التوقعات الخاطئة تثني الناس عن إظهار الامتنان و الشكر و التقدير.
ربما يكون معروفاً للجميع أن الناس لا يشاركون دائماً التقدير الذي يشعرون به لمن يهتمون لأمرهم ، لكن لم لا؟
استناداً إلى نتائج سلسلة من التجارب ، خلص أميت كومار Amit Kumar و نيكولاس إيبلي Nicholas Epley من جامعة شيكاغو إلى أن أحد الأسباب هو أننا غالباً ما نقلل من النتائج الإيجابية للتعبير عن الامتنان.
الامتنان
ما هو الامتنان؟ يقدم روبرت إيمونز Robert Emmons ، الذي كان يبحث عن الامتنان لسنوات عديدة ، التعريف التالي:
أولاً ، الامتنان هو الاعتراف بالخير في حياة المرء ... ثانياً ، الامتنان هو الاعتراف بأن مصدر (مصادر) هذا الخير يكمن جزئياً على الأقل خارج الذات. فموضوع الامتنان موجه للآخرين ؛ يمكن للمرء أن يكون ممتناً للآخرين ، لله ، للحيوانات ، و لكن ليس ممتناً لنفسه أبداً. و هذه طريقة مهمة يختلف فيها الامتنان عن التصرفات العاطفية الأخرى.
حيث يمكن لأي شخص أن يغضب من نفسه ، و يسعد بنفسه ... و لكن سيكون من الغريب أن نقول إن الشخص يشعر بالامتنان لنفسه.
و لكن الشعور بالامتنان لا يؤدي تلقائياً إلى فعل التعبير عنه. لماذا؟
هذا ما قرر مؤلفو سلسلة التجارب الحالية التحقيق فيه.
الدراسة
في التجربتين الأوليين ، طلب الباحثون من المشاركين كتابة رسائل الامتنان و التنبؤ بما سيشعر به المستلمون حيال هذه الرسائل.
و كشفت النتائج أن كتابة الرسائل المختصة بـ الامتنان:
- أولاً، أنها زادت من المزاج الإيجابي للمرسل.
- ثانياً ، استخف المرسلون بمدى مفاجأة هذه الرسائل للمستلمين و وضعهم في مزاج إيجابي أيضاً ؛
- و أخيراً ، بالغ المرسلون في تقدير مدى "الإحراج" الذي قد يشعر به المستلمون بعد قراءة الرسائل.
في التجربتين التاليتين ، فحص الباحثون العلاقة بين التوقعات حول كيفية تلقي الرسائل ، و قرار التعبير عن الامتنان.
و كشفت البيانات أن المشاركين أظهروا رغبة قوية في التعبير عن تقديرهم فقط عندما توقعوا أن يشعر المتلقون بإيجابية كبيرة (و ليس بالإحراج) بشأن تلقي خطاب الامتنان.
من المهم أن نلاحظ -لشرح أسباب المجموعة التالية من التجارب- أن الأبحاث السابقة أظهرت أن الناس غالباً ما يقيّمون أفعالهم من حيث القدرة و الكفاءة ، بينما يقوم الآخرون عادةً بتقييم تلك الأفعال أكثر من حيث النية و الدفء.
لذلك ، في حين أن الأشخاص الذين يرسلون خطاب الامتنان يكونون منشغلين على الأرجح بالعثور على الكلمات الصحيحة فقط للتعبير عن مشاعرهم (في حين أنهم قلقون من الظهور على أنهم غير كفؤين أو محرجين) ، فإن المستلمين غالباً لا يركزون على الكفاءة و لكن على الدفء و النية من الرسالة التي تلقوها.
لذلك ، في التجربة الرابعة ، اختبر المؤلفون ما إذا كانت هناك اختلافات بين الأشخاص الذين يعبرون عن الامتنان و الأشخاص الذين يتلقون الامتنان ، من حيث كيفية تقييم كل مجموعة للكفاءة و الدفء. و كشفت البيانات أن المستلمين لا يعتبرون المرسلين أكثر دفئاً مما توقعه المرسلون فحسب ، بل قيموا أيضاً المرسلين على أنهم أكثر كفاءة.
ليس من المستغرب أن الدراسة الأخيرة للباحثين أكدت أن القلق غير المبرر بشأن كفاءة الفرد هو بالفعل حاجز أمام التعبير عن الامتنان.
الأفكار الرئيسة المحتملة
تعتبر الروابط الاجتماعية ذات قيمة بالنسبة لنا ، ليس فقط لأسباب عملية و لكن أيضاً لأن العلاقات الاجتماعية الإيجابية ضرورية لصحتنا العقلية.
و تتمثل إحدى طرق تقوية هذه الروابط في التواصل المنتظم للامتنان للأشخاص الذين ساعدونا و أظهروا الرعاية و الاهتمام.
لقد أظهرت الأبحاث السابقة و هذه الدراسات الأخيرة أن هناك عدداً من العوائق التي تحول دون التعبير عن التقدير و الشكر و الامتنان:
- افتراض أن امتناننا معروف
- نتوقع أنه في التعبير عن شكرنا و امتناننا سنجد أننا غير كفؤين و مربكين
- التقليل من التأثير الإيجابي للتعبير عن الامتنان على مزاج المستلمين
- افتراض أن امتناننا معروف
و أخيراً فقد لاحظ كلاً من كومار و إيبلي ، أن :
"سوء تقدير التأثير الإيجابي للروابط الاجتماعية على الذات أو على الآخرين ، يمكن أن يمنع الناس من أن يكونوا اجتماعيين بما يكفي لرفاهيتهم. و قد لا يحقق التعبير عن الامتنان كل شيء ، لكنه قد يحقق أكثر مما يتوقعه الناس ".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الامتنان : 8 طرق لتعيش المزيد من الامتنان كل يوم