في هذا المقال، سنقدم لك بعض العادات التي ستساعدك على إجراء محادثات جيدة ومؤثرة
يجيد بعض الناس التحدث إلى أي شخص – ولا يجدون أي غضاضة في التحدث عن أي شيء تقريباً.
و من المعلوم أن التحدث بشكل جيد مهارة نحتاج جميعاً أن نتعلمها من أجل المشاركة الفعالة في المحادثات وجعلها تجربة رائعة – إذ عندما تكون محادثاً جيداً فإنك ستشهد فروقاً كبيرة في العديد من مجالات حياتك. فالمحادثة الجيدة تعد جزءاً مهماً ومؤثراً من الحياة الاجتماعية.
و قد تحس إزاء بعض المحادثات بالرهبة إذا شعرت أنه ليست لديك المهارات الاجتماعية المناسبة لإبقاء الشخص الآخر متفاعلاً. فمن الشائع أن ينتاب المرء القلق إزاء نظرة الآخرين له.
تقول آن غرين Anne Green ، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة CooperKatz & Company: "تتطلب المحادثات الجيدة الأخذ والعطاء، تماماً مثل إبقاء الكرة في الهواء أثناء لعبة التقاط الكرة".
والخبر السار هو أنه باستطاعتك تحسين مهارات المحادثة الخاصة بك، واكتساب الشعور بمزيد من الثقة والانخراط في أحاديث صغيرة مميزة مع أي شخص. فإذا كان التحدث مع أشخاص جدد يبدو وكأنه مهمةٌ شاقة بالنسبة لك، فقد تساعدك بعض هذه العادات.
غالباً ما تدور المحادثة الرائعة حول الاستماع أكثر من التحدث :
يستمع المتحدثون الجيدون بانتباه لما يقوله الآخرون.
و يعتبر كثير من الناس الاستماع أمراً مفروغاً منه كمهارة محادثة – غير أن مهارة الاستماع أصبحت على نحو متزايد فناً ضائعاً.
حيث يعوّل الكثير منا على فرصة مشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع الآخرين عوضاً عن الاستماع إليهم.
و لا شك أن الناس يتحدثون سوياً بغرض التواصل والتلاحم. فإذا كنت مهتماً بتقوية مهارات التواصل لديك، بدلًا من التحدث مع نفسك فقط، تعلّم أن تكون أكثر اهتماماً بالآخرين. وأن تنتبه حقاً لما يتفوهون به.
وعلى حد تعبير الكاتب الشهير ديل كارنيجي Dale Carnegie : "كن مستمعاً جيداً وشجع الآخرين على التحدث عن أنفسهم. فعندما يشعر الناس بالرضا وهم يتحدثون إليك، سيربطون تلك المشاعر الجيدة بك. وهذه طريقة رابحة لتكوين الصداقات والتأثير في الناس."
و يتطلب الأمر بعض الشجاعة لتكون مستمعاً جيداً. وليس بالضرورة أن يبدو الاستماع النشط أمراً طبيعياً في البداية، بل سيتطلب الكثير من التدريب قبل أن يصبح عادة محادثة.
طور نطاق معرفتك :
لكي تصبح متحدثاً لا يُنسى، اقرأ على نطاقٍ واسع - و أحط نفسك علماً بمجموعة متنوعة من المواضيع.
أو من الأفضل أن تصبح متعلماً مدى الحياة. ويعني التعلم مدى الحياة السعي "المستمر والشغف الذاتي" للمعرفة إما لأسباب شخصية أو مهنية.
فأكثر الناس نجاحاً وجاذبية لا يتوقفون عن التعلم. ويقرؤون كثيراً – و يضاعفون من معرفتهم باستمرار على الرغم مما يعرفونه أو حققوه بالفعل.
و كلما عرفت أكثر، كلما زادت المواضيع التي يمكنك طرحها أثناء محادثاتك. لذا ، ابقَ على إطلاع بشتى المواضيع والقضايا من الشؤون العالمية إلى الأعمال التجارية والثقافات المختلفة. و استكشف مواضيع متنوعة تهمك وكوّن منظوراً منفتحاً عن العالم والحياة والناس.
تقول سوزان بيتس Suzanne Bates ، مؤلفة كتاب (القائد الذي يمكن أن تكونه، علم تحقيق الحضور الاستثنائي): "كن جريئاً في تجاوز المجاملات للتحدث في المواضيع المثيرة للاهتمام والتي من شأنها أن تحيي المحادثة".
فعندما تكون قارئاً جيداً، سيغدو بوسعك الاستدلال و الاستشهاد بأفكار وقصص من مجالاتٍ أخرى لجعل محادثاتك جذابة ومثيرة للاهتمام.
عدّل محادثاتك وفقاً لما يدور حولك :
يقول بيتر دراكر Peter Drucker ، أحد المفكرين الأكثر شهرةً وتأثيراً في مجال الإدارة: "إن أهم شيء في التواصل هو سماع ما لا يُقال".
إذ أنه و في المحادثة العادية، يتم التغاضي عن التعديلات بسهولة. و يمتلك المتحدثون العظماء إحساساً مميزاً بالوعي. إذ يمكنهم "قراءة الجو المحيط بهم" أو تعديل مواضيعهم اعتماداً على الإشارات التي يلتقطونها من الآخرين.
لذا و من أجل الانخراط في المحادثات، راقب أوضاع الجسم المختلفة، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، وحركات العين ثم عدّل محادثاتك وفقاً لذلك.
كما تشمل بعض الأشياء التي يمكنك الاستعانة بها لإجراء محادثة لا تُنسى " الابتسام "، والإبقاء على التواصل البصري، والانحناء نحو الشخص الذي تتحدث معه.
وتقول الطبيبة جوديث أورلوف Judith Orloff ، الحاصلة على درجة الدكتوراه ، لمجلة علم النفس اليوم (Psychology Today): "لن تستطيع بالمنطق وحده أن تعرف القصة الكاملة عن أي شخص.
إذ يجب أن تخضع لأشكال حيوية أخرى من المعلومات حتى تستطيع أن تتعلم فهم الإشارات الحدسية غير اللفظية والمهمة التي يقوم بها الأشخاص من حولك."
و هكذا فإن كل ما عليك فعله هو أن تكون أكثر كفاءة في معرفة ما لا يقال.
لتعزيز الإيجابية، اتبع أسلوب المحاورة، لا المجادلة :
بوسعك إجراء المحادثات للتعلم و المتعة. و اسعَ أولاً للفهم والتواصل الصحيح.
فإذا قال شخصٌ ما شيئاً لا تتفق معه، حاول أولاً أن تعرف سبب تفكيره بهذه الطريقة عوضاً عن محاولة إقناعه بأفكارك و فلسفاتك الخاصة.
و بحسب ما تخبرنا به د. نيكي مارتينيز Nikki Martinez الأخصائية النفسية و الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس فإنه لا بد أن :
"تجمع كل المعلومات التي يمكنك الحصول عليها قبل القفز إلى استنتاجات حول شخصٍ أو موقفٍ ما. ففي كثير من الأحيان، ينشأ سوء التفاهم بين الأشخاص عندما لا يسعون إلى استبيان وفهم تجارب الآخرين".
و لا بأس في أن تعبر عن عدم اتفاقك مع ما يقوله الآخرون - و يمكنك أن تتطلّع إلى معرفة المزيد عن سبب تفكيرهم بهذه الطريقة.
و حاول كذلك أن تتذكر أن الهدف من إجراء العديد من المحادثات العادية هو التعرف على الشخص الآخر بشكل أفضل.
لذا ، تجنب الحكم على الآخرين واجعل هدفك دوماً احترام وجهات النظر المختلفة.
وتقول سيليست هيدلي Celeste Headlee ضيفة إحدى البرامج الإذاعية بجورجيا " في الموقف الثاني On Second Thought " : "من دواعي السخرية في أن تكون متحدثاً جيداً هو أن الحديث ليس الجزء الأهم، فالاستماع هو ما يجعلك متحدثاً لا تُنسى." .
و لابد أن الأمر سيستغرق وقتاً لكي تصبح متحدثاً جيداً. و من المهم أن تتدرب قدر ما تستطيع. كما عليك أن تعمل على أن تكون مستمعاً أفضل وأن تضاعف من معارفك. ومع تحسن ثقتك بنفسك، ستبدأ في الشعور براحة أكبر.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
العادات الصحية : 31 عادة صحية لتغتنم فترة التباعد الاجتماعي
كيف تتخلى عن العادات العقلية السيئة؟ 13 شيئاً لا يفعله الناس الأقوياء عقلياً