يشعرون بالعجز وفقدان الأمل ، مما يجعلهم يصلون إلى استنتاج مؤسف بأن الانتحار هو الطريقة الوحيدة لإنهاء بؤسهم و حل مشاكلهم المتراكمة .
و وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ،فقد كان الانتحار هو السبب الرئيسي العاشر المؤدي للوفاة بين جميع الفئات العمرية في عام 2017.
و في عام 2016 ، كان هناك ما يقرب من 45000 حالة وفاة تعزى إلى الانتحار في الولايات المتحدة.
و تقدر جمعية الانتحار الأمريكية American Association of Suicidology أن الاكتئاب موجود في حوالي نصف جميع حالات الانتحار.
أما النصف الآخر ، أي ما يقرب من حوالي 54% من الأشخاص الذين ماتوا بسبب الانتحار، فلم يكن لديهم حالة صحية نفسية معروفة ، و ذلك وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
ما يجب فعله :
إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب ، فتحدث إلى طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية. حيث يمكنهم التوصية بخيارات العلاج مثل مضادات الاكتئاب والعلاج بالكلام ، وكلاهما يمكن أن يخفف الأعراض ويساعدك على الشعور بتحسن.
التطبيب (العلاج) الذاتي :
يمكن أن يؤدي الاكتئاب أيضاً ببعض الأفراد إلى اللجوء إلى المخدرات أو تناول الكحول لعلاج المشاكل العاطفية الذاتية .
و يمكن أن يحدث هذا في كثير من الأحيان عندما يكون الناس غير قادرين على التعامل مع مشاعر الحزن والعزلة والغضب واليأس و التوتر أو التعامل معها.
و عندما يكون الشخص مصاباً بالاكتئاب ويطور اعتماداً غير صحي على هذه المواد (الكحول أو المخدرات) ، فهذا ما يُعرف بالتشخيص المزدوج dual diagnosis و ذلك نظراً لوجود مشكلة اكتئاب و مشكلة اضطراب تعاطي المخدرات.
و يؤدي التشخيص المزدوج إلى تعقيد علاج الاكتئاب حيث يجب معالجة كلتا الحالتين كمسألتين منفصلتين و مترابطتين.
و يشير المعهد الوطني لتعاطي المخدرات National Institute on Drug Abuse إلى أنه يمكن إلقاء اللوم على واحدة من كل أربع حالات وفاة في أمريكا على الكحول والتبغ وتعاطي المخدرات بشكل غير قانوني .
بالإضافة إلى ذلك ، تشير إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية Substance Abuse and Mental Health Services Administration إلى أن إساءة استخدام المواد المخدرة تعتبر كواحدة من أكبر مخاطر عوامل الانتحار .
ما يجب فعله :
إذا كان لديك أعراض الاكتئاب وإساءة استخدام المواد المخدرة ، فمن المهم التحدث مع طبيبك حول مشاعرك وسلوكك.
حيث بإمكان التشخيص المناسب أن يساعد في ضمان حصولك على العلاج المناسب لمعالجة كل حالة.
و تتضمن العلاجات قصيرة المدى الإقلاع عن أي مواد قد تقوم باستخدامها . و يمكن لطبيبك تقديم توصيات حول عملية التخلص من السموم وانسحاب هذه المواد من جسمك .
و قد يوصي طبيبك اعتماداً على المادة المعنية وتكرار ومدة الاستخدام ، بالعلاج الداخلي (البقاء في المشفى للخضوع للعلاج) للمرضى الداخليين أو خيارات العيادات الخارجية للمساعدة أثناء هذه العملية.
و قد تتمكن في بعض الحالات ، من إجراء هذه العملية في المنزل ، ولكن يجب عليك دائماً التحدث مع طبيبك أولاً.
إذ من الممكن أن يكون الانسحاب من المخدرات Drug withdrawal مهدداً للحياة في بعض الحالات ويتطلب التدخل المهني والمراقبة الطبية.
و قد تتضمن العلاجات طويلة المدى لمشكلات التشخيص المزدوج استخدام مضادات الاكتئاب antidepressants ، والعلاج النفسي psychotherapy ،وأدوية أخرى لمعالجة أعراض الاكتئاب.
و قد تكون الأدوية للمساعدة في التعافي ، والاستشارة السلوكية ، والعلاج المعرفي السلوكي ، والعلاج الجماعي ، وإدارة الطوارئ ، ومجموعات الدعم كلها طرق مفيدة عندما يتعلق الأمر بعلاج مشاكل تعاطي المخدرات.
مضاعفات الأمراض الأخرى :
يمكن أن تزيد الأمراض المزمنة أيضاً من خطر الإصابة بالاكتئاب.
و قد يكون هذا في بعض الحالات ، بسبب التوتر في التعامل مع المرض الأمر الذي يجعل من المرجح أن يعاني الشخص من أعراض الاكتئاب.
و يمكن أن تتسب بعض الحالات الصحية أيضاً مثل السكتة الدماغية ومرض باركنسون ، بحدوث تغيرات في الدماغ تساهم في الاكتئاب .
و وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية National Institute of Mental Health، يمكن أن يكون الاكتئاب شائعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة مثل :
- داء السكري
- التصلب المتعدد
- السرطان
- مرض ألزهايمر
- التهاب المفصل الروماتويدي
- فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
- السكتة الدماغية
- مرض قلبي
- الصرع
و تشير الأبحاث إلى أن الاكتئاب يمكن أن يجعل علاج الأمراض المتداخلة أكثر صعوبة لأنه إذا كنت لا تشعر بأنك على مايرام عاطفياً، فمن الصعب الامتثال لنظام العلاج الخاص بك.
بالإضافة إلى ذلك ، يبدو أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة ، مثل أمراض القلب. وقد تؤدي جميع هذه العوامل مجتمعة إلى تعريض الأشخاص لخطر الموت بسبب مرضهم الطبي أكثر مما لو كانوا يعانون من الاكتئاب.
و لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف العلاقة بين الاكتئاب والحالات الطبية الأخرى. و تتضمن بعض النظريات المقترحة حقيقة أنه قد يكون من الصعب على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب رعاية صحتهم وقد يكون لديهم وصول أقل إلى الرعاية الطبية.
و قد تلعب التغيرات الفيزيولوجية مثل زيادة الالتهاب والتغيرات في هرمونات التوتر دوراً أيضاً .
ما يجب فعله :
يمكن أن تكون خيارات العلاج مجتمعة و التي تعالج أعراض الاكتئاب و نمط الحياة والأمراض الأخرى فعالة في إدارة الاكتئاب والحالات المزمنة.
و في حال كانت لديك حالة طبية وتعاني من أعراض الاكتئاب ، فتحدث مع طبيبك. أما في بعض الحالات ، مثل إذا كنت تعاني من حالة الغدة الدرقية thyroid condition ، فإن ما تشعر به قد يكون مرتبطاً بالفعل بمرضك وعلاج الحالة الأساسية قد يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب.
و غالباً ما تنطوي خيارات العلاج على استخدام العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من كليهما.
و قد وجدت إحدى الدراسات أن كلاً من العلاج النفسي القائم على الأدلة ومضادات الاكتئاب كانت فعالة في علاج أعراض الاكتئاب لدى الأفراد المصابين بمرض السكري.
اختيارات سيئة لأسلوب الحياة :
إذا كنت مكتئباً ، فمن الصعب تحديد خيارات أسلوب حياة جيدة.فمن الممكن أنك لا تنام أو تتناول الطعام بشكل جيد ، وقد لا تمارس الكثير من التمارين الرياضية ، أو قد تشرب الكحول أو تدخن أو تستخدم المخدرات.
كل هذه العوامل يمكن أن تزيد من خطر المرض وسوء الصحة ، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للوفاة قبل الأوان.
و يعتبرالاكتئاب اضطراباً عقلياً ، إلا أن له تأثيراً كبيراً على الصحة البدنية والرفاهية العامة أيضاً . و يمكن أن تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
مرض السكري Diabetes :
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري ، و ذلك على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان أحدهم يسبب الآخر أو العكس.
و قد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والسكري مع أو بدون دليل على وجود أمراض القلب لديهم عدد أكبر من عوامل الخطر القلبية الوعائية.
نقص أو سوء التغذية Nutritional deficiencies:
تشير بعض الدراسات إلى أن نقص التغذية قد يساهم في الاكتئاب ، وأن التغييرات الغذائية التي هي أحد أعراض الاكتئاب قد تؤدي أيضاً إلى نقص ، خاصة في الفيتامينات B والمعادن والأحماض الأمينية وأحماض أوميغا 3 الدهنية .
المضاعفات المرتبطة بالتوتر :
يمكن أن يساهم التوتر في أعراض الاكتئاب ، ويمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى زيادة التوتر . و يمكن أن يكون للتوتر مجموعة متنوعة من التأثيرات الصحية السلبية بما في ذلك اضطرابات النوم والقلق وانخفاض المناعة. و يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تفاقم الحالات الطبية الأخرى و تحفيزها .
مواضيع ذات صلة :
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الاكتئاب : العلماء يجدون علامة حيوية جديدة للاكتئاب
السلام عليكم
كعادة موقع تركواز. يتحفنا بمواضيع تمس صميم الحياة. اسباب الاكتذاب لا حصر لها و تأثيره على حياتنا كبير مهما كانت درجته. وعي الشخص و محيطته اساسيان في عملية التعافي. تحياتب