إن أسلوب الحياة الصحي يساهم فى الحفاظ على صحة الدماغ . و بالتأكيد فالتدهور المعرفي Cognitive decline أمرٌ لا بد منه مع تقدمنا في العمر .
و وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association يبلغ حجم الدماغ ذروته في أوائل سن العشرينيات و ينخفض تدريجياً مع التقدم بالعمر .
و لكن نمط حياتك يمكن أن يبطئ من وتيرة عملية الانخفاض تلك .
و لكن من ناحية أخرى يمكنك الحفاظ على قدراتك العقلية و تعزيزها مع تقدمك في العمر.
و يمكن أن تساعدنا التغييرات السلوكية البسيطة على البقاء منتبهين و بحالة عقلية جيدة لأطول فترة ممكنة.
و بالفعل إن ما تفعله أو لا تفعله يحدث فرقاً كبيراً في المهارات الخاصة بالذاكرة و الصحة العقلية .
إن السعي نحو التحديات الفكرية و الجسدية على الرغم من أنها قد تكون غير مريحة بعض الشيء ، إلا أنها تعد واحدة من أفضل الطرق لإبطاء عملية التدهور الطبيعي للذاكرة، كما أن التحديات الجديدة هي طريقة جيدة لتنشيط العقل و بناء مسارات جديدة .
تبنى أنماط جديدة للتعلم
إن الجميع يتعلم و لكن قد تختلف أساليب التعلم .
و بالتأكيد قد تجد أن القراءة وسيلة فعالة للغاية ، بينما قد يفضل صديقك مشاهدة مقطع فيديو أو الاستماع إلى شريط صوتي.
و بالفعل فكل أسلوب قد يخلق تجارب و ذكريات مختلفة ، لأن معظم الناس لديهم أسلوب خاص بهم، و هم في نفس الوقت يميلون إلى استخدام ذلك الأسلوب لاكتساب معرفة جديدة .
فقد أوضحت الأبحاث أن كل أسلوب تعلُّم يستخدم جزء مختلف من الدماغ ، و بناءاً عليه فان إشراك المزيد من أجزاء الدماغ أثناء عملية التعلم، يمكن الشخص من تحسين قدرته على تذكر المعلومات و تذكر المزيد مما تعلمه.
و بالنسبة لي فأنا أميل إلى قراءة كتبي على جهازى الآيباد I pad الخاص بي.
فقد بدأت في قراءة المزيد من النسخ ، كما نصحت العشرات بالقراءة في المساء للابتعاد عن الشاشات بين الحين و الآخر. و كذلك فقد اصبحت أشاهد أيضاً المزيد من الأفلام الوثائقية التعليمية على منصة نيتفليكس Netflix .
و يمكن أن يساعد أسلوب التعلم الجديد في تحسين عملية معالجة دماغك للمعلومات.إذ أن التطوير في أنماط التعلم يمكن أن يساعدك لتجد شيئاً جديداً بطريقة مختلفة تماماً و ممتعة بشكل أكثر.
تنمية قدر كبير من الاهتمامات الفنية
لقد قال " بابلو بيكاسو Pablo Picasso ذات مرة " : الفن يغسل الروح من غبار الحياة اليومية .
و بالطبع يمكن أن تساعدك ممارسة هواية جديدة أو إعادة اكتشاف هواية قديمة (الرسم ، و التلوين، والتصوير الفوتوغرافي ، و الرقص ، و الاستجابة بطريقة أو أخرى للموسيقى، و ما إلى ذلك) في تحسين:
- تركيزك
- و حالتك المزاجية
- و ذاكرتك
- و نشاطك العقلي.
و ذلك لأن الهوايات الفنية تحفز الدماغ على تنمية ممارسات جديدة باستخدام الحواس المختلفة بأساليب جديدة.
و يتطلب تعلم شيء جديد أن تقوم بتحفيز نفسك على الجانب الجسدي و العقلي و العاطفي.
فأي هواية تنطوي على قدر كبير من الاهتمام بالتفاصيل يمكن أن تجنبك التدهور فى النشاط العقلي، و التأخر المعرفي، كما أنها تحسن من وظائف الذاكرة لديك .
و إلى جانب المساهمة فى انخفاض مستويات التوتر و إشراك الدماغ بأكمله فى النشاط ، فإن الاهتمامات الفنية العملية هي شكل من أشكال " وسائل التخفيف عن الخلايا العصبية " .
كما يقول الدكتور لورنس كاتز Lawrence Katz في كتابه "حافظ على دماغك على قيد الحياة: 83 تمرين عصبي لمنع فقدان الذاكرة و زيادة اللياقة العقلية " Keep Your Brain Alive: 83 Neurobic Exercises to Prevent Memory Loss and Increase Mental Fitness .
إن الفن يبني الروابط بين الخلايا العصبية و يحفز الدماغ على نمو خلايا جديدة باستخدام الحواس بطرق جديدة. كما يقول كاتز
لذا ، في حين أن التمارين البدنية و الألعاب و التأمل لها دور هام في حماية دماغك من التدهور المعرفي و تدهور النشاط العقلي ، فننصحك ألا تهمل فوائد الهوايات الفنية مثل الرسم أو التصوير الفوتوغرافي أو تعلم الموسيقى من خلال العزف على أحد الالآت الموسيقية .
و للعلم فقد كان آينشتاين عازف رائع على آلة " الكمان " .
قال هانز ألبرت ابن اينشتاين عن والده : كلما شعر أنه قد وصل إلى نهاية الطريقن أو كلما تأزم الوضع فى عمله ، كان يلجأ إلى الموسيقى ، و قد أعتاد أن تساعده الموسيقي على تخطى كل الصعاب .
فكونك ستظل متعلماً مدى الحياة يمكن أن يساعدك في الحفاظ على دماغ صحي.
و بالفعل سيكون تحفييز الدماغ باستمرار هو مفتاح الحياة النابضة بالحياة .
إن التعلم مدى الحياة ، و السعي المستمر و التطوعي -و الذي يوجد له دافع داخلي لكل معرفة جديدة- يمكن أن يحافظ على أدمغتنا تعمل بشكل أفضل ، مما قد يحد من مستويات انخفاض الإدراك و تدهور الذاكرة مع تقدمنا في العمر .
عندما تتعلم شيئاً جديداً ، فإن دماغك لا يصبح أكثر ذكاءً فحسب ، بل يزداد قوة ، لأن المعلومات الجديدة تقوي المسارات بين الخلايا العصبية في الدماغ .
و في أي وقت تقدم فيه معلومات جديدة إلى دماغك ، فأنت تساعد في حمايتها من التدهور الطبيعي الذي يصاحب الشيخوخة.
فقد أفادت دراسة نشرتها الطبيبة روزبود روبرتس Rosebud Roberts المتخصصة في علم الأعصاب ، أن التعلم مدى الحياة هو المفتاح للحفاظ على الوظائف المعرفية للدماغ "و السيناريو النهائي هو " أنك سوف تقوم باستخدامه أو ستفقده ".
و بمعنى أنه عندما تنخرط في أنشطة تحفيزية معرفية ، فإنك تقوي الاتصالات الخاصة بالخلايا العصبية ، و لكن إذا لم تستخدم هذه الدوائر في دماغك ، فستتدهور تلك الاتصالات الداخلية .
إن التعلم مدى الحياة هو رحلة و ليست مقصد.. قم باختيار تعلم المهارات و الأفكار والمفاهيم التي تجد فيها المتعة وستكون الرحلة ممتعة.
و بالتأكيد ف الهواية ليست مجرد وسيلة لملىء وقت الفراغ.
إذ يمكن أن تساهم أيضاً فى تعزيز إدراكك و تحسين جودة حياتك بشكل كامل خصص بعض الوقت لإيجاد بعض الهوايات ، بالنظر إلى كل ما سبق فإنها ستحافظ على النشاط العقلي و على الذاكرة، لديك بشكل رائع .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
التلفزيون و تراجع الذاكرة اللفظية لدى كبار السن