من المعروف أن الخوف Fear جزء طبيعي وصحي من الحياة.
و هو في الواقع ، يلعب دوراً مهماً في منعنا من التعرض للمواقف الضارة والمؤذية ومساعدتنا على تحديد الوقت الذي يتوجب علينا أن نخرج فيه من المواقف التي ليست بالضرورة الأفضل بالنسبة لنا .
و يمكن إدارة الخوف في ظل الظروف العادية ، من خلال العقل reason والمنطق logic. فهو لا يسيطر على حياتنا أو يجعلنا نصبح غير عقلانيين.
ومع ذلك ، فإن الرهاب phobia يحول الاستجابة الطبيعية للخوف إلى شيء دائم ويصعب أو يستحيل السيطرة عليه .
الاستجابة الطبيعية للخوف :
من السهل أن تخاف من أي شيء تقريباً.
إذ يعتمد الخوف بشكل عام ، وإن لم يكن دائماً ، على تجربة سلبية مع الشيء أو الظرف المعني. و على سبيل المثال ، إذا هاجمك كلب عندما كنت طفلاً ، فلربما مازالت تخاف من الكلاب حتى هذا اليوم.
و في بعض الأحيان يتم تعلم الخوف من شخص آخر ، مثل طفل يخاف من العناكب بسبب ردود فعل والدته .
و مهما كان الموضوع الذي يتمحور حوله الخوف ، فقد تشعر بالضيق أو عدم الارتياح عندما تواجه ذلك الشيء.
فعلى سبيل المثال ، إذا كنت تخشى الطيران ، ، فقد تصاب بالتوتر لدى ركوبك الطائرة.
و ربما تقوم بعلاج نفسك و تهدئتها من خلال تناول مشروب ما قبل إقلاع الطائرة ، لكنك قادر على إدارة الأعراض الخاصة بك والاستمرار في حياتك.
و قد تفضل السفر بالسيارة أو القطار ولكنك ستسافر بالطائرة عندما يكون ذلك ضرورياً أو عملياً.
استجابة تتصف بالرهاب :
إذا كنت ممن شخصوا بالإصابة بالرهاب من شيء أو موقف معين ، فستكون استجابتك أكثر تطرفاً .
إذ و من خلال استخدام المثال السابق عن الخوف من الطيران ، و ذلك فيما لو كنت قادراً على ركوب الطائرة تقريباً ، فستتعرق أو ترتعد وترتجف أوتبكي أو ستتعرض لاستجابات فيزيولوجية خطيرة أخرى.
و من المحتمل أن تكون بائساً خلال الرحلة بأكملها ، حيث أن كل اضطراب صغير أو مطب تتعرض له الطائرة سيجدد ذعرك.
أما إذا كان رهابك أكثر شدة أو حدة ، فلن تتمكن ببساطة من ركوب الطائرة على الإطلاق.
و قد يصل بك الحال لأبعد من ذلك لتجنب الطيران - لدرجة إلغاء الإجازات أو رحلات العمل إذا لم يكن هناك وسيلة نقل بديلة.
و قد لا تتمكن حتى من زيارة المطارلاستقبال أو اصطحاب صديق ما .و قد تشعر بالقلق حتى عندما تحلق الطائرات في سماء المنطقة.
فكر في مصدر الخوف او الرهاب :
إلى جانب شدة خوفك ، فمن المهم أن تفكر في مصدره.
فإذا كان لديك خوف بسيط ، فلن تقضي الكثير من الوقت في التفكير في هذا الخوف. حيث سيؤثر عليك فقط عندما تضطر لمواجهته ، مثل الصعود الفعلي للطائرة.
أما إذا كنت تعاني من الرهاب ، فمن المحتمل أن تصاب بالخوف من الخوف نفسه .
و قد تبدأ بالقلق من حدوث شيء ما يثير خوفك.
و قد تبدأ في تغيير روتينك اليومي في محاولة لتجنب أي محفزات محتملة .
و إذا كنت تعلم أن لديك مواجهة قادمة مع موضوع (مصدر)خوفك ، فمن المحتمل أن تمعن و تفرط في التفكير به ،و ربما بشكل مهووس.
و قد تواجه صعوبة في النوم أو التركيز على مهام مهمة ، خاصة مع اقتراب يوم المواجهة .
الحصول على مساعدة :
يعتبر الرهاب حالة فردي للغاية من حيث الأعراض والشدة ولا يمكن تشخيصه ذاتياً.و ما ورد أعلاه هو بعض الإرشادات لمساعدتك على تحديد ما إذا كنت تريد طلب المساعدة ، ولكن من المهم أن تدرك أن أعراضك قد تختلف عن تلك المذكورة هنا.
و إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من الرهاب ، فمن المهم جداً أن ترى أخصائي الصحة العقلية على الفور.
إذ أنه سيقدم تشخيصاً دقيقاً وسيطور خطة علاج مناسبة لك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :