الدماغ
صحة الدماغ : 3 عادات تساعدك على تعزيز الذاكرة و القدرة العقلية

بعض العادات الصحية التي ستساعد على تعزيز صحة الدماغ، و التي ستُبقي عقلك نشطاً و مرحاً.

يحتاج الدماغ، مثل أي آلة جيدة، إلى العناية و الاهتمام و المحافظة عليه، ليبقى في صحة جيدة و يعمل بشكل أفضل.

و من المعلوم أن للخيارات و السلوكيات الحياتية تأثير كبير على صحة دماغك.

و مع التقدم ​​في العمر، يفقد بعض الناس الثقة في قدراتهم العقلية، غير أن هناك بعض الأشياء التي يمكنك المداومة عليها بنشاط لتحسين ذاكرتك و تركيزك و قدرتك على التفكير.

و سواءً أكنت في الثلاثينات أو الأربعينيات أو الخمسينات أو حتى الستينيات من عمرك، فبوسعك إبطاء عملية التدهور المعرفي cognitive decline، و تعزيز قدراتك العقلية.

و سنسرد لك عزيزي القارئ  في هذا المقال بعض الطرق الواعدة للحفاظ على صحة دماغك و ذكائك مع تقدمك في العمر.


صحة أذنيك أهم مما تتخيل

هناك ادلة علمية واضحة تربط بين فقدان السمع و انخفاض القدرة المعرفية.

يمكن أن تنخفض قدراتك الإدراكية (المعرفية) إذا بدأت تفقد حاسة السمع.

إذ أن بوسع فقدان السمع أن يؤدي إلى فقدان المادة الرمادية الموجودة في الدماغ، و ذلك بحسب إحدى الدراسات.

حيث قد لاحظ الباحثون : "انخفاض حجم الدماغ بأكمله لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف السمع، و كذلك الأحجام المحلية (الجغرافية) في الفص الصدغي الأيمن، مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بحاسة سمع طبيعية ".

و يقول الباحثان آرثر وينغفيلد Arthur Wingfield و جوناثان إي بيل Jonathan E Peelle : "هناك أدلة كثيرة تربط بين فقدان السمع والتغيرات في القدرة المعرفية، خاصةً عندما يواجه المستمعون مهمة فهم الكلام الذي يمثل تحدياً صوتياً أو لغوياً ".

و قد يسبب الضغط الزائد على أذنيك، مزيداً من الضرر في المستقبل. و لذا مهما كان عمرك، فمن الضروري أن تعتني بأذنيك بشكلٍ أكبر - كما يتوجب عليك ألا تعرضها للكثير من الضوضاء أو المحفزات المؤذية.

و كتبت كاثرين دي لانغ Catherine De Lange في مجلة العالِم الجديد New Scientist الآتي:

" إن هناك أكثر من 1.1 مليار مراهق و شاب في جميع أنحاء العالم معرضون لخطر فقدان السمع نتيجة التعرض لمستويات غير آمنة من الضجيج الترفيهي. و ذلك تبعاً لتقرير أوردته منظمة الصحة العالمية ".

و عندما يبدو لك العالم من حولك مشتِّتاً للانتباه، فإنك سرعان ما تلجأ إلى سماعات الأذن و من ثم تختار موسيقاك المفضلة و تنعزل برفقة نفسك لتركز بشكل أفضل. و

إذا كنت تقوم دائماً بتشغيل الموسيقى بصوت عالٍ جداً، فاعلم أنك إنما تتسبب في الإضرار بسمعك و عقلك ببطء.

لذا فإن عليك أن تقلل أو تتجنب التعرض للضوضاء الصاخبة قدر الإمكان. فكلما كان الصوت أعلى، و كلما استمعت إليه لفترة أطول، زاد احتمال تلف حاسة السمع لديك. و بالتالي ننصحك بأن تحرص دائماً على أخذ فترات راحة منتظمة على مدار اليوم لمنح أذنيك الراحة اللازمة.


خصص وقتاً لبناء علاقات اجتماعية مفيدة :

كلنا يدرك  أن البشر كائنات اجتماعية – و لذا فإن تخصيص الوقت للتفاعل الهادف مع الأصدقاء و العائلة و زملاء العمل يكسبنا على الدوام تجارب جديدة.


