يقدم الناس النصائح لأسباب عديدة ، بعضها بحسن النية و البعض الآخر أقل من ذلك.
و قد يكون من المربك معرفة ما يجب القيام به مع جميع أنواع النصائح غير المرغوب فيها التي نواجهها ، لذلك من المفيد فحص مصدر الكلمات التي تصدر عن الناصح.
و يمكن أن تأتي الأفكار العظيمة من طلب النصيحة من أحد الخبراء ، أو من صديق يمكن أن يكون لديه فكرة جيدة حول موضوع معين، مثيرة للاهتمام.
و بالتأكيد فإن سؤال مجموعة من الناس ، حتى الغرباء ، للحصول على النصائح و المشورة يمكن أن يوفر عدد كبير و متنوع من الأفكار المفيدة.
و لكن ماذا عن النصيحة التي يتم تقديمها بدون طلب ؟
قد تكون الأمهات الجدد و طلاب الجامعات و الأشخاص الذين يعملون مع الناس ، أكثر عرضة للحصول على نصائح غير مرغوب فيها من الاصدقاء أو العائلة، أو الغرباء، و لكن معظمنا يواجه هذه النصائح -في بعض الأحيان- و لا يشعر أنها مفيدة .
و يمكن أن تؤدي النصيحة غير المرغوب فيها إلى خلق التوتر. حيث يبدو الأمر غالباً و كأنه، نقد أكثر من كونه دعم. و ذلك عندما يعرض عليك أحد ما، ما يجب أن تفعله بشكل أفضل.
و من ناحية أخرى يمكن أن يتضاعف التوتر إذا كان مقدم النصيحة يسيء، إذا لم يتم الترحيب بنصائحه و لم يتم اتباعها. و عندما لا تبدو النصيحة مناسبة لك ، فقد يضعك ذلك في موقف صعب و يخلق الإحباط و حتى الاستياء لكلا الطرفين.
و قد يكون لدى الأشخاص الذين يقدمون نصائح غير مرغوب فيها دوافع نقية (على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائماً) ، و لكن لا يشعر المرء دائماً بأنها مفيدة. ومع ذلك ، يمكن أن يكون فهم دوافعهم مفيداً.
فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لإجبار الناس على تقديم نصائح غير مرغوب فيها.
دوافع مفيدة
الإيثار:
غالباً ما يقدم الناس النصيحة فقط لسبب بسيط، هو أنهم يعتقدون أنهم يستطيعون مساعدتك ، ويريدون جعل حياتك أسهل.
و مهما كان الأمر ، فإن دوافعهم إيثارية.
من المحتما أن هناك شيء يعرفونه يعتقدون أنه سيعمل بشكل مثالي مع وضعك أو شخصيتك ، و يحبون ربطك بشيء من شأنه تحسين حياتك أو تقليل توترك.
خاصة إذا كنت تتحدث معهم حول مشكلة ما ، حتى إذا كنت تحتاج فقط إلى بعض التحقق من الصحة أو الدعم العاطفي ، فقد يفترض الناس أنك تبحث عن إجابات لما تختبره ، و قد تشعر أيضاً بالضغط لتقديم هذه الإجابات.
التودد:
في بعض الأحيان يقدم شخص غريب نصيحة غير مرغوب فيها كطريقة لبدء محادثة. حيث يمكن أن يقدمها أيضاً أحد الأصدقاء ربما لبدء اتصال. و غالباً ما يفترض الأصدقاء أنه يمكنهم مساعدتك من خلال تقديم حل لك ، حتى لو لم تطلبه. و للعلم فهذا النوع من النصائح حسن النية و يمكن أن يكون مفيداً في كثير من الأحيان.
الإثارة:
في أحيان أخرى ، تأتي النصائح غير المرغوب فيها من أولئك الذين وجدوا شيئاً يناسبهم ، و يريدون مشاركته مع العالم. إنهم يرون أن وضعك مناسب تماماً لهذا المنتج الجديد أو الأداة أو قطعة الحكمة التي جعلت حياتهم أفضل كثيراً ، و يتمنون لو أخبرهم أحدهم بذلك في وقت قريب ، لذلك يشاركون نصائحهم مع الآخرين.
من الشائع أيضاً أن يرغب الأشخاص الذين واجهوا نفس التحديات التي واجهتها، و وجدوا الحل الرائع لها، في مشاركة هذا الحل ، على افتراض أن "إجابتهم" ستؤثر عليك بنفس الطريقة.
