يعد الوعي بالذات أو الوعي الذاتي Self-awareness من أهم مهارات النجاح.
و يقول المثل الأفريقي: "عندما لا يكون هناك عدو بالداخل ، فلا يمكن للأعداء في الخارج أن يؤذوك."
إن الطريقة التي تتصرف بها و تستجيب بها للمواقف الخارجية، تحكمها العمليات العقلية الداخلية.
و يكشف الوعي الذاتي عن أي أنماط تفكير مدمرة، و عن أية عادات غير صحية. و هذا يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل و استجابات سلوكية أكثر صحةً.
فيما يلي نقدم إليك 12 تمريناً لزيادة الوعي الذاتي، ننصحك بتجريبها جميعاً (أو بعضها):
1- لماذا ثلاثة مرات.
قبل التصرف حيال قرار معين ، اسأل نفسك "لماذا؟" ثم تابع استجابتك بـ "لماذا؟" أخرى، ثم بثالثة.
فإذا تمكنت من العثور على ثلاثة أسباب جيدة لمتابعة شيء ما ، فسيكون لديك وضوح، و ستكون أكثر ثقة في أفعالك.
الوعي الذاتي يعني معرفة دوافعك ، و تحديد ما إذا كانت معقولة و منطقية.
2. وسع المفردات العاطفية الخاصة بك.
قال الفيلسوف فيتجنشتاين Wittgenstein، "حدود لغتي تعني حدود عالمي."
إن المشاعر تولد ردود فعل جسدية و سلوكية أكثر تعقيداً من "سعيد" أو "حزين".
و بالتأكيد فإن وضع مشاعرك في كلمات، له تأثير علاجي على دماغك.
و للأسف إذا كنت غير قادر على تسمية عما تشعر به بوضوح، فقد يؤدي ذلك إلى التوتر stress.
إليك قائمة رائعة من "الكلمات المعبرة عن المشاعر" للمساعدة في تصنيف و توصيف مشاعرك (على سبيل المثال: الشعور بالسعادة يمكن أن يعبر عنه بـ سعيد، مبتهج، محظوظ، مسرور، شاكر، مرح، متفائل و أكثر من ذلك ستجده في القائمة).
ننصحك بزيادة مفرداتك العاطفية بكلمة جديدة كل يوم. و ذلك من شأنه أن يزيد حدود عالمك.
3. تدرب على قول "لا" لنفسك.
إن القدرة على قول "لا" لنفسك لتأجيل الإشباع قصير المدى، و ذلك لتحقيق مكاسب طويلة المدى، تعتبر مهارة حياتية مهمة.
و هذه القدرة مثل العضلات ، يتم تقويتها بالتمرين.
فكلما مارست قول "لا" للتحديات اليومية الصغيرة ، كان بإمكانك تحمل الإغراءات الرئيسية بشكل أفضل.
و بالطبع هناك الكثير من الإغراءات اليومية - وسائل التواصل الاجتماعي ، الوجبات السريعة ، الثرثرة ، يوتيوب و غيرها... اجعل هدفك أن تقول "لا" لخمسة تجارب أو تفاعلات مختلفة كل يوم.
4. كسر التفاعلات الانفعالية.
يعمل الشخص بدون وعي ذاتي على وضعية الطيار الآلي (ببرمجة اللاواعي)، و يستجيب بردود فعل شديدة.
في حين أنه في الجهة المقابلة يسمح الوعي الذاتي للشخص بتقييم المواقف بشكل موضوعي وعقلاني ، دون التأثير على التحيزات و القوالب النمطية الكثيرة.
ما عليك إلا بأن تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تتصرف ، خاصة عندما يثير الموقف غضباً أو إحباطاً واضحاً لديك.
و سيمنحك ذلك، الوقت لإعادة تقييم ما إذا كان ردك سيكون هو أفضل رد فعل.
5. كن مسؤولاً عن عيوبك.
كما نعلم جميعاً لا يوجد شخص كامل. إن إدراك عيوبك ، دون قبول المسؤولية عنها ، يترك المهمة نصف كاملة.
إذ أنه غالباً ما ننتقد الآخرين ، و لكننا نجهل أو نتجاهل عيوبنا.
و الفائدة التي تتحصل عليها من الوعي الذاتي أنه سيساعدك على قلب المرآة باتجاهك و منع السلوك المنافق الذي قد ينشأ لديك.
لا يحدث التحسين الذاتي إلا بعد التعرف على العيب. لذا، اعتد على الاعتراف بأخطائك بدلاً من اختلاق الأعذار.
6. راقب حديثك الذاتي.
هناك تعليقات و نقاشات مستمر في رؤوسنا ليس مفيدة دائماً.
فالقليل من الحديث الذاتي السلبي يمكن أن يتحول إلى توتر و اكتئاب.
انتبه إلى الطريقة التي تستجيب بها لنجاحاتك و إخفاقاتك –
هل اعتبرت إنجازاتك هي مجرد الحظ؟
أو أنك لُمت و عذبت نفسك بعد الفشل؟
إن حلقات ردود الفعل الإيجابية و السلبية ستتشكل في ذهنك بناءً على كيفية استجابتك للنجاحات و الفشل.
لا تنسَ أن كونك صارماً مع نفسك يجب أن يكون متوازناً مع أن تتعاطف معها. احتفل بانتصاراتك ، و سامح نفسك على خسائرك.
7. تحسين الوعي بلغة الجسد.
يمكن أن تكون مشاهدة نفسك على الفيديو تجربة جديرة بالثقة ، إذ أن إدراك لغة جسدك ، و وضعية جسدك ، و سلوكياتك يحسن ثقتك بنفسك.
تدلي و انحناء الجسم للأمام (وضعية تدل على الكسل و الخمول) ، أو أخذ "وضع منخفض الطاقة" يزيد من الكورتيزول و يغذي ضعف احترام الذات .
في حين أن الوقوف منتصباً أو أخذ "وضع عالي الطاقة" يحفز هرمون التستوستيرون و يحسن الأداء.
و كذلك يساعد استخدام حركات اليد في التعبير عن أفكارك و يؤثر أيضاً على كيفية استجابة الناس لك.
قم بتسجيل خطاب أو عرض تقديمي و قم بتقييم هيئة جسدك و إيماءات يديك.
و يمكنك أيضاً مشاهدة مقاطع فيديو للمتحدثين المهرة و اعتماد سلوكياتهم لتحسين أسلوبك و وضعية جسدك.
8. العب دور "محامي الشيطان".
يجبرك أخذ رأي معارض على التشكيك في افتراضاتك. فمعتقداتك "الافتراضية" و نظرتك للعالم ليست دائماً معقولة و منطقية؛ و بالتأكيد فمن الجيد أن "تجادل ضد نفسك" لترى كيف تصمد وجهات نظرك في مواجهة التشكيك و الانتقاد.
و بهذه الطريقة ستعطي دماغك تمريناً جيداً.
إذ أن معالجة المعلومات الصعبة تحفز الاتصالات العصبية الجديدة.
9. اعرف نوع شخصيتك.
تسمح لك معرفة نوع شخصيتك بتعزيز نقاط قوتك و إدارة نقاط ضعفك.
و يمكن أن يكون فهم "نقاط قوتك" و "مواهبك" هو الفرق بين الاختيار الجيد و الخيار الرائع.
إن نقاط القوة هي المهارات و المعرفة التي يمكن اكتسابها ، بينما المواهب هي أشياء فطرية.
ابدأ بفهم المكان الذي تقع فيه على طيف... الانطوائي introvert إلى المنفتح extrovert ؛ و تعرف نوع شخصيتك من خلال مايرز بريجز Myers-Briggs ؛ ثم قم بإجراء تحليل SWOT شخصي (نقاط القوة و الضعف و الفرص و التهديدات).
10. مارس التقييم الذاتي self-evaluation و الانعكاس.
احتفظ بمذكرة و تتبع تقدمك. كيف تقيم مستوى وعيك الذاتي الحالي من أصل عشرة؟
فكر في عدد المرات التي تقول فيها أشياء تندم عليها ؛ و المرات التي تكرر فيها العادات السيئة.
المرات التي تتخذ فيها قرارات غير منطقية ؛ و هل لديك أفكار خاطئة.
حدد أهدافاً منتظمة ، و قم بتقسيم الأهداف الكبيرة إلى مراحل أصغر. اسأل نفسك في نهاية كل يوم ، "ماذا فعلت أموراً جيدة لهذا اليوم؟" و "كيف يمكنني تحسين هذا غداً؟"
11. اطلب و اسأل ملاحظات بناءة، بانتظام
لدينا جميعاً نقاط عمياء في أنماط تفكيرنا و سلوكياتنا.
و بالطبع فإن السؤال عن ردود أفعال و ملاحظات بناءة منتظمة حيال أي خداع ذاتي أو وجهات نظر أحادية البعد قد تكون لديك، سيكون مفيداً جداً لك.
و لكن انتبه لأن تسأل الناس الذين تعتقد بأنهم مخلصين و ناصحين- أولئك الذين يفهمونك ؛ الذي تحترمهم.
فهم سيخبرونك بما تحتاج إلى سماعه ، و ليس ما تريد سماعه.
12. مارس التأمل.
التأمل هو ممارسة أساسية لتحسين الوعي الذاتي.
التركيز فقط على تنفسك هو التركيز على عملية داخلية رئيسية.
عند تتمرن على ذلك ستصبح مدركاً لكيفية تجول عقلك ، و ستتحسن في الانتباه إلى التشتت و النجاة من مصائده.
بالنسبة للمبتدئين ، ابدأ بعشر دقائق من التأمل.
- ابحث عن مكان هادئ للجلوس.. ابدأ بالتنفس بأخذ الشهيق من خلال أنفك و إخراج هواء الزفير من فمك.
- عد أنفاسك بصمت ، و انتبه لتشتيت عقلك عندما يسرح بعيداً. و تعرف على عدد الأنفاس التي يمكنك ربطها معاً.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
قائمة الحب و الكره لتعزيز الوعي الذاتي ؟
لقد استمتعت كثيراً بقراءه المقال واجد مفيد وبسيط للفهم شكراً لكم وأتمنى أن يكون الأبداع حافزكم والتميز الجميل عنوان لكم
شكراً لك أستاذ أسامة
ممتنين جداً لمشاعرك الطيبة و عاطفتك الجميلة، كلماتك تبعث فينا الطاقة و الحب.
نؤكد لك و لجميع متابعي الموقع الأعزاء، بالمضي قدماً بالجودة العالية للمحتوى الذي نقدمه، في سبيل دعم رسالتنا بإغناء المحتوى العربي بكل ما هو جديد و مفيد.
أجدد شكر و امتنان فريق العمل لروح النقية
شكراً لجهودكم، مقال مفيد ومتكامل يسافر بالمرء بعيداً/قريبا نحو ذاته
شكراً لك
نسعد بدعمكم و نسعى دائماً لتقديم كل جديد و مفيد.
لك كل المحبة و التقدير من فريق عمل موقعنا