بعض العادات الصحية التي ستساعد على تعزيز صحة الدماغ، و التي ستُبقي عقلك نشطاً و مرحاً.
يحتاج الدماغ، مثل أي آلة جيدة، إلى العناية و الاهتمام و المحافظة عليه، ليبقى في صحة جيدة و يعمل بشكل أفضل.
و من المعلوم أن للخيارات و السلوكيات الحياتية تأثير كبير على صحة دماغك.
و مع التقدم في العمر، يفقد بعض الناس الثقة في قدراتهم العقلية، غير أن هناك بعض الأشياء التي يمكنك المداومة عليها بنشاط لتحسين ذاكرتك و تركيزك و قدرتك على التفكير.
و سواءً أكنت في الثلاثينات أو الأربعينيات أو الخمسينات أو حتى الستينيات من عمرك، فبوسعك إبطاء عملية التدهور المعرفي cognitive decline، و تعزيز قدراتك العقلية.
و سنسرد لك عزيزي القارئ في هذا المقال بعض الطرق الواعدة للحفاظ على صحة دماغك و ذكائك مع تقدمك في العمر.
صحة أذنيك أهم مما تتخيل
هناك ادلة علمية واضحة تربط بين فقدان السمع و انخفاض القدرة المعرفية.
يمكن أن تنخفض قدراتك الإدراكية (المعرفية) إذا بدأت تفقد حاسة السمع.
إذ أن بوسع فقدان السمع أن يؤدي إلى فقدان المادة الرمادية الموجودة في الدماغ، و ذلك بحسب إحدى الدراسات.
حيث قد لاحظ الباحثون : "انخفاض حجم الدماغ بأكمله لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف السمع، و كذلك الأحجام المحلية (الجغرافية) في الفص الصدغي الأيمن، مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بحاسة سمع طبيعية ".
و يقول الباحثان آرثر وينغفيلد Arthur Wingfield و جوناثان إي بيل Jonathan E Peelle : "هناك أدلة كثيرة تربط بين فقدان السمع والتغيرات في القدرة المعرفية، خاصةً عندما يواجه المستمعون مهمة فهم الكلام الذي يمثل تحدياً صوتياً أو لغوياً ".
و قد يسبب الضغط الزائد على أذنيك، مزيداً من الضرر في المستقبل. و لذا مهما كان عمرك، فمن الضروري أن تعتني بأذنيك بشكلٍ أكبر - كما يتوجب عليك ألا تعرضها للكثير من الضوضاء أو المحفزات المؤذية.
و كتبت كاثرين دي لانغ Catherine De Lange في مجلة العالِم الجديد New Scientist الآتي:
" إن هناك أكثر من 1.1 مليار مراهق و شاب في جميع أنحاء العالم معرضون لخطر فقدان السمع نتيجة التعرض لمستويات غير آمنة من الضجيج الترفيهي. و ذلك تبعاً لتقرير أوردته منظمة الصحة العالمية ".
و عندما يبدو لك العالم من حولك مشتِّتاً للانتباه، فإنك سرعان ما تلجأ إلى سماعات الأذن و من ثم تختار موسيقاك المفضلة و تنعزل برفقة نفسك لتركز بشكل أفضل. و
إذا كنت تقوم دائماً بتشغيل الموسيقى بصوت عالٍ جداً، فاعلم أنك إنما تتسبب في الإضرار بسمعك و عقلك ببطء.
لذا فإن عليك أن تقلل أو تتجنب التعرض للضوضاء الصاخبة قدر الإمكان. فكلما كان الصوت أعلى، و كلما استمعت إليه لفترة أطول، زاد احتمال تلف حاسة السمع لديك. و بالتالي ننصحك بأن تحرص دائماً على أخذ فترات راحة منتظمة على مدار اليوم لمنح أذنيك الراحة اللازمة.
خصص وقتاً لبناء علاقات اجتماعية مفيدة :
كلنا يدرك أن البشر كائنات اجتماعية – و لذا فإن تخصيص الوقت للتفاعل الهادف مع الأصدقاء و العائلة و زملاء العمل يكسبنا على الدوام تجارب جديدة.
و بحسب ما نُشر في موقع الأخبار الطبية اليوم "Medical News Today" فقد :"أظهرت الأبحاث أن التفاعل مع الآخرين يعمل في الواقع كتمرينِ لعقولنا.
إذ بوسع التحفيز الاجتماعي و الاتصال الاجتماعي أن يساعدا في تحسين تكوين الذاكرة، و استدعاء الذكريات، و حماية الدماغ من الأمراض التنكسية العصبية.
من الملفت للنظر أن التفاعل الاجتماعي لا يعمل على تحسين حالتنا المزاجية و تقليل التوتر فحسب، و إنما يغذي أدمغتنا كذلك.
حيث يمكن للتواصل الاجتماعي أن يشجع السلوكيات الصحية مثل المشي و الألعاب و تعلم الرياضات البدنية الجديدة - و التي تعد رائعة لدماغك.
كما يتيح لنا التواصل الاجتماعي فرصة النظر خارج أنفسنا، و اكتساب رؤى جديدة حول بيئتنا المباشرة أو العالم من حولنا.
و يمكن للأنشطة الاجتماعية أيضاً أن تجعلك أكثر سعادة، و تساعدك في تحسين نظرتك إلى الحياة - و لا يتعلق الأمر فقط بالمرح - بل يتعلق بالحفاظ على صحة دماغك في المقام الأول.
أطلق العنان للطفل الذي بداخلك و ابدأ الاستمتاع بالألعاب الصعبة :
لطالما وُصفت الألعاب بأنها "مضيعة للوقت" في أحسن الأحوال ، و "بأنها رديئة " في أسوأ الأحوال. غير أن الألعاب و عند ممارستها باعتدال، لا تكون ممتعة فحسب، و لكنها تقدم مزايا مختلفة تستطيع تعزيز قدراتك العقلية بشكل كبير.
فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن لعبة الكلمات المتقاطعة "تأخر انخفاض قدرات الذاكرة بمقدار 2.54 عام".
و من المعلوم أن هناك العديد من الألعاب تتطلب معرفة المعلومات وتحليلها ومن ثمَّ اتخاذ القرارات. ومن نواح عدّة، تعد هذه مهارات معرفية هامة.
و في حين أننا قد لا ندرك ذلك، فإن الألعاب طريقة رائعة لتحدي الذات وتطوير مهارات التفكير النقدي لديك، خاصة إذا واصلت الانتقال إلى تحديات جديدة.
و يقول نيل تاباريا Neal Taparia ، مؤسس Solitaired، و هي مبادرة جديدة تربط الألعاب الكلاسيكية بتدريب الدماغ :
"في الواقع، تسمح الألعاب للناس بتمرين عقولهم، و تطوير المهارات الاجتماعية، و في بعض الحالات، بناء التنسيق بين اليدين و العينين إلى جانب اللياقة البدنية".
و يقول أحد الأطباء (يبلغ من العمر 89 عاماً) من ويست بلومفيلد West Bloomfield بولاية ميشيغان Michigan ، مُرحِّباً بالفوائد العقلية للعبة: "إن التحدي الفكري، وشعور الرضا الناتج عن حل المشاكل والصعوبات، هو ما يجعل اللعب أمراً جذاباً للغاية".
و يمكن لألعاب مثل ألعاب السكرابل و الشطرنج وحتى الألعاب الإستراتيجية أيضاً أن تخفف التوتر وتعزز صحتك وشعورك بالإنجاز.
كذلك بوسع المخزون المعرفي في دماغك أن يستفيد من التجديد والتحديات المستمرة و التواصل الاجتماعي و الألعاب الصعبة. لذلك ، و إذا أردت أن تصل بوظائف دماغك لذروتها، اختر أي نشاط يناسبك واستمر في ممارسته - لا تتوقف. فبإمكان التحديات الجديدة دوماً أن تفعل المعجزات بعقلك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الذاكرة : كيف تحسن ذاكرتك؟ إليك 8 تقنيات .. جربها
صحة الدماغ وعلاقته المحتملة بنقص فيتامين D
كيف تعمل الذاكرة ؟ النقاش حول الذكريات المكبوتة و المسترجعة