إن التخلي عن الأشخاص الذين لم تعد بحاجة ، أو لا تريد بأن يكونوا في حياتك ، هو تكريم لنفسك و استسلام للتدفق الطبيعي للحياة. فعندما تتخلى عن شخص ما، ليس لأنك لم تعد تهتم به ؛ و ليس لأنك لم تعد بحاجة له (أو لا تريده) في حياتك.
و لكن لأنك تفهم بأنه سيكون أكثر سعادة في مكان آخر، و سوف تكون أنت سعيد أيضاً في مكان آخر.
إن أحد أصعب الأشياء في الحياة هو التخلي عن (السماح برحيل) الأشخاص الذين نحبهم أكثر. فنحن نتمسك بأولئك المقربين منا بإحكام شديد ، خوفاً من أننا لن نكون شيئاً بدونهم ؛ و خوفاً من أن يضيع الحب الذي نشعر به في قلوبنا، إلى الأبد.
تتداخل ارتباطاتنا بالناس في حياتنا مع الحب الذي نكنه لهم ، مما يبتعد عن نقاء و جمال الحب الذي نقدمه.
كيف نسمح برحيل الأشخاص الذين لا نحتاجهم أو نريدهم بأن يكونوا في حياتنا؟
يقول ديباك شوبرا:
"إن الحب يسمح لحبيبك -بحرية- أن مختلف عنك. أما التعلق فيطلب المطابقة لاحتياجاتك و رغباتك.
و الحب لا يفرض أية مطالب. في حين أن التعلق فيعبر عن مطلب كبير: ‘اجعلني أشعر أنني كامل.
الحب يمتد إلى ما وراء حدود الشخصين (المتحابين). أما التعلق فيحاول استبعاد كل شيء ما عدا الشخصين."
إن السماح بالرحيل Letting go لا يجب أن يكون صعباً. ففي الواقع ، يصبح الأمر أسهل و أسهل، نظراً لأننا نتعلم أن نقبل و نقدر و نحب أنفسنا لأننا "نحن"، و لأننا لسنا "نحن".
و كذلك و عن طريق التخلص من العلقات غير الصحية والتخلي عنها ، نعود إلى مكان يسوده السلام و الهدوء. و من هذا المكان ، سوف يحرر حبنا -ليس فقط أنفسنا- و لكن من حولنا ايضاً.
الحب يحرر..
إنه لا يحفظ فقط.. فذلك هو الإيجو "الأنا"...
الحب لا يقيد..
إن الحب يقول: أنا أحبك.. أحبك إذا كنت في الصين..
أحبك إذا كنت في نفس المدينة..
أحبك في أي مكان كنت.. أحبك..
أود أن أكون بالقرب منك.. أود أن تطوقني ذراعيك.. أود أن أسمع صوتك في أذني..
بيد أن هذا غير ممكن الآن ، لذلك أنا أحبك. اذهب.. ~ مايا أنجيلو Maya Angelou
يأتي وقت في حياتنا، يتعين فيه علينا القيام بما هو صواب ؛ في وقت يُطلب منا فيه الاحترام الكبير ، ليس فقط لأنفسنا و لكن أيضاً من حولنا. و نحن نفعل ذلك من خلال التخلي عن الأشخاص الذين لم يعودوا بحاجة ، أو لا يريدون أن يكونوا في حياتنا.
إننا لا نقوم بذلك لأننا ضعفاء ، و لكن لأننا نضجنا بما فيه الكفاية لندرك أننا نحرر هذه العلاقة ، و ليس الحب الذي نتمتع به في قلبنا بالنسبة للشخص الآخر.
السماح برحيل الماضي
إذا كنت تحب شخصاً ما ، و شعرت في قلبك ، أنك بحاجة إلى السماح له بالرحيل و قد طلب ذلك، فسيكون من الحكمة القيام بذلك.
قد يؤلمك ذلك في البداية ، و لكن بمجرد أن يختفي الألم ، ستشعر بأنك على تعيش بشكلٍ أفضل من أي وقت مضى. و سوف تبدأ في رؤية الأشياء من منظور مختلف تماماً. و من هذا المكان ، سوف تفهم بشكل أفضل من أي وقت مضى ، أن التخلي عن (السماح بالرحيل) هو علامة كبيرة على القوة و الشجاعة و الحب الكبير ، و ليس علامة على الضعف أو عدم وجود الحب.
