كما هو الحال مع الفحص الجسدي السنوي، ربما حان الوقت لتفحص علاقتك العاطفية بشريكك.
في حين أن المعالجين المختلفين سيتعاملون مع مشاكل الزوجين بطريقتهم الخاصة بناءً على نهجهم الإكلينيكي وشخصياتهم المختلفة، إلا أن هناك بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن أن تكون مفيدة دائماً في تقييم حالة العلاقة.
و ربما يساعدك التفكير في هذه الأسئلة على التعمق في علاقتك و تقييمها:
1. الحالة العامة:
في يوم عادي، كيف تكون حالتك العاطفية في العلاقة - هل تكون سعيداً أم مكتئباً أم بخير أم هل تكون قلقاً؟
وإذا تكرر هذا اليوم العادي مراراً وتكراراً، فهل ستعتبر هذه حياة أو علاقة "جيدة بشكل كافي "؟
مما لا شك فيه أنه لا يمكنك أن تتوقع فرحةً عارمة في كل يومٍ من حياتك - لأن أجزاء أخرى من حياتك تسيطر عليك، و لأن شريكك، مثل أي شخص آخر، تتغير حالته المزاجية من وقت لآخر.
و لكن مهلًا : هل بإمكانك أن تعتبر متوسط أيامك مثالًا لليوم الجيد؟
2. الأمان:
هل تشعر بالأمان عند الإفصاح عمّا بداخلك؟
ربما كان ينبغي أن يكون هذا هو السؤال رقم 1 لأنه، من نواح كثيرة، هو العنصر الأكثر أهمية في أي علاقة.
فمن المؤكد أن تراكمات الطفولة القديمة ستسيطر عليك وكأنك تبلغ من العمر 6 سنوات، و لكن بشكل عام هل تشعر بالأمان الكافي الذي يجعلك صادقاً عند الضرورة أم أنك تكون شديد الحذر في حديثك أغلب الوقت؟
و هل تحبس مشاعرك داخلك وتلوم نفسك على حدوث المشاكل عوضاً عن رؤيتها ناشئة عن ردود فعل كلٍ منكما؟
3. الجدال:
- هل تستطيع كبح جماح شريكك لئلا يتسبب في أي ضرر نفسي أو جسدي؟
- و هل يمكنك أن تعرف متى يبدأ شريكك في التنافس بقوة حول من يكون صاحب الكلمة الأخيرة، و من يكون على حق؟
- و متى تصبح المناقشة جامدة وخالية من أي معنى؟
و اعتماداً على ما نواجهه بشكل يومي ، فإنني أعتقد بأنه لا بأس بقليلٍ من الجدالات بين الفينة و الأخرى- و ذلك حينما يتعلق الأمر بالضغط و حل المشكلات و ضبط العلاقة.
إلا أن القضية الأكبر تتعلق بالتنظيم العاطفي – أي القدرة على التحكم في عواطفك القوية، و القدرة على إدراك أن الجدال أصبح عديم المعنى و أن كلاكما تركزان فقط على الفوز.
و قد تكون هناك بعض الاختلافات – على سبيل المثال: قد يستغرق أحدكما وقتاً أطول ليهدأ - هل يحدث ذلك؟ فإذا لم يكن الأمر كذلك، و إذا كان الجدال ينفجر بينكما دائماً ، و إذا كان الأمر يتعلق بمن سيفوز في أغلب الوقت، فأنت في مأزق كبير.
4. حل المشكلات:
هل يمكنك إعطاء الأمر فرصةً أخرى و هل يمكنك حل المشكلة؟
إذاً، فإعطاء الأمر فرصةً ثانية لا يعني مجرد الاشتباك في جدال، ثم إخماد نيرانه، و القيام بالعلاج الصامت لساعاتٍ أو أيام، ثم العودة إلى الوضع "الطبيعي" و التظاهر و كأن شيئاً لم يكن. و هذا ما يُعرف بالأحرى بإخفاء الفضلات تحت البساط و ليس معالجة المشكلة.
كما أن الأمر لا يتوقف عند مجرد اختلاق كلمات مثل: أنا آسف، أنا آسف، يتبعها عناق كبير – و إنما هو تجنب للموضوع لأنك لا تريد بدء معركة أخرى.
و لكن ، و بدلاً من ذلك، هل يمكنكما التراجع حقاً وإجراء محادثة مثمرة – حيث يمكنكما التحدث عن المشكلة و من ثمَّ التوصل إلى خطة قابلة للتنفيذ - بحيث لا تتم إضافتها إلى كومة المشكلات الأخرى التي لم يتم حلها؟
5. التسوية:
هل يمكنكما الوصول إلى تسوية مربحة للطرفين؟
أن يتصنع أحدكما الصُلح و يكون عليه دائماً الخضوع - "حسناً، أنا آسف، سأفعل ما هو أفضل. بالتأكيد، لنفعل الأمر على طريقتك". فهذا لا يعتبر حلاً للمشكلات، و إنما هو بالأحرى تنازل- و استسلام لتجنب الصراع، لأنك تشعر أنك لا تستطيع الفوز، و لأنك خائف.
لذا ، و عوضاً عن ذلك، هل تستطيعان أن تصلا إلى تسوية، يشعر بعدها كل منكما أنه قد تم سماعه، و حصل على شيء مهم بالنسبة له بدلاً من مجرد الاستسلام؟
6. الجيد مقابل السيئ:
هل هناك أوقات جيدة كافية تفوق الأوقات السيئة في علاقتكما ؟
لقد كان السؤال الأول يدور حول المناخ العاطفي. بينما يدور هذا السؤال حول التجارب. نعم، تمر العلاقات بفترات ازدهار واندثار،
و لكن بشكلٍ عام، هل تشعر أن هناك ما يكفي من الخبرات الجيدة ليس فقط لتحصل عليها وإنما أيضاً لجعل يومك العادي يوماً جيداً بما فيه الكفاية؟
إن الحيلة فيما يتعلق بهذه الأسئلة تكمن في التركيز عليك و على علاقتك فقط. أما ما يسهل فعله بدلاً من ذلك فهو اختلاق التبرير والتعويض:
نعم، الأوقات الجيدة تمحي السيئة طالما أن أطفالي سعداء (وهذا ما يهم)، أو لأنني تعلمت إبقاء فمي مغلقاً وعدم إثارة سخط شريكتي، أو لأن هذه العلاقة أفضل كثيراً من علاقتي السابقة. و هكذا ، لا يعدو هذا كونه مجرد تبرير، تسوية، لتهدئة الألم، لتعيش كل يومٍ بيومه. كما يدفع بمشاعرك الحقيقية تحت البساط.
و لكن عزيزي القارئ : لا تفعل ذلك.
7. العمل الجماعي:
هل تشعر أنكما تعملان معاً بشكل جيد كفريق واحد، و أنكما تدعمان بعضكما البعض، و تهتمان بسعادة بعضكما البعض؟
لا شك أنه إذا كانت العلاقة غير متوازنة، و إذا كان كل منكما يعيش لنفسه، فكل ما يمكن الحصول عليه من هذه العلاقة هو الاستياء والوحدة.
8. السؤال الكبير:
بالنسبة لك وحدك، هل تشعر أنك تستطيع أن تكون على طبيعتك، وبأنك محبوب ومدعوم، و أن أي مشكلاتٍ يمكن حلها، و أن الحياة أكبر من مجرد التأقلم و الخضوع، و أن علاقتكما تتمتع بمميزات لا يمكنك الحصول عليها في أي مكان آخر ولا تريد أن تخسرها؟
9. الاحتفاظ أو التغيير:
بشكل عام، هل ترغب في الحفاظ على هذه العلاقة و الحياة التي تتشكل معها ... أم لا؟
ما هو أكثر شيء تريد تغييره؟
يمكنك الانتباه أثناء إجابتك على هذه الأسئلة إلى أن أهمية رعاية العلاقة بينكما، يكون في التسامح و التجاوز و عدم الغوص في التفاصيل المزعجة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
علاقتك مع نفسك تحدد نغمة كل علاقاتك
هل علاقتك بـ شريكك صحيّة ؟ اختبار نفسي من خمس خطوات
حسِّن علاقتك بـ شريكك بالاعتماد على مهارات البيع الجيدة