تخيل أن الحياة تتكون من مشروع طويل لبناء للمنزل.
و تخيل أنك ولدت بأداة واحدة متصلة بيدك. و لنفترض أنك ولدت بمطرقة.
و بناءً على أداتك هذه ستكون مهارتك الأساسية هي دق المسامير في الخشب.
و لكن هذا ليس كل ما يمكنك فعله بمطرقة. فوفقاً لويكيبيديا ، المطرقة هي أداة متعددة الاستخدامات:
"تُستخدم المطارق في مجموعة واسعة من تطبيقات القيادة Driving و التشكيل و الكسر."
و بالفعل نحتاج إلى كل هذه الأشياء إذا كنا نبني منزلاً... إنه عمل أساسي.
و لكن دعنا نقول أنك لا تحب هذه الأشياء. و الآن ، تفضل و ارسم مثل صديقك، فلان ، الذي ولد بقلم رصاص.
يكتب و يرسم و يصمم رسومات الشعارات المبتكرة.
و نظراً لأنه لا يمكنك القيام بأي من هذه الأشياء بمطرقتك ، فأنت تتجول بالإحباط و الغضب طوال الوقت.
هل يمكن للمطرقة أن تقوم بدور القلم؟
و بالطبع سيقول لك الجميع ، "انظر ، يا صديقي ، لديك هذه الهدية. استخدمها! " و سيقول المسمار ذلك أيضاً.
هذه لعنة! يمكنني فقط تدمير الأشياء ".
لذا تتجاهل نصيحة الناس ، و تحاول الرسم ... بأداتك.. بالمطرقة.
لا يوجد شيء خاطئ في أداتك
في الحياة ، غالباً ما ننظر إلى نقاط قوة الآخرين، و نحاول أن نفعل ما يفعلونه. و نتجاهل نقاط قوتنا، و نلاحق الأشياء التي لا تناسبنا.
إنني شخصياً، أعتقد اعتقاداً راسخاً بأن كل شخص يولد بمهارة أو هدية رئيسية يمكنه استخدامها في الحياة.
و لكن المشكلة هي أننا نستخدم أداتنا لغرض خاطئ. فأحياناً نحاول أن نصبح مصممين أو مهندسين معماريين بمطرقة.
و أحياناً أخرى نحاول لصق الجدار بفرشاة ناعمة.
غالباً ما يقول الناس "لا أعرف ما هي مهارتي الأساسية". و لكن الجواب دائماً يكون أمامك ، واضح و قريب.
تماماً كما في المثال الذي شاركته في البداية ، يجب عليك التوقف عن النظر في ما يفعله صديقك ، و البدء في النظر إلى ما بين يديك... انظر الى نفسك.
ففي كثير من الأحيان ، نحاول تغيير أنفسنا حتى نتمكن من القيام بشيءٍ "نريد" القيام به.
و السؤال المهم هنا، هو: من أين تأتي رغباتنا؟
بالتأكيد ليس من داخلنا.. إنها تأتي من النظر إلى الآخرين.
انظر ، أريد أن أغني مثل الفنان ، فلان. إن هذا المغني أو المغنية لديه/ها صوت رائع، لم يحصل على ذلك عن طريق التدريب.
لقد ولد مع تلك الحبال الصوتية. لِما لم أكن مثله. و ماذا في ذلك؟ لن أبكي حيال ذلك. الجميع يولدون بقوة فريدة.
تغيير الغرض الخاص بك
كان المفكر التجاري الأسطوري ، بيتر دراكر Peter Drucker، يدرس دائماً الأفراد و المنظمات للتركيز على نقاط القوة لديهم.
يمكنك معرفة المزيد عن هذه الاستراتيجية من خلال الاطلاع على كتابه إدارة نفسك Managing Oneself.
أوصي بها لكل شخص يريد تحسين معرفته الذاتية.
و لكن هناك شيء واحد علينا أن نضعه في الاعتبار و هو أن معرفة الذات وحدها لا تكفي.
