يُعرف الدوبامين Dopamine بأنه هو ذلك الناقل العصبي الذي يجعلك تشعر بالسعادة - وهي مادة كيميائية تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية.
و يطلقه الدماغ عندما نأكل الطعام الذي نتوق إليه أو أثناء ممارسة الجنس ، مما يساهم في الشعور بالسعادة و الرضا كجزء من نظام المكافأة.
و هذه المادة الكيميائية العصبية الهامة:
- تعزز المزاج و التحفيز و الانتباه
- تساعد على تنظيم الحركة
- تساعد في التعلم
- و كذلك الاستجابات العاطفية.
كيف يؤثر الدوبامين على السلوك؟
في التجارب المعملية ، يدفع الدوبامين الفأر للضغط على رافعة من أجل الطعام مراراً و تكراراً.
و الأمر لا يختلف عند البشر أيضاً. إذ أنه سيكون هو السبب في أننا نشارك في أكثر من حصة (قطعة) واحدة من الكعكة. و ينطبق هذا الإجراء على الإدمان أيضاً.
فقد يكون الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الدوبامين أكثر عرضة للإدمان ؛ إذ سيحتاج الشخص الذي يبحث عن المتعة عن طريق المخدرات أو الكحول أو الطعام إلى مستويات أعلى و أعلى من الدوبامين.
كيف يجعلك الدوبامين تشعر؟
يدفعك الدوبامين إلى التوق و الرغبة و الطلب و البحث. و يزيد من مستواك العام من الإثارة و من سلوكك الموجه نحو الهدف.
كذلك يجعلك الدوبامين فضولياً بشأن الأفكار. و هو الذي يغذي بحثك عن المعلومات.
و من ناحية أخرى يخلق الدوبامين حلقات البحث عن المكافآت بمعنى أن الناس سيكررون سلوكاً ممتعاً ، من تفحص حساب الانستغرام Instagram إلى تعاطي المخدرات.
ماذا يعني القول بأن شخصاً ما لديه مستويات عالية من الدوبامين؟
يمكن وصف الشخص الذي لديه مستويات عالية من الدوبامين ، سواءً أكان ذلك بسبب مزاجه أو بسبب وضع عابر -ربما بسبب حالة كيميائية- بأنه باحث عن الإحساس sensation seeker.
و الجانب الإيجابي في البحث عن الإحساس هو أن الناس يرون الضغوط المحتملة على أنها تحديات يجب التغلب عليها بدلاً من كونها تهديدات قد تسحقهم.
و هذه العقلية تعتبر كعازل ضد ضغوط الحياة.
و يزيد من صلابتها و مرونتها على المدى الطويل.
ما هي دائرة مكافأة الدوبامين؟
ينتج عن إطلاق الدوبامين دائرة مكافأة في الدماغ.
تسجل هذه الدائرة تجربة مكثفة (مثل الانتشاء) على أنها "مهمة" important ، و تخلق ذكريات دائمة عنها على أنها ممتعة.
و للعلم يغير الدوبامين الدماغ على المستوى الخلوي ، و يطلب من الدماغ القيام بذلك مرة أخرى.
الاضطرابات النفسية و العصبية
حصل عالم الصيدلة و عالم الأعصاب السويدي أرفيد كارلسون Arvid Carlsson على جائزة نوبل في عام 2000 عن بحثه عن الدوبامين ، حيث أظهر أهميته في وظائف المخ. إذ أنه ساعد في إظهار أن الناقل العصبي مشارك بشدة في النظام الحركي.
فعندما يفشل الدماغ في إنتاج ما يكفي من الدوبامين ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض باركنسون.
و العلاج الأساسي لمرض باركنسون هو عقار يسمى L-dopa ، و الذي يحفز إنتاج الدوبامين.
الدوبامين مشارك أيضاً في الفصام و اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه ، و كما ذكرنا أنفاً في مرض الزهايمر. و أنظمة الدماغ الكامنة وراء هذه الحالات (بالإضافة إلى اضطراب تعاطي المخدرات) معقدة.
و يعتمد نشاط نظام الدوبامين على حالة مستقبلات الدوبامين ، و في الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات، تتفاعل المادة الكيميائية مع عوامل أخرى بطرق لم يتم توضيحها بعد.
كيف يعمل الدوبامين في الدماغ؟
ليس من المبالغة القول بأن الدوبامين يجعلنا بشراً.
بداية من نمو الرضيع ، تكون مستويات الدوبامين حرجة ، و يمكن أن تنشأ الإعاقات العقلية إذا لم يكن الدوبامين موجوداً بكميات كافية.
و الدوبامين مشارك في حالات وراثية مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي.
كما أن نقص الدوبامين Dopamine deficiency مشارك في حالات أخرى مثل مرض ألزهايمر و الاضطرابات الاكتئابية depressive disorders ، و الأكل بنهم binge-eating و الإدمان و لعب القمار gambling.
ما الرابط بين الدوبامين و حالات مثل اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه؟
إن الأدوية المستخدمة حالياً لعلاج اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه ADHD تزيد بالفعل من فعالية الدوبامين.
و هذا الأمر يساعد المرضى المصابين باضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه على التركيز و الاهتمام بشكل أفضل بشيء واحد في كل مرة.
و لم يتم بعد -بالضبط- فهم الكيفية التي يتم بها ترجمة المزيد من الدوبامين إلى انتباه و تركيز أفضل.
ما الرابط بين الدوبامين و مرض باركنسون؟
في هذا الاضطراب التنكسي العصبي ، يبدأ التدهور بالخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ حيث يتم تنسيق الحركة.
و عندما تتحلل هذه الخلايا ، تتأثر الوظيفة الحركية ، و التي تشمل الهزات، و الصلابة، و بطء الحركة ، أو تباطؤ الحركة ، بالإضافة إلى التغيرات في الكلام و المشي.
كيف يمكن زيادة الدوبامين؟
لطالما اهتم العلماء الذين يدرسون الاضطرابات العصبية و النفسية بكيفية عمل الدوبامين و كيف ترتبط المستويات المرتفعة أو المنخفضة نسبياً من الدوبامين في الدماغ بالتحديات السلوكية و الإعاقة.
و هناك طرق لرفع مستويات الدوبامين بشكل طبيعي ، و بالتأكيد فالرعاية الذاتية الأساسية basic self-care هي المكان المناسب للبدء.
إن ليلة من النوم المتقطع ، يمكن أن تقلل الدوبامين بشكل كبير.
فيما يلي بعض النصائح لزيادة مستويات الدوبامين:
- تناول الأطعمة الغنية بالتيروزين tyrosine بما في ذلك الجبن و اللحوم و الأسماك و منتجات الألبان و فول الصويا و البذور و المكسرات و الفول و العدس و غيرها.
و في حين أن مكملات التيروزين متوفرة ، إلا أنه يفضل تناول هذه الأطعمة.
- زد من تناول المغنيسيوم بأطعمة مثل البذور و المكسرات و فول الصويا و الفاصوليا و الحبوب الكاملة و غيرها.
- تجنب الأطعمة المصنعة و الدهون العالية و السكر و الكافيين.
- إن نظافة النوم sleep hygiene السليمة تعتبر إلزامية ، لأنها تغذي إنتاج الدوبامين.
- تمرن يومياً.
- تجنب التوتر ، و طبق تقنيات مثل التأمل meditation، و التخيل visualization، و تمارين التنفس.
- خذ في الاعتبار استخدام منشطات الذهن الطبيعية بما في ذلك L-Tyrosine و L-theanine.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الجميع مخطئون حول صيام الدوبامين Dopamine Fasting