يعتبر كل من الدوبامين Dopamine والسيروتونين serotonin ناقلان عصبيان - رسل كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا - ينظمان وظائف الجسم مثل المزاج والنوم والهضم.
و في حين أن الدوبامين والسيروتونين لهما تأثيرات مماثلة على الجسم ، إلا أنهما يعملان بشكل مختلف قليلاً.
لذا ، سنقدم إليك في مقالنا هذا ما تحتاج لمعرفته حول أوجه التشابه والاختلاف بين الدوبامين والسيروتونين.
الدوبامين يجعلك متحمساً :
يُخزن الدوبامين في الدماغ و يُطلق في مجرى الدم عندما تشعر بأحاسيس ممتعة ، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو تناول شيء تستمتع به.
و يلعب الناقل العصبي دوراً رئيسياً في تحفيز الجسم و نظام المكافأة ، مما يحفز المزاج الإيجابي ، ومشاعر الإنتاجية ، ويزيد من الحافز. و من المحتمل أنك شعرت بتأثيرات الدوبامين بعد إنجاز مهمة صعبة أو الوصول إلى هدف ما.
تقول كريستين إم ستوفر Kristin M. Stover ، الأخصائية النفسية المرخصة في فلوريدا والمتخصصة في الرعاية الصحية عن بُعد لدى شركة AristaMD ، وهي شركة تقدم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد:
"على الرغم من أنه لا يعجل بالتجربة الممتعة ، إلا أن الدوبامين يعمل على تعزيز التجربة الممتعة".
و على سبيل المثال ، إذا اشتريت تذكرة يانصيب لمجرد نزوة ، فلن تشعر بإحساس فوري بالمكافأة.
ومع ذلك ، إذا انتهى بك الأمر بالفوز ، فمن المحتمل أن تواجه اندفاعاً من الدوبامين ، مما يعزز احتمالية شرائك لتذكرة يانصيب مرة أخرى لتجربة نفس الإثارة.
و نظراً لأن الدوبامين مرتبط بنظام المكافأة ويعزز التجارب الممتعة ، يُعتقد أنه يلعب دوراً في الإدمان و المقامرة القهرية ، و ذلك على الرغم من أن الباحثين ليسوا متأكدين بعد من الرابط الدقيق بين الدوبامين وهذه السلوكيات.
كما يؤثر الدوبامين أيضاً على الذاكرة والإدراك والنوم والانتباه والقدرة على التعلم. و قد تكون المستويات غير الكافية من الدوبامين مرتبطة بالاكتئاب أو مرض باركنسون.
يساعدك السيروتونين على الشعور بالراحة :
يلعب السيروتونين دوراً في كيفية تعاملنا مع عواطفنا ، و التي يمكن أن تؤثر على شعورنا.و يتم إطلاق السيروتونين في مجرى الدم بعد ممارسة الرياضة أو التعرض لأشعة الشمس. و يمكن أن تجعلك المستويات المناسبة من السيروتونين تشعر بالسعادة والهدوء والتركيز وأنك أقل قلقاً.
و في الوقت نفسه ، يمكن أن يكون لانخفاض مستويات السيروتونين تأثير معاكس ويؤثر سلباً على مزاجك.
تقول ستوفر Stover إن المستويات المنخفضة من السيروتونين مرتبطة بالاكتئاب بالإضافة إلى اضطرابات النوم والشهية.
و ينظم السيروتونين أيضاً وظائف الجسم المهمة. على سبيل المثال ، فإن أمعائك ، التي تحتوي على 90% من إجمالي السيروتونين في الجسم ، تطلق مواد كيميائية عند تناول الطعام لتحفيز الأمعاء و تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي.
كما تطلق الصفائح الدموية أيضاً السيروتونين عندما تصاب بجرح أو كشط لشفاء الجروح.
و تشمل الوظائف والعمليات الجسدية الأخرى التي يساعدها السيروتونين على التنظيم:
- المزاج
- العواطف
- إيقاعك اليومي ، أو دورة النوم والاستيقاظ
- الشهية
- عملية الاستقلاب الغذائية
- التركيز
- الهرمونات
العلاقة بين السيروتونين والدوبامين :
لا يعمل السيروتونين والدوبامين بشكل مستقل عن بعضهما البعض. و لكنهما و بدلاً من ذلك ، يعملان معاً لإنشاء أنماط سلوك معقدة.