أنت تتخلى عن شخص ما ليس لأنك لم تعد تهتم به ؛ و ليس لأنك لم تعد بحاجة و انك لا تريده في حياتك، و لكن لأنك تفهم بأنه سيكون أكثر سعادة في مكان آخر، و سوف تكون أنت سعيد أيضاً في مكان آخر.
فهذا هو ما يمكن أن يكون حباً حقيقياً.
فالحب الحقيقي يتجاوز الأشياء المادية. و بغض النظر عما إذا كانت الأجساد منفصلة ، فإن الأرواح ستكون متواصلة إلى الأبد.
فليس هناك حاجة لتخاف. و لا يوجد أي داعٍ للقلق، أو لتقييد نفسك ، أو أي شخص آخر .. فقط ارهن نفسك "للحب". و تذكر دائماً أن الحب يحرّر.
الطريق إلى السماح للناس بالرحيل من حياتك
إن التخلي عن الأشخاص الذين لم نعد بحاجة ، أو لا نريد بأن يكونوا في حياتنا ، يبدأ بقصد القيام بذلك.
فنحن نسمح برحيلهم لأننا تعلمنا التكريم ، ليس فقط لأنفسنا وحقيقتنا ، و لكن لكل من حولنا أيضاً. سماحنا بذلك لأننا نعرف أنه ليس لدينا الحق في التدخل في مسار أي شخص في الحياة. و لا يحق لنا المطالبة أو التصرف كما لو أن الناس ينتمون إلينا (أو أنهم ملكٌ لنا).
تعلم أن تحب نفسك.. تعلم أن تكون جيداً لنفسك. و بانك ستقوم بذلك ، سوف تعرف كيف تكون حقاً جيداً و كيف تحب الآخرين.
غيّر الأفكار التي تفكر بها و الكلمات التي تتحدث بها.
قم بتنقية الحوار الداخلي الذي يدور في عقلك. تعلم التحدث إلى نفسك و عن نفسك بالطريقة نفسها التي تتحدث بها عن من تحبهم كثيراً.
اقض بعض الوقت لوحدك.
صلي ، تأمل.
اسعى للاتصال مع الجزء الذي بداخلك، و الذي يتجاوز الفضاء و الوقت. هذا الجزء غير المحدود و الأبدي.
قم بالتمشي خارج المنزل كلما كان ذلك ممكناً، و تعلم استكشاف الطبيعة بأحاسيسك.
اكتب عن أفكارك و مشاعرك.. افعل شيئاً ما تحبه.
اخرج مع أصدقائك.. اضحك ، ارقص ، كن سخيفاً ، كن غريباً ، كن مرحاً و طفولياً.
افعل كل الأشياء التي تجلب لك الفرح و الضحك.
عامل نفسك بلطف و حب و رحمة. وتعلم التعبير عن امتنانك للكثير من الهدايا التي تقدمها لك الحياة في كل لحظة، و حتى هذه اللحظة.
خذ تركيزك بعيداً عن تلك الأشياء التي تسبب لك الكثير من الألم و الضغط و القلق و الخوف و التعاسة. و ركِّز على الأشياء التي تجعل قلبك يغني، على تلك الأشياء التي تجعلك تشعر بالبهجة و الحياة.
و عند القيام بكل هذه الأشياء الرائعة ، وغيرها الكثير ، سوف تتعلم قوة حب كل شيء و تعلقك بلاشيء.
و أذكرك، ابحث عن طرق و وسائل تكون من خلالها في سلام مع نفسك.
تخلى و ثق بالقادم
تخلى و ثق فالحياة لديها خطط أفضل لك.
انطلق مع التدفق الطبيعي للحياة ، و ليس ضده.
حرر كل شيء، بما في ذلك نفسك من روابط تلك التعلقات الكثيرة المخيفة وغير الصحية.
فلماذا تتمسك بشيء جيد عندما تريد الحياة أن يكون لديك شيء أفضل منه؟
و أخيراً فهذه هي الطريقة للتخلي عن الأشخاص (السماح لهم بالرحيل) الذين لم نعد بحاجة ، أو لا نريد بأن يكونوا في حياتنا.
قد تلهمك هذه الكلمات و تمكّنك من العثور على القوة الداخلية و الشجاعة و الثقة الكافيتين لتحرير نفسك من كل ما لا يمثل الحب ، بحيث يمكنك تجربة ما هو الحب الحقيقي حقاً.