و بحسب ما نُشر في موقع الأخبار الطبية اليوم "Medical News Today" فقد  :"أظهرت الأبحاث أن التفاعل مع الآخرين يعمل في الواقع كتمرينِ لعقولنا.

إذ بوسع التحفيز الاجتماعي و الاتصال الاجتماعي أن يساعدا في تحسين تكوين  الذاكرة، و استدعاء الذكريات، و حماية الدماغ من الأمراض التنكسية العصبية.

من الملفت للنظر أن التفاعل الاجتماعي لا يعمل على تحسين حالتنا المزاجية و تقليل التوتر فحسب، و إنما يغذي أدمغتنا كذلك.

حيث يمكن للتواصل الاجتماعي أن يشجع السلوكيات الصحية مثل المشي و الألعاب و تعلم الرياضات البدنية الجديدة - و التي تعد رائعة لدماغك.

كما يتيح لنا التواصل الاجتماعي فرصة النظر خارج أنفسنا، و اكتساب رؤى جديدة حول بيئتنا المباشرة أو العالم من حولنا.

و يمكن للأنشطة الاجتماعية أيضاً أن تجعلك أكثر سعادة، و تساعدك في تحسين نظرتك إلى الحياة - و لا يتعلق الأمر فقط بالمرح - بل يتعلق بالحفاظ على صحة دماغك في المقام الأول.


أطلق العنان للطفل الذي بداخلك و ابدأ الاستمتاع بالألعاب الصعبة :

لطالما وُصفت الألعاب بأنها "مضيعة للوقت" في أحسن الأحوال ، و "بأنها رديئة " في أسوأ الأحوال. غير أن الألعاب و عند ممارستها باعتدال، لا تكون ممتعة فحسب، و لكنها تقدم مزايا مختلفة تستطيع تعزيز قدراتك العقلية بشكل كبير.

فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن لعبة الكلمات المتقاطعة "تأخر انخفاض قدرات الذاكرة بمقدار 2.54 عام".

و من المعلوم أن هناك العديد من الألعاب تتطلب معرفة المعلومات وتحليلها ومن ثمَّ اتخاذ القرارات. ومن نواح عدّة، تعد هذه مهارات معرفية هامة.

و في حين أننا قد لا ندرك ذلك، فإن الألعاب طريقة رائعة لتحدي الذات وتطوير مهارات التفكير النقدي لديك، خاصة إذا واصلت الانتقال إلى تحديات جديدة.

و يقول نيل تاباريا Neal Taparia ، مؤسس Solitaired، و هي مبادرة جديدة تربط الألعاب الكلاسيكية بتدريب الدماغ :

"في الواقع، تسمح الألعاب للناس بتمرين عقولهم، و تطوير المهارات الاجتماعية، و في بعض الحالات، بناء التنسيق بين اليدين و العينين إلى جانب اللياقة البدنية". 

و يقول أحد الأطباء (يبلغ من العمر 89 عاماً) من ويست بلومفيلد West Bloomfield بولاية ميشيغان Michigan ، مُرحِّباً بالفوائد العقلية للعبة:  "إن التحدي الفكري، وشعور الرضا الناتج عن حل المشاكل والصعوبات، هو ما يجعل اللعب  أمراً جذاباً للغاية".

و يمكن لألعاب مثل ألعاب السكرابل و الشطرنج وحتى الألعاب الإستراتيجية أيضاً أن تخفف التوتر وتعزز صحتك وشعورك بالإنجاز.

كذلك بوسع المخزون المعرفي في دماغك أن يستفيد من التجديد والتحديات المستمرة و التواصل الاجتماعي و الألعاب الصعبة. لذلك ، و إذا أردت أن تصل بوظائف دماغك لذروتها، اختر أي نشاط يناسبك واستمر في ممارسته - لا تتوقف. فبإمكان التحديات الجديدة دوماً أن تفعل المعجزات بعقلك.

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

الذاكرة : كيف تحسن ذاكرتك؟ إليك 8 تقنيات .. جربها

صحة الدماغ وعلاقته المحتملة بنقص فيتامين D

كيف تعمل الذاكرة ؟ النقاش حول الذكريات المكبوتة و المسترجعة

 


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن