هل يمكن للدواء أن يحاكي تأثيرات إطالة العمر لتقييد السعرات الحرارية ؟

السعرات الحرارية
هل يمكن للدواء أن يحاكي تأثيرات إطالة العمر لتقييد السعرات الحرارية ؟

توفر دراسة جديدة لمطوري الأدوية أدلة حول كيفية إطالة العمر بشكل صحي دون تقييد السعرات الحرارية بشدة.

لقد عرف العلماء لبعض الوقت أن تقييد تناول السعرات الحرارية في حيوانات المختبر يمكن أن يطيل من عمرها و يقلل من خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة ، مثل السرطان و أمراض القلب و السكري و مرض ألزهايمر.

و تشير بعض الدراسات إلى أن تقييد السعرات الحرارية قد يكون له فوائد صحية للبشر أيضاً. و مع ذلك ،

فإن تحقيق نظام غذائي محدود السعرات الحرارية و الحفاظ عليه يمثل تحدياً للغالبية العظمى من الناس.

لذلك ، كان تحديد دواء يمكنه محاكاة التأثيرات الأيضية لتقييد السعرات الحرارية هدفاً مهماً للبحث في تمديد الحياة.

إن أحد الآثار المدهشة لتقييد السعرات الحرارية هو أنه يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية. ومع ذلك ، لم يكن واضحًا ما هي مساهمة هذا في الفوائد الصحية للنظام الغذائي.


يقول البروفيسور برونو كونتي Bruno Conti، من معهد سكريبس للأبحاث في لا جولا ، كاليفورنيا: "ليس من السهل تمييز ما الذي يقود التغييرات المفيدة لتقييد السعرات الحرارية ". 

و يتساءل قائلاً: "هل انخفاض السعرات الحرارية من تلقاء نفسه أم التغير في درجة حرارة الجسم هو ما يحدث عادة عندما يستهلك المرء سعرات حرارية أقل؟ أم أنه مزيج من الاثنين؟ "

في حين أن بعض الأبحاث تشير إلى أن انخفاض درجة الحرارة الأساسية يساهم في الآثار المفيدة للنظام الغذائي و ليس مجرد آثار جانبية.

فالفئران المُهندَسَة بحيث يكون لديها انخفاض في درجة حرارة الجسم الأساسية تعيش عمراً أطول من الفئران العادية ،

على سبيل المثال ، بغض النظر عما إذا كان تناول السعرات الحرارية مقيداً أم لا.

و قد وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل طبيعي يميلون إلى العيش لفترة أطول مقارنةً بأولئك الذين تكون درجة حرارتهم الأساسية أقرب إلى المعدل الطبيعي للبشر.


الحياد الحراري

لتحديد المواد الكيميائية التي قد تساهم في هذه الفوائد الصحية ، قارن البروفيسور كونتي و زملاؤه، المُستقلَبات - منتجات الاستقلاب الغذائي - للفئران التي تعيش في درجة حرارة 22 درجة مئوية مع أولئك الذين يعيشون في ظروف 30 درجة مئوية.

و قام الباحثون بإطعام كل الفئران بنظام غذائي محدود السعرات الحرارية.

و عند 30 درجة مئوية ، تصل أجسام كل من الفئران و البشر إلى "الحياد الحراري" thermoneutrality.

و في هذه المرحلة ، تعمل درجة حرارتها الداخلية على موازنة درجة الحرارة المحيطة ، مما يجعل من الصعب خفض درجة حرارة الجسم.

يعتقد العلماء أن الظروف المحايدة تقلل من بعض الفوائد الصحية لتقييد السعرات الحرارية.


لذلك ، استنتج البروفيسور كونتي و فريقه أن مقارنة الفئران المقيدة السعرات الحرارية الموجودة في درجات حرارة مختلفة من شأنها أن تكشف عن المستقلبات المسؤولة ليس فقط عن خفض درجة حرارة الجسم و لكن أيضاً عن إطالة العمر.

و على وجه التحديد ، قاموا بتحليل مستويات المستقلبات في دم الحيوانات و في منطقة الهيبوثلاموس (ما تحت المهاد) hypothalamus ،

وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن تنظيم سلوك التغذية ودرجة حرارة الجسم.

و بالمقارنة مع الفئران المسموح لها بتناول الطعام بالقدر الذي تريده ، أدى تقييد السعرات الحرارية إلى حث منطقة ما تحت المهاد على إنتاج كميات أكبر من مجموعة من المستقلبات عندما كانت درجة الحرارة المحيطة 22 درجة مئوية – و لكن ليس عندما كانت 30 درجة مئوية.


الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence

ثم استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحديد أي من هذه المستقلبات من المحتمل أن تكون ذات صلة بيولوجياً.

فاثنان من المستقلبات البارزة هما أكسيد النيتريك ، و هو جزيء يشير إلى توسيع الأوعية الدموية ، و مادة أفيونية تسمى ليسين إنكيفالين.

و في تجارب أخرى على الفئران ذات السعرات الحرارية المقيدة ، أظهروا أن كلتا المادتين الكيميائيتين تلعبان دوراً في التحكم في درجة الحرارة.

و يمكن لهذه المستقلبات ، و غيرها من المستقلبات التي حددها الباحثون ، أن توفر مؤشرات لتطوير الأدوية التي توفر للناس فوائد إطالة العمر من تقييد السعرات الحرارية دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي شاق.

و للعلم تظهر نتائج الدراسة في مجلة Science Signaling.


و أخيراً..

لاحظ المؤلفون أن تجاربهم تضمنت تقليل مدخول السعرات الحرارية للفئران إلى 50٪ من مدخولهم المعتاد خلال فترة 8 أيام.

و هذا القيد أكثر تطرفاً من تقييد السعرات الحرارية المعتاد الذي يستخدمه العلماء في تجارب العمر (60٪ من المدخول المعتاد أو أكثر).

و كتبوا أن المزيد من البحث سيكون ضرورياً لتأكيد أن الأنظمة الغذائية المعتدلة و الأطول أمداً لها تأثيرات مماثلة على عملية الاستقلاب (الأيض) الغذائي.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

من الممكن إنتاج الخلايا العصبية جديدة مع التقدم في العمر

فهم الذكاء الاصطناعي AI : الأنواع الثلاثة للذكاء الاصطناعي

حقائق غذائية عن الجمبري ( الروبيان ) : السعرات الحرارية والمزايا الصحية


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن