الصحة والسعادة ركيزتان أساسيتان يتفق معظم الناس على أنهما يشكلان حياة كريمة و أكثر رفاهاً. و قد تبين أن الاثنين متشابكان أكثر مما قد يعتقده الناس.
و من الصعب للغاية، فصل أمرٍ ما إذا كان أحدهما (الصحة أو الصحة) يسبب الآخر، أو إذا كان الاثنان مترابطين فقط ، و لكن مما لا شك فيه هو وجود اتصال قوي و حيوي بينهما.
الفوائد الجسدية لـ السعادة
حدد الباحثون الروابط بين السعادة و الجوانب الأكثر تحديداً للصحة ، مثل الاستجابة المناعية التي نصاعدها استجابةً للفيروس أو المدة التي ستستغرقها حياتنا في النهاية.
و من الصعب تمييز الاتجاه بين الصحة و السعادة. فهل يتمتع الشخص السعيد أيضاً برعاية صحية أفضل و علاقات أقوى ، مما يفيد صحته؟
أم هل التعامل مع مرض مزمن يؤدي باستمرار إلى تدهور المزاج؟
و في الأبحاث و الدراسات يهدف الباحثون إلى التحكم في هذه الأسئلة ، و لكن تحديد الاتجاه سيكون دائماً صعباً على وجه اليقين.
ما هي الفوائد الجسدية للسعادة؟
ترتبط السعادة بمجموعة من الفوائد الصحية البدنية ، مثل:
- انخفاض ضغط الدم
- تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية
- نظام مناعة أقوى
- و حتى حياة أطول.
ترتبط المشاعر الإيجابية أيضاً بانخفاض خطر الإصابة عند الشباب، و الضعف عند كبار السن.
هل الناس الأكثر سعادة يعيشون عمراً أطول؟
نعم ، ترتبط السعادة بعمر أطول. فالأشخاص الذين يبلّغون عن شعورهم بإحساس أقوى بالسعادة و الرفاهية يعيشون -في المتوسط - أطول من أولئك الذين يبلغون عن مشاعر أضعف.
و من ناحية أخرى فإن هذا التأثير يكون لدى كلٍ من الرجال و النساء.
هل يمكن للسعادة أن تعزز جهاز المناعة في الجسم؟
ترتبط السعادة بوجود جهاز مناعة قوي ، مما يساعد على منع المرض و تقليل حدة الأعراض. على سبيل المثال ، في مجموعة من الأشخاص المعرضين لفيروس الأنفلونزا ، كان أولئك الذين أبلغوا عن مشاعر إيجابية أكثر، هم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
و قد حدث الشيء نفسه بالنسبة للأشخاص الذين تعززت سعادتهم عن قصد قبل التعرض للفيروس.
من هو المسؤول عن العلاقة بين السعادة والصحة؟
هناك بعض الأفكار المختلفة لشرح كيف تفيد السعادة الصحة. أحد هذه الأفكار أن المشاعر الإيجابية تؤدي إلى سلوكيات و تغييرات إيجابية ، مثل:
- التمارين الرياضية
- النوم
- النظام الغذائي الصحي و المغذي
- العلاقات الداعمة
- مهارات التأقلم.
و الشيء الآخر هو أن المشاعر الإيجابية تعمل على تقليل التوتر، و الأضرار التي يمكن أن تلحق بالجسم.
هل يمكن للسعادة أن تعالج الأمراض؟
لا يوجد دليل على أن تدخل السعادة يمكن أن يعالج الأمراض أو أن يسرع من وقت الشفاء. و لكن التدخلات الإيجابية في علم النفس يمكن أن تساعد في تقليل أعراض الاكتئاب.
حيث يمكنها أيضاً المساعدة في تحسين الصحة العقلية و الرضا عن الحياة.
كيف تؤثر الصحة الجيدة على السعادة؟
تتداخل الصحة و السعادة على نطاق واسع ، و لكن هناك أيضاً طرق أضيق يمكن للصحة من خلالها تعزيز الرفاهية.
حيث تلعب الأطعمة التي نتناولها، و التمارين الرياضية الذي نقوم به، و الأمراض التي نواجهها دوراً مشتركاً في كل ذلك.
هل تؤدي الصحة الجيدة الى السعادة؟
هناك العديد من النظريات التي تفسر السبب أن العامل الخفي الذي يقف وراء السعادة هو الصحة الجيدة.
إذ تشير بعض الأبحاث إلى أنه عندما يعتني الناس بأنفسهم بشكل أفضل ، فإنهم يشعرون بالسعادة. كذلك تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الأكثر صحة لديهم نظرة أكثر إيجابية.
لا يزال هناك بحث آخر يشير إلى أن عاملاً أساسياً مثل الجينات أو الشخصية يساهم في كلٍ من الصحة الجيدة و السعادة المستمرة.
لماذا أشعر بالسعادة بعد ممارسة الرياضة؟
تحفز التمارين الجسم على إنتاج الإندورفين endorphins و الإنكيفالين enkephalins ، و هي هرمونات تخفف الألم و تعزز المتعة و البهجة.
هذه المواد الكيميائية هي المسؤولة عن الشعور "بنشوة العَدَّاء" runner’s high. كذلك تعمل التمارين الرياضية على تحويل تركيزنا بعيداً عن المخاوف الحالية، و تقف أو تشتت الحديث الذاتي، و تقودنا إلى قضاء الوقت في الخارج أو مع الآخرين.
هل يمكن لبعض الأطعمة أن تعزز السعادة؟
تظهر المزيد و المزيد من الأبحاث الآن علاقة مهمة بين القناة الهضمية و الدماغ.
حيث يمكن لبعض الأطعمة أن تقوي ميكروبات الأمعاء التي تدعم الصحة العقلية ، مثل الأسماك ، التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية ، و الخضروات الغنية بالألياف.
ما هي الرسوم العاطفية (الضريبة العاطفية) لمرض مزمن؟
الألم أو المرض المزمن يضر بالرفاهية العامة للإنسان.
حيث أن بعض الناس يعانون من ضغوط التنقل المستمر في نظام الرعاية الصحية من أجل التشخيص أو العلاج.
و قد يكونون خائفين من الكيفية التي ستتغير بها الحياة ، من حيث العلاقات أو الوظيفة ، و يواجهون ضغوطاً مالية. و من المحتمل أن يشعروا بالحزن على أجزاء من حياتهم تغيرت أو ضاعت.
كيف يمكنني أن أكون سعيداً رغم إصابتي بمرض مزمن؟
يستطيع الأشخاص الذين يتعاملون مع مرض مستمر (مزمن) أن يمارسوا التعاطف مع الذات و اليقظة الذهنية mindfulness و الاتزان، للمساعدة في إدارة سعادتهم و صحتهم العقلية.
إذ أن التعاطف مع الذات سيمنع بالتأكيد، الحديث الضار عن النفس و يوقِف لوم الذات.
و يمكن أن تخفف اليقظة الذهنية الكاملة، من الأفكار المجهدة التي يسببها الألم و المرض للناس ، من خلال دفعهم إلى الحضور في اللحظة الحالية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة : هل هناك أنماط مختلفة من السعادة؟
اليوغا : ما هي الأسباب الداعية لممارستها من أجل الصحة و طول العمر
ما هي الأطعمة الأفضل لـ الصحة العقلية ؟ الأمر يعتمد على عمرك