منذ ستة أشهر تقريبًا دخلت إلى حياتي عادةٌ جديدة وهي، الذهاب للنوم في منتصف فترة ما بعد الظهر.
وبالنظر إلى الوراء، فإن أسفي الوحيد هو أنني لم أبدأ في أخذ قيلولة بعد الظهر قبل كذلك بكثير.
قد يعتقد البعض منكم أنني أبالغ عندما أقول إنني أحب قيلولة بعد الظهر. لكنها ليست الحقيقة.
لقد كانت لهذه القيلولة تأثيرات مذهلة على قدرتي على عيش حياة أفضل وأكثر إرضاءً بكثير.
فقد أصبحت أكثر إبداعًا وإنتاجية وأمتلك الطاقة العقلية لإنجاز جميع مهامي اليومية.
وبات الشخص الذي كنت عليه قبل بضعة أشهر فقط غريبًا عني تمامًا.
هناك عدة احتمالات، أحدها أنك تريد أن تعزز الشيء نفسه، وهو النقاء الذهني، حتى تتمكن من التركيز باهتمام أكبر على الأشياء الضرورية.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن أخذ قيلولة بعد الظهر تعد طريقة رائعة لزيادة المستوى العام للسعادة والإنتاجية.
إليكم السبب.
إذا استيقظت وأنت تشعر بالتعب، فإن أخذ قيلولة يمكن أن يساعدك على النوم بشكل أفضل في الليل.
كان الذهاب إلى النوم في منتصف النهار واحدًا من أفضل القرارات التي اتخذتها على الإطلاق.
كنت أستيقظ طوال الوقت وأنا أشعر بالدوار. هل تتذكر شخصية «شفيق» في الكرتون الشهير «سبونج بوب»؟
هذا ما اعتدت أن أكون عليه. كرهت الاستيقاظ في الصباح والاستعداد للمدرسة أو العمل. كنت متعبًا على الدوام ولم أجد الطاقة أو الدافع لأكون متحمسًا لبدء اليوم.
حتى جاء اليوم الذي قررت فيه أن آخذ قيلولة.
كان سبب تعبي يومئذ هو مشاهدة الأفلام حتى الساعة الثانية صباحًا، لذلك وجدت صعوبة في التركيز على عملي.
ومع ذلك، فإن تلك الدقائق الثلاثين من النوم غيرت حياتي إلى الأبد. لأنني منذ أن بدأت في جعل القيلولة جزءًا من روتيني اليومي، وجدت أنه بات من الأسهل كثيرًا التركيز على كل ما أحتاج إلى القيام به على مدار اليوم.
تظهر الأبحاث أنك لست بحاجة إلى النوم لساعاتٍ في منتصف النهار حتى تحظى بالفوائد المذهلة للقيلولة. ونقلًا عن مقال نشرته مؤسسة النوم:
"تعد أفضل مدة قيلولة هي تلك التي تكون طويلة بما يكفي لتكون منعشة ولكنها ليست طويلة بحيث تصيبك بخمول النوم. القيلولة التي تدوم من 10 إلى 20 دقيقة تعتبر مثاليةً.
ويُشار إليها أحيانًا باسم قيلولة الطاقة لأنها تمد الشخص بفوائد الانتعاش دون أن تتركه يشعر بالنعاس بعد ذلك".
القيلولة رائعة بشكل لا يصدق. إنني أنظر إليها دومًا باعتبارها قوة خارقة.
إذ تعيد شحن عقلك وتمكنك من التركيز باهتمام أكبر على كل الأشياء الضرورية بالنسبة لك.
لذلك كلما شعرت بالإرهاق أثناء النهار، فكر في النوم لبضع دقائق. وسترى بنفسك كيف سيكون تأثير ذلك عميقًا على جودة نومك.
ليس كسلًا أن تأخذ قيلولة. بل تعزيزًا لذاكرتك وإنتاجيتك.
قد يبدو ما سأقوله الآن متناقضًا ... لكن اسمعني أولًا.
يعد النوم في منتصف فترة الظهيرة أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لزيادة إنتاجيتك.