تقول ستوفر Stover : "عندما يتم تغيير أحد الناقلات العصبية ، يحدث تغيير في وظيفة المادة الأخرى أو انتشارها".
حيث أن :"زيادة مستويات السيروتونين يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نشاط الدوبامين والعكس صحيح."
و على سبيل المثال ، يمنع السيروتونين السلوك الاندفاعي impulsive behavior بينما يعززه الدوبامين.
و لأن المستويات المنخفضة من السيروتونين يمكن أن تسبب فرط إنتاج الدوبامين ، فإن هذا قد يؤدي إلى زيادة في السلوك الاندفاعي كما يقول بعض الباحثين.
لـ الدوبامين و السيروتونين أيضاً تأثيرات معاكسة على شهيتك. حيث تحفز مستويات الدوبامين المنخفضة الجوع بينما تؤدي مستويات السيروتونين المنخفضة إلى قمع الجوع.
لذلك ، تعد المستويات المناسبة لكل من الناقلات العصبية مهمة لتلقي إشارات الجوع بشكل مناسب والتعرف على وقت الشبع.
السيروتونين والدوبامين والاكتئاب :
نظراً لأن كل من الدوبامين والسيروتونين يؤثران على الحالة المزاجية ، يُعتقد أنهما يلعبان دوراً في اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
فعلى سبيل المثال ، فقد لاحظ الباحثون انخفاض مستويات السيروتونين لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب وأنواع أخرى من الأمراض العقلية ، مثل القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
ومع ذلك ، فهذا لا يعني أن المستويات المنخفضة من السيروتونين تسبب الاكتئاب ، كما تقول ستوفر Stover .
و يعرف الاكتئاب على أنه اضطراب معقد ناتج عن مجموعة من العديد من العوامل المختلفة بما في ذلك التاريخ العائلي وأحداث الحياة المجهدة والصدمات.
لذلك ، فقد تكون المستويات المنخفضة من السيروتونين جزءاً من الصورة ، ولكن ربما لا تفسر سبب حدوث الاكتئاب بشكل كامل.
تقول ستوفر Stover : "نظراً لأن السيروتونين مسؤول عن النوم والمزاج والهضم ، فإننا غالباً ما نرى أعراض الاكتئاب التي تعكس هذا الخلل ، مثل النوم كثيراً أو القليل جداً ، أو عدم وجود الشهية أو الإفراط في الأكل".
في حين أن انخفاض مستوى السيروتونين وحده لا يعد سبباً مباشراً للاكتئاب ، إلا أن الأدوية التي تستهدف المادة الكيميائية يمكن أن تحسن أعراض الاكتئاب.
فعلى سبيل المثال ، تزيد مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، وهي نوع شائع من مضادات الاكتئاب ، من السيروتونين في الدماغ.
ال
وبامينو هذا يحسن التواصل بين خلايا الدماغ ويمكن أن يساعد في تحسين مزاجك.
كما يمكن أن تسبب المستويات المنخفضة من الدوبامين أيضاً بعض أعراض الاكتئاب ، مثل قلة الحافز وفقدان المتعة في الأنشطة التي كنت تتمتع بها من قبل.
و يمكن أن يؤدي التوتر طويل الأمد أو المزمن أيضاً إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول cortisol - وهو هرمون يتم إطلاقه كرد فعل على التوتر.
حيث تقوم المستويات المرتفعة من الكورتيزول بتقليل إنتاج كل من السيروتونين والدوبامين وقد ارتبطت بالاكتئاب ، كما تقول نيكول أفينا Nicole Avena ، الحاصلة على درجة الدكتوراه ، و الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في كلية ماونت سيناي الطبية Mount Sinai Medical School ،وأستاذة علم نفس الصحة الزائرة في جامعة برينستون Princeton University.
تقول أفينا Avena :
"إن استهداف نظام الدوبامين هو إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها النظر إلى الآليات والعلاجات المحتملة للسلوكيات الاكتئابية".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الجميع مخطئون حول صيام الدوبامين Dopamine Fasting