فإذا فهمت مهاراتك ، فأنت في منتصف الطريق فقط.
و على سبيل المقارنة ففي عالم الشركات الناشئة و رأسمالي المغامرة ، يوجد تشابه مماثل.
في برنامج بودكاست "This Week in Startups" ، سمعت جيسون كالاكانيس و ضيفه ، مايك جونز ، يتحدثان عن كيف يحاول بعض المؤسسين founders قطع الجدار باستخدام سكين الزبدة.
بالتأكيد ستحقق بعض التقدم ، لكنك لن تفصل أو تدمر الجدار أبداً.
هل يعني هذا أن سكين الزبدة الخاص بك سيء؟ بالطبع لا.
إنك قد تدمر جداراً باستخدام مطرقة ثقيلة ، و لكن لا يمكنك عمل شطيرة زبدة الفول السوداني بها.
للعلم فإن كل شيء في الحياة ، يتعلق بتحديد ما هي أداتك و أين يمكنك توظيفها بفعالية.
تمرين الفحص الذاتي Self-Examination Exercise
كيف يمكنك معرفة ما هي أداتك؟ يمكن أن يكون الأمر محبطاً ابأن تمضي حياتك دون أن يكون لديك معرفة بذاتك.
و إذا كنت لا تعرف ما هي أداتك ، فجرب التمرين التالي.
اجلس مع شخص عملت معه – و ليس صديقك في المقهى أو صديق نادي الكتاب.
فأنت بهذه الجلسة تريد بيانات من شخص يعرف نقاط القوة والضعف الخاصة بك بشكل مباشر.
اطلب من صديقك أن يبدأ اللعبة معك. و سيكون الهدف هو معرفة ما تجيده.
إن الفكرة وراء هذه اللعبة هي أنه يتم ضرب (جدْل) الأفكار بعضها البعض.
و يمكن أن يكون دور صديقك ثل مجيب صوتي - شخص يمنحك رؤية من خارج نفسك.
على سبيل المثال يمكنكما لعب اللعبة كما يلي:
- أولاً ، اسأل: "ما الذي أجيده؟"
- ثم اسأل: "هل أنا أستمتع بذلك؟"
و إذا أجبت بـ "لا" على السؤال الثاني ، فعليك إعادة بدء اللعبة من جديد.
استمر حتى تجد شيئاً تجيده و تستمتع بالقيام به.
و يمكنك أيضاً القيام بذلك في دفتر يومياتك.
و لكن إذا لعبته مع شخص آخر ، ستكون النتيجة أفضل.
إذ انه في بعض الأحيان يكون لدينا فكرة مختلفة عن قدراتنا.
و بالطبع يستغرق الأمر وقتاً و استبطاناً (ملاحظة العمليات العقلية و العاطفية) و تواضعاً (نظرة متواضعة لأهميتك) لمعرفة ما تجيده.
و للعلم، غالباً ما يتم تجاهل جزء التواضع. إذ أنه عندما يكون لدينا إيجو Ego ، فلن نكون منفتحين على آراء الآخرين.
و بالفعل، لو أن الشخص في مثالي -في بداية المقال- قد استمع إلى الأشخاص الذين طلبوا منه استخدام مطرقته ، لكان من الممكن أن يوفر الكثير من الوقت و الإحباط.
و في النهاية ، هذه هي طبيعة الحياة.
إذا واصلنا النظر إلى أمثال صديقك (في مثالنا السابق) في العالم ، فإننا نضيع وقتنا على ما ليس لدينا.
و حتى تتجه بالاتجاه الصحيح، بدلاً من ذلك ، انظر إلى ما لديك ، و فكر في كيفية استخدام ذلك بطريقة عظيمة و حيوية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
عيش الحياة بطريقة صحيحة : كيف تتوقف عن العيش بطريقة آلية؟
إذا لم تكن تستمتع بـ الحياة ، فأنت تعيشها بطريقة خاطئة