الصحة العقلية
ما هي الأطعمة الأفضل لـ الصحة العقلية ؟ الأمر يعتمد على عمرك

اللحوم و الفواكه و الخضروات – لقد أشارت الدراسات إلى أن هذه الأطعمة لديها القدرة على تعزيز المزاج و الصحة العقلية . و لكن أيها أفضل؟ 

حسناً ، وفقاً لبحث جديد ، فإن تأثيرات الأطعمة المحددة، على الرفاه النفسي تعتمد اعتماداً كبيراً على عمر الشخص.

فقد وجد باحثون من جامعة ولاية نيويورك the State University of New York في بينغهامتون Binghamton  أن بعض الأطعمة تؤثر على الحالة المزاجية و الصحة (العافية) العقلية للشباب بشكل مختلف عن البالغين الأكبر سناً ، و العكس صحيح.

و تعتقد مؤلفة الدراسة لينا بكداش Lina Begdache، -و زملاؤها- وهي أستاذة مساعدة في دراسات الصحة و العافية في بينغهامتون،  أن النتائج التي توصلوا إليها قد تساعد الأفراد على اتخاذ خيارات غذائية تفيد صحتهم العقلية.

و قد أبلغ الفريق مؤخراً عن نتائجهم في مجلة Nutritional Neuroscience.

و في السنوات الأخيرة ، أثبت الباحثون أن ما نأكله يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتنا العقلية. فعلى سبيل المثال ، أشارت دراسة نشرت في موقع "أخبار الصحة اليوم" في وقت سابق من هذا العام، إلى أن زيادة تناول الفواكه و الخضروات يمكن أن يحسن الصحة النفسية في غضون أسبوعين فقط ، بينما أشارت أبحاث أخرى إلى وجود صلة بين تناول اللحوم الحمراء و تقليل خطر الاكتئاب Depression.

و يُعتقد أن هذه الفوائد تعود إلى كيفية تعديل بعض الأطعمة لكيمياء المخ لدينا ، و التي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية و النفسية. و لكن بكداش وزملاؤها يشيرون إلى نقطة مهمة: أن هيكل أدمغتنا ليس هو نفسه طوال فترة حياتنا بشكل كامل.

كما لاحظ الباحثون ، أنه "قد لا يكتمل نضج الدماغ حتى سن الثلاثين ، مما قد يفسر التحكم العاطفي التفاضلي (المتباين) ، و العقلي ، و كذلك المرونة بين الشباب والبالغين الناضجين."

كما لاحظ الباحثون ، "قد لا يكتمل نضج الدماغ حتى سن الثلاثين ، مما قد يفسر التحكم العاطفي التفاضلي ، والعقلية ، والمرونة بين الشباب والبالغين الناضجة."

"ونتيجة لذلك ، قد تؤثر العوامل الغذائية على الصحة العقلية بشكل مختلف في هاتين الفئتين."

و لمعرفة ما إذا كانت هذه هي الحالة أم لا ، استخدم العلماء منصات التواصل الاجتماعي لإرسال استبيان مزاجية الأكل Food-Mood عبر الإنترنت (FMQ Food-Mood Questionnaire). و قد تم تقسيم المجيبين إلى مجموعتين: 

  • الشباب البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29) 
  • و البالغين الناضجين (الذين تتراوح أعمارهم بين 30 أو أكبر).

اللحوم الحمراء والدواجن مفيدة للشباب

باستخدام بيانات FMQ ، دققت بكداش Begdache وزملاؤها في العلاقة بين النظام الغذائي و التمرينات الرياضية، و الاضطراب العقلي و النفسي في كلا المجموعتين.

و قد وجد الباحثون أن تناول كميات أكبر من لحوم الدواجن و اللحوم الحمراء - والتي تزيد من مستويات المواد الكيميائية المعززة للحالة المزاجية في الدماغ ، بما في ذلك السيروتونين و الدوبامين - ارتبط بتحسن الحالة المزاجية و الصحة العقلية لدى الشباب ، ولكن العكس هو الذي حصل مع البالغين الناضجين.

إذ "يؤدي التمرين المنتظم إلى تراكم هذه الناقلات العصبية وغيرها" ، كما تشير بكداش. "وبعبارة أخرى ، فإن البالغين الذين تناولوا اللحوم (الحمراء أو البيضاء) أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، و مارسوا الرياضة أقل من ثلاث مرات في الأسبوع أظهروا ضائقة عقلية بشكل أكبر".

و يقول الفريق إن هذه النتائج تشير إلى أن أدمغة الشباب قد تكون أكثر حساسية لزيادة المواد الكيميائية في المخ التي تعزز الحالة المزاجية بالمقارنة مع الأكبر سناً.

و من المثير للاهتمام ، أم الباحثين قد وجدوا أيضاً أن الصحة النفسية و العقلية للبالغين الناضجين قد تحسنت مع تناول كمية أكبر من الفواكه و الخضروات. و يلاحظ الفريق أن هذه الأطعمة غنية بالمواد المضادة للأكسدة ، والتي يمكنها مكافحة الأضرار التي تسببها الجذور (الشوارد) الحرة.

و تضيف بكداش Begdache: أنه "مع تقدم العمر ، يوجد هناك زيادة في تكوين الجذور الحرة (المواد المؤكسدة) ، و بالتالي تزداد حاجة الإنسان إلى مضادات الأكسدة. و للتذكير فإن الجذور الحرة تسبب اضطرابات في المخ ، مما يزيد من خطر الاضطرابات النفسية و العقلية (القلق الشديد ، الحزن ، أو الألم)".

العمر "قد يتطلب تعديلات غذائية"

لقد وجد العلماء أيضاً أن الامتناع عن تناول الأطعمة و المشروبات التي تنشط استجابة "المواجهة أو الهروب" fight-or-flight ، أو استجابة الإجهاد - مثل الأطعمة الغنية بالقهوة والكربوهيدرات - ارتبطت بصحة نفسية أفضل عند البالغين الناضجين.

و تقول بكداش: "[...] قد تنخفض قدرتنا على تنظيم الإجهاد [مع تقدم العمر] ، لذا إذا استهلكنا طعاماً ينشط الاستجابة للإجهاد ، فمن المحتمل أن نشعر بضيق عقلي (اضطراب نفسي و عقلي)".

و بشكلٍ عام ، يعتقد الباحثون أن نتائجهم تشير إلى أن عمر الشخص يؤثر على آثار النظام الغذائي على الصحة النفسية.

و في النهاية يختتم المؤلفون:

"قد يتطلب مستوى نضج الدماغ، و التغيرات المرتبطة بالعمر في التشكل و في الوظائف في الدماغ، تعديلاتٍ في النظام الغذائي لتحسين الرفاهية العقلية."

و يخطط الفريق الآن لمعرفة ما إذا كانت التأثيرات الغذائية للطعام على الصحة العقلية تختلف باختلاف الجنس (الذكور و الإناث) ، و ذلك بالنظر إلى أن الرجال، و النساء لديهم -أيضاً- اختلافات واضحة في بنية الدماغ.

المصدر



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن