يمكن أن تكون العلاقات - الرومانسية و الأفلاطونية - في أفضل حالاتها ، واحدة من أقوى مصادر السعادة و تخفيف التوتر.
حيث يمكنها تقديم تجارب إيجابية ، و الحفاظ على مزاجنا مرتفعاً وثابتاً ، وخلق مصدر دعم عندما تكون الأوقات صعبة.
و مع ذلك ، فإنها و في أسوأ حالاتها ، يمكن أن تشعرنا العلاقات بأنها سامة ويمكن أن تكون مصدراً مهماً للتوتر. و يمكن أن يكون هذا الضغط ثابتاً من النوع المنخفض الدرجة ، أو التوتر المتقطع الذي يخلق قدراً من القلق حتى عندما تسير الأمور على ما يرام ، أو مجموعة متنوعة من أشكال التوتر الأخرى.
إن الكثير مما يمكن أن يجعل العلاقة مرهقة أو يخفف من التوتر هو نوع الاتصال الذي يحافظ على بقاء العلاقة متماسكة معاً . و من الممكن أن يمكّننا التواصل الصحي من التغلب على أي عاصفة تقريباً، و يمكنه الحفاظ على سير الأمور بسلاسة على أساس يومي.
و إذا كان التواصل مفتوحاً و واضحاً ، فسيتم التعامل مع المشكلات الصغيرة بسرعة و سهولة ، و ستستمر العلاقة. أما عندما يكون التواصل أقل صحة ، فمن الممكن أن تصبح المشكلات الصغيرة مشكلات أكبر مما يؤدي إلى تزايد الاستياء.
و فيما يلي بعض أنواع الاتصال غير الصحية التي يجب تجنبها ، والكيفية التي تخلق فيها مثل هذه العلاقات التوتر. كما أنك ستجد عزيزي القارئ أيضاً طرقاً أكثر صحة للتواصل في جميع علاقاتك. و تتضمن بعض الأشياء التي تشكل ضعف التواصل:
- عدم الإصغاء حقاً
هناك عدة أشكال من سوء الاستماع ، وكلها تتآكل في العلاقات بطريقة أو بأخرى. فهناك استماع كسول lazy listening لشخص لا ينتبه حقاً ولكنه يقول بأدب : "آه ... آه." ويعتبر هذا الاستماع ضاراً على نحو ضئيل طفيف ،و لكنه قد يضر بالعلاقة عندما تكون من طرف واحد أو تكون مزمنة ، وعندما يدرك أحد الشركاء أن الكثير مما يقوله لا يتم سماعه أو تذكره حقاً. و هذا يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأنه أقل قيمة مما يريد.
أما الأكثر ضرراً فهو نوع الاستماع السيئ ، حيث تجري مناقشة مهمة ويكون هناك شخص واحد فقط ينتظر دوره في التحدث بدلاً من سماع ما يقوله شريكه حقاً.
و هذا يخلق موقفاً لا يحدث فيه الاستماع حقاً ، لذلك لا يمكن أن يحدث الفهم. و هذا يؤدي إلى إهدار وقت كل من الأشخاص وعدم تقريبهم من بعضهم البعض عند مشاركة التفاصيل الشخصية ، وعدم الاقتراب من حل عند الانتهاء من مناقشة مهمة.
و ربما يكون أكثر أشكال الاستماع الضعيف ضرراً هو عندما يرفض شخص ما ببساطة الاستماع أو حتى محاولة فهم الجانب الآخر. و هذا يحدث في كثير من الأحيان ، كما أنه يخلق حالة من المواجهة في كثير من الأحيان.
كيف يَخلق ذلك التوتر :
يمكن أن يتراوح هذا من ترك أحد الشركاء يشعر بأن وقته ضائع إلى الشعور بالتقليل من القيمة ، إلى الشعور باليأس في العلاقة عندما يتعلق الأمر بالشعور بالسمع أو الفهم.
ما الذي يجب تجربته بدلاً من ذلك ؟
حاول أن تكون حاضراً ، أولاً و قبل كل شيء ، عند التواصل. و استخدم استراتيجيات الاستماع النشط active listening strategies مثل إعادة ما تفهمه لما قاله الشخص الآخر.
حاول إثبات صحة مشاعرك، و حاول أن تتأكد من أنك تستمع حقاً بقدر ما ترغب في أن تكون أنت مسموعاً . إنه أكثر من يستحق الجهد المبذول.
- الاتصال السلبي العدواني Passive-Aggressive Communication :
يمكن أن يظهر هذا النوع من الاتصال نفسه بعدة طرق أيضاً. حيث يمكن لأحد الشريكين تقويض الآخر بالموافقة على القيام بشيء ما ثم "النسيان" أو التظاهر بالموافقة ، ولكن بقول العكس في المرة القادمة التي يظهر فيها الموضوع.
كما يمكن أن تظهر العدوانية السلبية نفسها أيضاً من خلال الخلاف المستمر حول القضايا الصغيرة ، خاصة أمام الآخرين.
كيف يخلق ذلك التوتر :
يمكن أن يكون هذا مرهقاً جزئياً لأن العدوانية السلبية يصعب معالجتها ؛ كما أنه من الممكن نفيه بسهولة ، الأمر الذي يؤدي إلى التسبب بحالة من التلاعب العقلي و النفسي .
و يمكن أن يؤدي أيضاً إلى توتر منخفض الدرجة لتشعر أنك تتواصل مع شخص لا يفهم أو لا يتذكر ما يقال أو ببساطة لا يهتم.
ما الذي يجب تجربته بدلاً من ذلك:
مرة أخرى ، يمكن أن يساعد الاستماع النشط هنا. و من المفيد أيضاً استخدام التواصل المباشر direct communication ، حيث تقوم مباشرةً بمناقشة ما إذا كان لديك خلاف أو مشكلة مع شخص ما.
و يمكن أن يساعد استخدام "رسائل أنا I messages" (على سبيل المثال ، "أنا أشعر بالإحباط عندما ...") الآخرين على فهم ما تشعر به أيضاً . و قد يبدو هذا مثل الصراع في الوقت الحالي ، و لكنه في الواقع يتحايل على صراع طويل الأمد من خلال حل المشكلات عند ظهورها.
- الاتصال العدواني Aggressive Communication :
يتضمن الاتصال العدواني اتصالات عدائية علنية ، بما في ذلك النقد أو حتى الشتائم. إنه يقلل من قيمة الشخص الآخر بشكل علني ، مما يترك الناس يشعرون بالدفاع ولا يمتنعون عن تصدير و كشف هذا الصراع و جعله علنياً.
كيف يخلق ذلك التوتر :
لاشك أنه من غير المريح أبداً أن تتم مهاجمتك. فأولئك الذين يستخدمون أساليب الاتصال العدوانية هم أكثر اهتماماً بالسلطة و "الفوز" بدلاً من التوصل إلى تفاهم. وهذا يرفع الصراع إلى مستوى جديد ويجعل التفاهم المتبادل بعيد المنال.
ما الذي يجب تجربته بدلاً من ذلك :
إذا وجدت نفسك عدوانياً ، فقد حان الوقت للتوقف ومحاولة فهم من الذي تتحدث معه ، و فهم وجهة نظرهم أيضاً.
أما إذا وجدت نفسك في الطرف المتلقي للعدوانية ولا يمكنك جعل الشخص يفهم وجهة نظرك ، فقد يكون الوقت قد حان للابتعاد عن نفسك واستخدام تقنيات الاتصال الحازم assertive communication techniques عند الضرورة.
كما سيكون وضع الحدود أمر لا بد منه .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
إدارة التوتر الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي ( السوشال ميديا)
إدارة التوتر باستخدام التخيل الموجه أو الصور الموجهة
تخفيض التوتر عن طريق الاسترخاء التدريجي للعضلات