هل تعلم أن شرود الذهن يعبر عن عقل غير سعيد؟ إنها حقيقة.
لقد اتضح أن العقل الشارد هو عقل غير سعيد. و جميعنا قد لاحظ أننا و في هذه الأيام تكون أذهاننا دائماً في مكان ما.
إذ أن هناك الكثير للتفكير فيه — السياسة و الأوبئة و الطقس القاسي ، يا إلهي!
و وفقاً لدراسة أجراها الدكتور مات كيلينغسورث Matt Killingsworth في جامعة هارفارد Harvard ، فإن عقولنا تشرد في حوالي 46.9% من الوقت ، و ذلك بغض النظر عن النشاط الذي نقوم به.
ولا شك أنه من الصعوبة بمكان حتى تخيل يوم لا تشتُّ فيه أذهاننا قليلاً على الأقل. و لكن كل هذا الوقت الذي نقضيه في رؤوسنا يتراكم ، مما يؤدي بنا إلى أن نكون أقل سعادة بشكل عام. فكيف نحد من شرود الذهن ونخلق عقلاً أكثر سعادة؟
ما هو العقل الشارد | شرود الذهن Mind Wandering؟
يُعرَّف شرود الذهن على أنه أفكار لا علاقة لها بأي مهمة أو نشاط نشارك فيه في الوقت الراهن .
حيث يمكن لعقلنا أن يتجول أو يشرد في الأفكار الإيجابية أو السلبية أو المحايدة.
و عندما تتجول|تشرد أذهاننا ، فإن الأفكار غالباً ما تركز على المستقبل ، ولكن عندما نشعر بالحزن ، فقد يتحول شرود أذهاننا إلى التركيز أكثر على الماضي.
و بشكل عام ،يميل الشرود الذهني إلى أن يكون مرتبطاً بمخاوفنا الحياتية الحالية أو أهدافنا الذاتية.
و بغض النظر عما تشرد فيه أذهاننا ، فإن التواجد في رؤوسنا يمكن أن يجعل من الصعب علينا التركيز، كما أن شرود الذهن المتكرر يضعنا في حالة مزاجية أسوأ.
و ربما يكون هذا بسبب الطبيعة البشرية للتركيز على السلبيات - لدينا وقت أسهل في التفكير في أسوأ النتائج الممكنة ولدينا صعوبة في التفكير في أفضل النتائج الممكنة.
و هذا يعني أنه عندما نعلق في رؤوسنا ، فمن المرجح أن تكون أفكارنا سلبية. و ربما ليس من المستغرب إذن أن يكون شرود الذهن أيضاً أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من المزيد من أعراض الاكتئاب.
لحسن الحظ ، فإن شرود الذهن شيء يمكننا التحكم فيه! فمع بذل بعض الجهد ، يمكننا إخراج أنفسنا من رؤوسنا و العودة إلى اللحظة الحالية.
و من خلال اتخاذ الإجراءات الصحيحة ، يمكننا تقليل الأفكار المؤلمة التي تأتي غالباً نتيجة شرود الذهن. و إذا كنت تعتقد أن شرود الذهن يسبب لك الإحباط وتريد أن تعرف كيف تكون أكثر سعادة ، فجرّب هذه النصائح الست لتعيد عقلك الشارد.
1. ممارسة التأمل الذاتي في عقلك أو ذهنك الشارد :
اختبار سريع: كم مرة تراودك الأفكار التي تدور في رأسك؟ إذا كان الأمر أكثر مما تريد ، فحاول إعادة نفسك إلى اللحظة الحالية بالتوقف مؤقتاً وأخذ بعض الأنفاس العميقة الطويلة.
و يمكنك أيضاً محاولة القيام بنشاط صعب إلى حد ما ، وهو شيء يبقي عقلك مشغولاً بدرجة كافية بحيث يصعب على عقلك أو ذهنك الشرود.
و كلما كان ذلك ممكناً ، حاول فقط عدم إنشاء قصص في عقلك أو اجترار الماضي أو تشغيل سيناريوهات مستقبلية.
و ركز بدلاً من ذلك ، انتباهك إلى الخارج على ما يحدث في العالم الحقيقي.
2. إذا كنت من عشاق التفكير ، فابق إيجابياً :
إذا كنت لا تزال تكافح من أجل إيقاف شرود الذهن ، فحاول أن تظل إيجابياً.
على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن شرود الذهن يضر بالسعادة ، فإن شرود الذهن "الإيجابي" يبدو أنه الأقل سوءاً.
و في الواقع ، فإن شرود الذهن حول الأشياء الإيجابية يجعلنا سعداء تماماً مثل عدم شرود الذهن|العقل على الإطلاق.
لذا ، إذا وجدت نفسك عالقاً في أفكارك ، فحاول تحويلها إلى أفكار إيجابية ، وذلك من خلال ممارسة الامتنان ، أو الاستمتاع باللحظة ، أو إعادة صياغة الموقف لإيجاد بعض الجوانب الإيجابية ، على سبيل المثال .
3. لا تُعدِد المهام :
ربما تعلم بالفعل أن تعدد المهام يمكن أن يضر بإنتاجيتك. ولكن اتضح أنه إذا كان أحد الأشياء التي نقوم بها هو "التفكير" في شيء ما - مثل التفكير في قائمة مهامنا ، أو الضغوط اليومية ، أو حتى شيء محايد - فمن المحتمل أيضاً أن نكون أقل سعادة.
و وفقاً للدكتور كيلينغسورث Killingsworth ، فإننا سنكون في الواقع أفضل حالاً عند القيام بالعديد من المهام بدلاً من الإجراءات والأفكار متعددة المهام. لذلك، و في المرة القادمة التي تجد فيها عقلك يتشتت أثناء القيام بمهام أخرى ، حاول إعادة انتباهك إلى المهمة التي بين يديك.
4. ابحث عن أشياء للقيام بها ، وليس أشياء يجب التفكير فيها :
نعلم من الأبحاث أن الانخراط في أنشطة إيجابية - على سبيل المثال ، التنشئة الاجتماعية أو ممارسة الرياضة أو ممارسة الحب - يجعلنا أكثر سعادة.
و لكن إذا أمضينا وقتنا في التفكير في القيام بهذه الأشياء ولم نفعلها في الواقع ، فلن نحصل على دفعة عاطفية إيجابية.
وذلك لأن التفكير في تجربة ما لا يكون أبداً أكثر إمتاعاً من تجربة تلك التجربة فعلياً. لذا اذهب و افعل الأشياء ، و استمتع بتجارب ممتعة ، و شاهد السعادة و هي تتفتح.
5. ابحث عن التدفق بقدر ما تستطيع :
إن التدفق Flow هو الحالة الذهنية لاستغراقك و تركيزك و حضورك في كل ما تفعله.
حيث وجدت الأبحاث حول التدفق أن الناس يميلون إلى تجربة التدفق على أنه إيجابي وممتع. و ربما يكون هذا بسبب توقف شرود الذهن تماماً ونحن نعيش اللحظة بشكل كامل. لذا ،و كلما أمكن ، حاول القيام بالأنشطة التي تجدها جذابة. إذ أنك ستمنح نفسك وقتاً أسهل لكبح جماح عقلك الشارد وزيادة سوية السعادة لدسك.
6. زيادة التركيز الانتباه :
يقترح هوبس Hobbiss وزملاؤه أن انخفاض التركيز المتعمد هو ما يؤدي إلى شرود الذهن وغيره من عوامل التشتيت.
و على الرغم من أن الكثير منا لا يفكر في الانتباه و التركيز على أنهما مهارات يمكن تحسينها ، فقد وجد علماء الأعصاب أنه يمكن تدريب عقلك بطرق تعزز الانتباه و تساعد على التركيز وتقلل من شرود الذهن.
و لأن شرود الذهن يسير جنباً إلى جنب مع الحالة المزاجية السيئة ، فإن تعزيز مهارات الانتباه لدينا لا يمكن أن يساعدنا فقط في الحفاظ على تركيزنا ولكنه أيضاً يزيد من مستوى السعادة لدينا. لذا حاول تحسين انتباهك ، حتى ولو بطرق بسيطة ، لتحسين مزاجك قليلاً كل يوم.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة : هل هناك أنماط مختلفة من السعادة؟
جميل جدا
نعم