ويمكن أن يكون لها تأثير لا يصدق على ذاكرتك والمهارات الإدراكية بشكلٍ عام. ونقلاً عن مقال نشرته كلية الطب بجامعة جون هوبكنز:
"وجد العلماء أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة لمدة 30 إلى 90 دقيقة يتذكرون الكلمات بشكل أفضل - وهي علامة على الذاكرة الجيدة - مقارنةً بالأشخاص الذين لم يأخذون القيلولة أو الذين يغفون لمدة تزيد عن 90 دقيقة.
كما أن الأشخاص الذين تمتعوا بقيلولة في تلك الفترة الذهبية من 30 إلى 90 دقيقة كانوا أفضل في رسم الأشكال، وهي علامة أخرى على الإدراك الجيد".
منذ أن بدأت في أخذ قيلولة بعد الظهر، أصبح من الأسهل كثيرًا بالنسبة لي كتابة مقالات جديدة في فترة زمنية أقصر بكثير.
أيضًا، صار انتباهي أفضل كثيرًا، وبات بوسعي التركيز باهتمام أكبر على عملي.
الحقيقة هي أنه لا يهم إذا كنت كاتبًا أو طالبًا أو رياضيًا أو تعمل في وظيفة مكتبية من الساعة التاسعة إلى الخامسة.
إذا كان أي شيء تفعله يتطلب ذاكرة جيدة ومهارات إدراكية، ففكّر جديًا في إضافة قيلولة بعد الظهر إلى روتينك اليومي.
إذا كنت تشعر بالتوتر، جرّب أخذ قيلولة لتشعر بالاسترخاء
لن تشعر بالاسترخاء فقط، ولكنك ستصبح باردًا كذلك. لأنه عندما تنام، تنخفض درجة حرارة جسمك بعدة درجات.
كما أن الإنسان ينام بشكل أفضل عندما يكون مسترخيًا.
مثل الكثير من الناس، واجهت الكثير من التوتر خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الأحداث العالمية. لكن أخذ قيلولة بعد الظهر كل يوم ساعدني على الشعور براحة أكبر.
تشير الأبحاث إلى أن القيلولة يمكن أن تساعد في تحسين التنظيم العاطفي وزيادة قدرتك على تحمل الإحباط. نقلا عن هافينغتون بوست:
"وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن أولئك الذين يتمتعون بقيلولة لمدة 45 دقيقة على الأقل يعانون من انخفاض في ضغط الدم استجابةً للإجهاد النفسي مقارنةً بغيرهم".
لذلك فإنني كلما شعرت بالتوتر خلال النهار، أنسحب من كل ما أفعله وأتمتع بقيلولة قصيرة. وبمجرد أن أفيق، أشعر براحة ونشاط أكبر. كما أن الغالبية العظمى من الأفكار السلبية تختفي سريعًا بعد القيلولة.
حاول أن تفعل الشيء نفسه. إذا شعرت بالتوتر في أي وقت خلال اليوم، فأغمض عينيك وخذ قيلولة لعدة دقائق. ولن تصدق التأثير الذي سيحدث على مزاجك.
لقد تبنت العديد من البلدان حول العالم قيلولة بعد الظهر. على سبيل المثال، يأخذ سكان العديد من دول البحر الأبيض المتوسط (مثل إسبانيا وإيطاليا) قيلولة بعد الظهر للاسترخاء خلال درجات الحرارة الشديدة.
يتبنى اليابانيون مفهومًا يُعرف باسم "hirune": أيّ فن النوم أثناء النهار. وبالمثل، قامت شركة Google بتركيب "كبسولات النوم" في مكاتبها للموظفين الذين يحتاجون إلى قيلولة. كما تُظهر الأبحاث التي نشرتها BBCأن "الموظفين يتنقلون بشكل فعال بين أوقات العمل وأوقات الراحة، مما يساهم بشكل عام في تحسين بيئة العمل".
ربما حان الوقت للعديد من البلدان الأخرى لتبنّي قيلولة بعد الظهر على نطاق أوسع بكثير. فكما رأينا، يمكن لبضع دقائق من القيلولة يوميًا أن تحسن النوم والذاكرة والتنظيم العاطفي بشكلٍ ممتاز. لذا، ابدأ من الغد في تبنّي هذه العادة الرائعة.
عزيزي القارئ :
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
لماذا يعتبر النوم مهماً لإنقاص الوزن ؟