هل سبق و أن شعرت يوماً بأنك كسول بعد إضاعتك اليوم بأكمله أو بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع و الشعور بالقلق والتوتر بسبب اليوم التالي؟
و هل تشعر أن استغلال الوقت بشكل إيجابي و فعال هو أمر يخص فقط رجال الأعمال دوناً عن غيرهم؟
(إذا كنت تشعر بأنك جيد في إدارة الوقت، يمكنك تخطي قراءة هذا المقال لأنه سيكون بمثابة مضيعة للوقت بالنسبة إليك !)
إذن : فأنت بالتأكيد بحاجة إلى تجربة " صيام الدوبامين Dopamine Fast" و الدخول في التفاصيل الدقيقة الخاصة بهذا المصطلح.
يعرف صيام الدوبامين على أنه مصطلح نفسي لمرحلة من الزمن حيث ستمتنع عن أي تجربة تمنحك جرعة فورية من المتعة (الدوبامين dopamine).
و تشمل هذه التجارب التي قد تمتنع عنها:
لعب الألعاب التكنولوجية
وسائل التواصل الاجتماعي
مشاهدة التلفزيون و المحادثات غير المفيدة
تناول الطعام
الاستماع للموسيقى
تناول المخدرات أو الكحول و أشياء أخرى .
و مع ذلك، يمكنك القيام بأشياء أخرى مثل:
ممارسة التأمل.
مساعدة والدتك في الأعمال المنزلية.
ممارسة التمارين.
تدوين اليوميات.
التحدث إلى الناس شخصياً .
كما يمكنك أن تفعل أي شيء يجلب لك الراحة والسلام الداخلي ولكن ليس السعادة الفورية والمتمثلة فى "الدوبامين".
كيف ستشعر أثناء القيام بذلك؟
عندما قمت بهذه التجربة ، شعرت وكأنني جندي رائع يتدرب على الحرب ، و يمتنع عن كل الأشياء غير الضرورية و يركز على هدف واحد.
و لقد ساعدني ذلك في معرفة المكان الذي أهدرت فيه وقتي أكثر و تصحيحه. .
لماذا يعد القيام بذلك ضرورياً وماذا يجب أن تفعل بالضبط؟
دعني أقل لك عزيزي القارئ أنه و منذ ذلك اليوم الذي قررت القيام فيه بصيام الدوبامين ، و من وقت استيقاظك ، عليك أن تتخيل شبيهاً لنفسك في مكان ما في إبداعك التخيلي. ماذا تفعل الآن؟
هل تنهض وتحضر الأشياء؟ أو هل تتحقق من الإشعارات الخاصة بك؟
هل تقوم بالتوجه الى"التواليت"؟ أو هل تتناول القهوة على السرير؟
هل تقوم بالاستعداد؟ أو المحادثة مع أصدقائك؟
هل تتناول أطعمة مغذية أو وجبات سريعة؟
هل تحضر بعض الدروس على عجلة من أمرك، أو بتأن شديد؟
هل تستمع للمحاضرات؟ أو تقوم بالدردشة مع الأصدقاء مرة أخرى؟
هل تتجه الى نادي رياضي؟ أو هل تفضل الاسترخاء والراحة؟
هل تخلد إلى نوم سعيد؟ أو تفضل استئناف المسلسل؟
هل تستيقظ بدافع يحفزك، أو أنك تبدو مترنحاً وكسولاً؟
حدد اختيارك لنفسك واترك الآخر لخيالك. و الآن ، حاول الحصول على فكرة : كيف ستبدو و تشعر أنت والشخص الآخر بعد 5 سنوات من الآن.فإذا كنت تعتقد أنك ستشعر ببعض التعاسة، فقد حان الوقت ... إذ أنك ستحتاج إلى تغيير بعض عاداتك تدريجياً.
كما ترى ، فإن أسوأ القرارات المذكورة أعلاه لا يمكن اتخاذها أثناء "صيام الدوبامين".
بعد أن تجرب هذا وتبدأ بالشعور بالراحة، ستضحك بالفعل على أصدقائك عندما يقولون إنه ليس لديهم وقت لإكمال استذكار المنهج استعداداً للاختبارات، أو أنهم لا يجدون وقتاً لممارسة التأمل.
كيف يتغير عقلك بشكل جيد للغاية في فترة زمنية قصيرة؟
تخيل أن طفل غير واع بالدرجة الكافية يأتي إلى منزلك وأنت مسؤول عن الاعتناء به. و عادة ما يكون لديك عادة تناول المواد الصحية والعناصر الموثوق بها للطعام، و هو يقول : " لا يعجبني هذا. فأنا أريد فقط البيتزا اللذيذة. عدا ذلك ، أنا لا آكل أي شيء آخر، فقط أعطني بيتزا! "
لا تحب أن تعطيه البيتزا كل يوم بالتأكيد، ذلك غير صحي. أنت فقط تحاول إقناعه. و إذا كان لا يزال يرفض، إذن ما عليك إلا أن تجعله يتضور جوعاً !! كنت أنا سأفعل نفس الشيء لو كنت مكانك.
بعد يوم… يومين… ثلاثة أيام… ماذا سيفعل؟ ألن يأتي و يستجدي الخضار الصحي فقط و ينسى أمر البيتزا؟
نفس المبدأ ينطبق على عقلك. إذا كان الأمر يتطلب دائماً شيئاً لمنحه المتعة الفورية، قم بتجفيف المنبع لذلك الشيء! ، و هذا ما يعرف أيضاً باسم "صيام الدوبامين" ، وشاهد ما سيحدث بعد ذلك. (تبدو هذه الكلمات قاسية ولكنها ليست الطريقة التي يجب أن تتصرف بها مع عقلك. ففي النهاية ، إنه عقلك وعليك تدريبه " .
بالنسبة لي فإنني :"أجده شيئاً مضحكاً للغاية. إذ أن هناك بعض من الأشخاص ممن يغلقون بعض التطبيقات الخاصة بهم، ويستخدمون وضع الطاقة المنخفض وغير ذلك من الأساليب، و ذلك لحفظ بطارية هواتفهم. ثم أتساءل: لماذا لا يفعلون أي شيء للحفاظ على بطارية أدمغتهم؟ "
ماذا يحدث بعد ذلك؟
ستبدأ في العثور على أشياء خفية أكثر سعادة. و ستنشأ حينها فكرة : "هل هذا ماكنت أطلق عليه في السابق " ممل "؟"
و ستستمتع بفنجان الشاي الساخن ، و النسيم العليل، و اللحظات السعيدة مع أسرتك، و ستشعر بالراحة حينما تعانقك والدتك ، وستشعر بالسعادة أيضاً عندما تساعدها أثناء الطهي.
الخاتمة :
الأهم من ذلك ، أن القسم الذي يجب أن تقوم به هو ألا تصبح أبداً عبداً لرغباتك. بل اجعل عقلك بندولاً يتحرك بحرية ، ولكن ضمن حدود معينة. عدا ذلك ، ستصبح بالتأكيد نفسك القديمة مرة أخرى.
و حاول القيام بصيام الدوبامين في أقل عدد ممكن من الأوقات في حياتك. و هو ليس شيئاً عليك القيام به بشكل متكرر لاكتساب الخبرة. بل هو شيء مثل الإقلاع عن التدخين. و دعني هنا أقتبس ذلك الاقتباس المشهور لمارك توين Mark Twain :
" إن الإقلاع عن التدخين أسهل شيء في العالم. و أنا أعرف ذلك لأنني فعلت ذلك آلاف المرات. "
و لابد لي من الإشارة هنا إلى أنه من الممكن أن تكون الفوائد المذكورة محيرة في البداية ، و لكن أثناء صيام الدوبامين ، سيصبح كل يوم هو عبارة عن المرحلة التالية من معركة شاقة. و يمكنك بموقف خفي و لكنه قوي ، التخلص من دوافعك المستمرة لفعل شيء ما في كل مرة.
و ستحتاج إلى فهم فوائد عدم فعل أي شيء في بعض الأحيان.
كما أن الفوائد دائماً ما تكون متقاربة ، فهي تقربك من الكمال كل يوم ولكنك لن تصل إليها أبداً ، مما يعني أنك ستبقى دائماً في الإصدار التجريبي .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما و نرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الجميع مخطئون حول صيام الدوبامين Dopamine Fasting