الحياة الصحية : عادة مذهلة غيرت حياتي تماماً

إن مفتاح عيش الحياة الصحية و الجيدة، هو أن يكون أهم شيء بالنسبة لك، هو الاتساق و الانتظام..

استيقظ في الوقت ذاته ، و تناول وجباتك في نفس الوقت، و لا تتناول الوجبات الجاهزة السريعة، و لا تنحرف عن هذا النظام.

تلك هي نصيحة جدي الذي لم يتبع أياً من نصائح تطوير الذات و لم يكن مهووساً بما يتعلق بذلك.

أأنا في حلم أم في يقظة الآن؟

إننا في عام 2020، و من المؤكد أننا لسنا في حاجة إلى مدون أو مستخدم يوتيوب (يوتيوبر) أو أي شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليخبرنا أن كلاً من القراءة و ممارسة الرياضة و التأمل و تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات و تدوين اليوميات وشرب كمية كافية من الماء كلها عادات جيدة.

و كنت أنا نفسي قد كتبت العديد من المقالات في هذا المجال أيضاً ، حيث أن مجتمعاتنا بدأت تتغير ببطء. فالناس يستيقظون من غفلتهم، كما أننا اليوم أكثر إدراكاً لما نقوم به، وما نضعه في أجسامنا، و كيف نعيش حياتنا.

و ها أنت اليوم تجد أنك محاط بكثير من نصائح التطوير الذاتي في كل مكان تذهب إليه. و قد بدا أن الجميع في السنوات القليلة الماضية، باتوا مهووسين بتحسين الذات. و يمكنك معرفة ذلك من خلال هذا المقدار من نصائح المساعدة الذاتية التي بوسعك الحصول عليها من وسائل الإعلام الرئيسية.

فحتى أكبر الصحف اليوم تقدم مقالات حول التغلب على التسويف و التمويل الشخصي و الحياة الصحية. و إذا حدث و كنت تتابع فيلمك على النت فليكس فلابد و أنك مررت بالكثير من أحدث الأفلام الوثائقية الصحية ، إنها في كل مكان.

و لكن على الرغم من أن هذه النصائح قد تبدو جيدة بالنظرة السطحية لها، إلا أن هناك بعض المشاكل التي ستصطدم بها إذا فكرت في الأمر بشكل أعمق:

  • ما هي النصيحة الصحيحة من بين جميع هذه النصائح؟ فهناك الكثير من النصائح المتناقضة في كل مكان.

  • لماذا يدافع الناس عن معتقداتهم بقوة؟ فعندما يؤمن الناس بمعتقدٍ ما، فإنهم يفعلون كل شيء لإثبات أنهم على حق.

  • لماذا يهتم بعض الناس بتقديم النصيحة لغيرهم؟ ما هي مصالحهم؟ لماذا يستثمرون الوقت والموارد لإقناع الناس بأن بعض الأشياء صحيحة؟

و هنا و بصفتي مدوناً مستقلاً لا يجيب على أحد، فإن وظيفتي هي الحسم في بعض الأمور.

و ليس فقط لمشاركتها معك، وإنما لأنني أريد معرفة أفضل طريقة لعيش حياتي الخاصة .

من ضمن الأشياء التي توصلت إليها هي أن التكتيكات و النصائح المحددة عادةً ما تكون عديمة الفائدة إلى حد كبير في جميع المجالات.

فأنا مهتم في الغالب بالنظم والمبادئ التوجيهية العامة.

و على سبيل المثال، لا ينتابني القلق كثيراً بشأن نظامي الغذائي الدقيق.

و أعرف أن النظام الغذائي للشخص ليس العامل الوحيد في الصحة و طول العمر. كما أن هناك ما يكفي من الناس الذين لطالما اتبعوا نظماً غذائية "سيئة" ، بيد أنهم عاشوا حياة طويلة وسعيدة.

و ها هو جدّي واحدٌ من هؤلاء الناس.

  • فهو يبلغ من العمر 87 عاماً و لا يعرف حتى ما هو النظام الغذائي.

  • إنه يأكل ما يجده.

  • و يتناول أيضاً الكثير من الدهون المشبعة،

  • و لديه بطن كبير جداً

و لكنه لا يزال يعتني بنفسه. إنه و بكل المعايير رجلٌ نشط مقارنةً بعمره. و بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يزال رشيقاً كالسكين.

و عندما سألته عن مفتاح عيش الحياة الجيدة، قال : إن أهم شيء بالنسبة له هو التناسق و الانتظام (consistency). إذ أنه و طوال حياته الكاملة، استيقظ في الوقت ذاته ، و تناول وجباته الثلاث في نفس الوقت، و لم يتناول وجبة خفيفة قط، و نادراً ما انحرف عن هذا النظام.

أما بالنسبة لي، فقد كانت هذه هي الأشياء هي الأكثر أهمية. حيث يمكنك أكل النباتات، و يمكنك أكل اللحوم.

ولكن عندما يقول الناس أنك بحاجة إلى أكل النباتات أو اللحوم لتكون بصحة جيدة، فهذا ما لا أقبله. فمثل هذه الأقوال تعتبر شديدة التطرف.

و هناك دوماً ما هو أبعد من هذه الآراء شديدة السطحية.

العادة رقم 1: شكّك في كل شيء :


أرسل لي أحد أصدقائي مؤخراً مقطع فيديو على موقع يوتيوب يحمل عنوان شيئاً من قبيل: "512 عادة غيرت حياتي" وسألني عن رأيي. لقد شاهدت الفيديو وذكّرني بالنصيحة التي شاركتها في الماضي على مدونتي. وبينما كنت أشاهده، أدركت أن كل ما قيل فيه كان نصائح شديدة السطحية.

و يمكنني القول أنه و خلال العام الماضي تغير منظوري عن الحياة. و كلما قرأت و كتبت أكثر عن الحياة، كلما كنت أقل ثقة بشأن كل شيء. حيث أن نظرتي إلى الحياة الآن تماثل هذا الرسم:

و هكذا بإمكانك تطبيق هذا المفهوم على كل شيء في الحياة. و ذلك لأننا لا نرى دائماً إلا غيضاً من فيض.

فنرى قمة الجبل الجليدي فقط. ولا نملك أدنى فكرة عن شكل جبل الجليد هذا تحت الماء. فمثل هذه الأشياء لا يتسنى لنا رؤيتها إلا عند الغوص عميقاً فيها.

لقد أصبحت عادتي الوحيدة في الحياة هي: شكّك في كل شيء.

و إنني أعتبر أن هذه هي العادة الوحيدة التي غيرت حياتي حقاً .

أما بالنسبة لكل الأشياء الأخرى مثل ممارسة الرياضة، وتدوين اليوميات، وما إلى ذلك، فقد كان لها تأثير أيضاً .

ولكن لم يكن هناك شيء منها  ليضاهي تأثير مثل هذه العادة في حياتي.

و لك عزيزي القارئ أن تسأل هنا :لماذا؟

و أستطيع أن أجيبك : بأن اللحظة التي تتخذ فيها قراراً بشأن شيءٍ ما؛ هي اللحظة التي تتوقف فيها عن التقدم.

و هذا ما يحدث لنا جميعاً دون أن ندركه. والعجيب أننا جميعاً ننجذب إلى النصيحة لأننا نتطلع إلى التطوير الذاتي والتحسين من أنفسنا.

إننا بطريقة ما ، ننجذب جميعاً إلى مجموعات و أيديولوجيات و معتقدات معينة.

و يمكننا القول أننا قد توقفنا جميعاً عن التقدم عند نقطةٍ ما. غير أننا لم ندرك ذلك. فمن الخارج، يبدو أننا نقوم بعمل رائع.

فنحن نأكل طعاماً صحياً، ونحافظ على إنتاجيتنا، والأهم من ذلك، نشعر بأننا ننتمي إلى مجموعة من الأشخاص الذين يفعلون الشيء الصحيح.

ولكن كيف تعرف أنك تفعل الأشياء الصحيحة؟ إنك لا تعرف.

و أفضل ما يمكنك الوصول إليه هو التشكيك في كل ما تفعله. وأنا لا أقول إنك يجب أن تشكك في كل خطوة تخطوها.

فمن شأن ذلك أن يغدو كابوساً. هل يمكنك تخيل حياةً مثل هذه؟ "هل يجب أن آكل هذه الشطيرة؟ ماذا لو كانت مسمومة؟ ماذا لو كان الخبز سيئاً لصحتي؟ "

إنني لا أتحدث عن هذا . و ذلك لأن كل ما عليك فعله  هو أن تقوم  بتطوير فقط عادة التساؤل بانتظام (وهذا هو مربط الفرس هنا) لإخضاع كل ما تفعله للسؤال والتشكيك. ليس كل دقيقة أو ساعة، وإنما بشكلٍ منتظم.

إذ ينبغي عليك أن تكون كل يوم، منفتحاً على الأفكار الجديدة والأشياء التي تتحدى تفكيرك.

و هذا لا يعني أنني أغير أسلوب حياتي كل يوم، و إنما فقط، أجعله قابلاً للتعديل. و لا أغلق عقلي عكس ما يفعله الكثير منا. فنحن نؤمن بـ X ونغلق عقولنا على كل ما ليس X.

العادة رقم 2 : اصحُ .. تيقّظ:

في الفلسفة الشرقية، يطلق الناس على هذا المفهوم اسم الصحوة waking up . و لكن الشيء العظيم هو أنه بوسعك تغيير وعيك دون ممارسة التأمل.

نحن جميعاً نسير و نمضي في الحياة نياماً. و نفعل الأشياء دون وعي. و نسير في طرقٍ بعينها لأن الآخرين يفعلون ذلك.

إننا مثل الزومبي. نسير، و نسير، و نسير، فقط.
و إذا كنت ترغب في التأمل، فهذا رائع، وإذا كنت لا ترغب به، فهذا رائع أيضاً.

فالصحوة بسيطة للغاية. و عندما تبدأ بطرح الأسئلة على نفسك وتلاحظ إجاباتك، فأنت تعلم أنك مستيقظ و واعٍ .

وهذا هو الحال في أحلامك. هل جربت ذلك من قبل؟

فأنت تحلم، و تحلم، و تحلم، وتحدث لك أشياء غريبة طوال الوقت.

ففي لحظةٍ ما تكون بالمنزل، وفي اللحظة الأخرى تجد نفسك على الشاطئ (أو شيء من هذا القبيل).

ثم تبدأ في التفكير: "لا يمكن لهذا أن يكون صحيحاً. هل أنا في حلم؟" نعم، أنت تحلم. ولكنك بمجرد أن تطرح هذا السؤال؛ تستيقظ.

لذا ، إليك نصيحتي عزيزي القارئ ...

امض قدماً، و جرب هذه الطريقة. و اسأل نفسك الآن: هل أنا أحلم؟

إنك مستيقظ الآن. و لذا، استمر في التشكيك في كل شيء حتى تبقى مستيقظاً.

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

العادات الأربع الأكثر غرابة للأشخاص الأكثر نجاحاً

العادات الصحية : 31 عادة صحية لتغتنم فترة التباعد الاجتماعي

لـ نتائج ذات قيمة هائلة في حياتك: اتبع هذه العادات الخمسة غير التقليدية


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل