إن الخوف و التوتر ينيران الطريق الذي سيعلمنا أكثر.
ربما تشعر ببعض العجز و هذا مؤشر جيد ، إذ أن الخوف بدوره يخبرنا بما يتعين علينا القيام به.
لذا ، لابد لك من أن تتذكر القاعدة الأساسية: كلما زاد خوفك من العمل ، زاد تأكدك من أنه يتعين عليك القيام بذلك ".
تقول نين آنا Anaïs Nin : " إن الحياة تتقلص أو تتسع بما يتناسب مع شجاعة المرء."
إنني أقضي مئات الساعات في القراءة كل عام.
إذ أنني أعتبر أن القراءة مهمة بالنسبة لي لأنها تعلمني ما هي العادات والعقليات التي ساعدت الآخرين على النجاح.
ومن ثم أعمل على ترسيخ تلك الفلسفات نفسها في حياتي الخاصة.
و على سبيل المثال ، فقد عثرت على نفس فلسفة النجاح في ثلاثة كتب مختلفة:
- قبيلة الناصحين Tribe of Mentors بقلم تيم فيريس Tim Ferriss (وهو كتاب يحتوي على نصائح للحياة) .
- حرب الفن The War of Art لستيفن بريسفيلد Steven Pressfield (وهو كتاب عن الإبداع) .
- خمس نجوم Five Stars لـ كارمين غالو Carmine Gallo (وهو كتاب يتحدث عن التواصل) .
و تشتمل الكتب الثلاثة جميعها على قصص من أشخاص يعزون نجاحهم إلى الشيء ذاته و هو : الهرولة نحو مخاوفهم.
و يحتوي كتاب قبيلة الناصحين Tribe of Mentors على قسم عن عالم نفس الأداء جيم لوهر Jim Loehr .
و تتمثل مهمة لوهر Loehr في تطوير ذروة الأداء لدى عملائه.
حيث قام بمساعدة المئات من المديرين التنفيذيين والحائزين على الميداليات الذهبية الأولمبية والرياضيين العالميين في التغلب على الحواجز العقلية لتحقيق النجاح في مجالات تخصصهم.
أي و بعبارة أخرى ، يعرف لوهر السمات التي تميز الأفضل عن البقية.
الخوف هو المفتاح المهم
يبدو أن استخدام الخوف كبوصلة هو أحد رموز الغش التي لم تحظى بالتقدير و الامتنان، لتحقيق النجاح
يقول لوير إن أحد مفاتيح الأداء العالي في أي مجال هو الجري نحو الأشياء التي تجعلك خائفاً أو غير مرتاح.
و يضيف جيم لوهر :
" إن الحماية من التوتر لا تؤدي إلا إلى تآكل قدرتي [في التعامل معه].فالتعرض للتوتر هو الحافز لجميع عمليات النمو ، ويحدث النمو فعلياً أثناء فترات التعافي.
و لقد تعلمت أن تجنب التوتر لن يوفر أبداً القدرة التي تتطلبها الحياة مني ...أي أنه و بالمعنى الحقيقي ، لكي أنمو في الحياة ،
يجب أن أكون باحثاً عن التوتر ". حيث أن التوتر يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة مما يدفع إلى التغيير و يحفز النمو ، الأمر الذي يؤدي إلى النجاح.
و يقول لوهر: "إن التعرض للتوتر هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها توسيع قدرتنا على الحياة.
فنحن نشعر بالملل دون الشعور المستمر بالتحدي وإيجاد فرص جديدة. لقد ولدنا لننمو ، والتوتر هو بالتأكيد المكون الرئيسي الذي يحفز هذا النمو ".
إنني أعتقد أن هذا الأمر يبدو صحيحاً في حياتي الخاصة.
فمن أكثر الأشياء رعباً وإرهاقاً التي فعلتها على الإطلاق مقابلة لوظيفة مدير في شركتي الأخيرة.
حيث أنني كنت الشخص صاحب أقصر مدة من بين المتقدمين العشرة لهذا المنصب .
و بعد أن أنهت الشركة المقابلات ، اتصل بي الرئيس التنفيذي ومدير العمليات في غرفة وعرضوا علي الوظيفة.
لقد غمرت الصدمة والإثارة والتوتر عقلي في ثوانٍ. و كنت غارقاً في الخوف ، لكنني أخبرتهم أنني سأقبل بكل سرور.
و قد كان العام التالي بالتأكيد أكثر الأعوام توتراً في حياتي.
حيث أنني عانيت من متلازمة المحتال impostor syndrome (و هي عدم القدرة المستمرة على الاعتقاد بأن نجاح المرء مستحق أو تم تحقيقه بشكل شرعي نتيجة لجهود الفرد أو مهاراته) ،
وتعاملت مع العملاء الغاضبين أكثر مما يمكنني الاعتماد عليه ، وارتكبت الكثير من الأخطاء. و لكنه كان أيضاً أفضل عام احترافي في حياتي.
حيث تعلمت أكثر مما كنت أعتقد أنه ممكن ، وسافرت إلى بلدان جديدة لمقابلة العملاء ، وقدت فريقنا إلى بعض من أعلى درجات الخدمة في تاريخ الشركة.
ينير الخوف والتوتر الطريق الذي سيعلمنا أكثر.
هل أنت تشعر بأنك مشلول بسبب الخوف؟ إذاً : هذه علامة جيدة. إذ يقول المؤلف ستيفن بريسفيلد Steven Pressfield : "إن الخوف أمر جيد . فالخوف مثل الشك الذاتي ، هو مؤشر.
و يخبرنا الخوف ما يتعين علينا القيام به. لذا ، تذكر قاعدتنا الأساسية: كلما زاد خوفنا من العمل أو الاتصال ، زاد تأكدنا من أنه يتعين علينا القيام بذلك ".
لقد كتب بريسفيلد كتاباً كاملاً حول كيف يمكن للمؤلفين والموسيقيين والفنانين التغلب على الخوف من أجل خلق الأشياء التي خلقوا ليصنعوها .حيث أطلق على العدو لقب "المقاومة Resistance".
يقول ستيفن بريسفيلد :"ستشير المقاومة بلا كلل إلى الشمال الحقيقي - وهذا يعني أن الدعوة أو الفعل الذي تريده بشدة يمنعنا من القيام به.
و لكن يمكننا استخدام هذا. و يمكننا استخدامه كبوصلة. و يمكننا التنقل بواسطة المقاومة ، والسماح لها بإرشادنا إلى تلك الدعوة أو الفعل الذي يجب أن نتبعه قبل كل الآخرين ".
و لكن ما هو مدهش بالنسبة لي هو عالمية هذا المفهوم.
حيث أنني كنت قد سمعت هذه النصيحة نفسها من رجال الأعمال و منتجي التلفزيون و الكوميديين وعلماء النفس والكتاب.
و يبدو أن استخدام الخوف كبوصلة هو أحد رموز الغش التي لم تحظى بالتقدير و الامتنان (وغير المريح) لتحقيق النجاح.
أما بالنسبة لمعظمنا ، فإن رد فعل حدسنا هو أن ندير الاتجاه المعاكس للأشياء التي تخيفنا ، و لكن الأشياء المذهلة يمكن أن تحدث عندما نفعل العكس.
كما يقول المتحدث التحفيزي جاك كانفيلد Jack Canfield : "كل ما تريده هو على الجانب الآخر من الخوف."
لذا إسأل نفسك عزيزي القارئ :
- ما هو الخوف الذي يقول لك أن تتجنبه الآن؟
- هل أردت دائماً كتابة رواية ، لكنك خائف من البدء؟
- هل رفضت التحدث علناً لأنك تعتقد أنك ستصاب برهاب المسرح؟
- هل رفضت عدة عروض ترويجية في العمل لأنك لا تريد أن تدخل دائرة الضوء؟
- و هل يمكنك استخدام هذا الخوف لإرشادك؟
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الناس الناجحون : العادات الستة لـ الناس، الكرماء و الناجحين
كن استباقياً : العادات الاستباقية للأشخاص الناجحين