بالتالي سواءً أكانت النصيحة تتناسب مع قيمك أو مع حالة معينة أم لا ، فإن هذا النوع من النصائح بشكل عام يكون من الجيد الحصول عليه.
دوافع أقل إفادة
الحاجة إلى التقدير و الأهمية:
قد يكون لدى الأشخاص الذين يقدمون النصائح غير المرغوب فيها، من هذا الدافع، الكثير من المعرفة في مجال معين يتعلق بموقفك و يشعرون بالحاجة إلى مشاركتها مع الناس من أجل الشعور بالتقدير و القوة و الأهمية.
الشعور بالعجز:
إذا كنت تشارك مشاعرك و إحباطاتك معهم ، فقد يرغب بعض الأشخاص في مساعدتك و محاولة حل مشكلتك لك كوسيلة للمساعدة. و إذا كان هذا هو ما كنت تبحث عنه ، فهذا رائع. و لكن إذا كنت ترغب فقط في الحصول على أذن تسمع شكواك، أو القليل من التأكيد على جمال الحياة ، في بعض الأحيان لا يستطيع الأشخاص معرفة الفرق بين المشاعر، و تقديم المشورة بدلاً من ذلك.
مرضى السماع:
إذا كنت تشارك الناس مشاكلك بشكل روتيني كوسيلة للتنفيس ، و لكن لا تتخذ أي خطوات تجاه حل معضلاتك. فسيكون الأمر: حتى لو علموا أنك تريد التحدث فقط ، فربما يحاولون إقناعك بفعل شيء بناء، بدلاً من المشاعر باستمرار. و ينطبق هذا الحال فقط على بعض حالات النصائح غير المرغوب فيها ، و بالنظر إلى الداخل ، ستعرف ما إذا كان هذا ينطبق عليك أم لا.
الأنانية و النرجسية:
يحتاج بعض الأشخاص ، خاصة أولئك الذين لديهم ميول نرجسية ، إلى أن يكونوا في دور "المعلم" طوال الوقت تقريباً ، أو ربما يرغبون فقط في الاستماع إلى أنفسهم بأبوية. و غالباً ما تكون نصيحتهم طويلة و ليست دائماً مناسبة لحالتك ، و لكن تكون النصيحة حولهم، أكثر من أي تفسير يرتبط بحالتك.
لا يستطيع الأشخاص النرجسيون -في كثير من الأحيان- تخيُّل لا تكون النصائح التي يقدمونها، هي الإجابة التي تبحث عنها ، حتى لو لم تناسب وضعك.
هذا النوع من النصائح ، على الرغم من أنه غير ضار بشكل عام ، يمكن أن يكون أقل فائدة ، و أحياناً يكون وثيق الصلة بحالتك ، و لكنه غالباً لا يكون كذلك.
دوافع أقل فائدة بكثير
تأسيس للسيطرة و الهيمنة:
يود بعض مقدمي النصائح و المشورة أن يأخذوا دور "الشخص الأكثر دراية" في ديناميكية العلاقة ، و بالتالي سيضعهم إعطاء يضعهم في هذا الدور الشخصي.
إصدار الأحكام:
في بعض الأحيان عندما يرى الناس شيئاً لا يحبونه فيك ، فإنهم يقدمون النصائح غير المرغوب فيها كطريقة لتغييره. و غالباً ما تبدو هذه النصيحة إهانة أكثر من كونها محاولة حقيقية للمساعدة.
الرغبة في الدراما:
صدق أو لا تصدق ، يحب بعض الناس الصراع ، و يحبون سماع أنفسهم يجادلون ، و يشعرون بالقوة الشخصية في إخبار الآخرين كم هم مخطئون. حيث يميل هؤلاء الأشخاص ، بوعي أو بغير وعي ، إلى تقديم الكثير من النصائح كطريقة لطرح مواضيع للمناقشة.
هذا النوع من النصائح له علاقة بمقدم النصيحة أكثر منه بالشخص الذي تُقدَّم له النصائح ، و يمكن أن تشعر أحياناً و كأنها ازدراء خفي أو صفعة على الوجه ، تتركك تشعر بعدم الارتياح ، حتى لو كنت لا تعرف السبب.
و بالنتيجة، فبمجرد التفكير في مصدر النصيحة و تفحُّص أفكارك و مشاعرك لمعرفة ما إذا كنت مفرط الحساسية ، يمكنك معرفة كيفية التعامل مع النصائح غير المرغوب فيها بشكل أفضل.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
أهم النصائح لزيادة الرغبة الجنسية
كيف تتعامل مع النصائح و النظريات المتناقضة