إن عمل التوكيدات و قوة التوكيدات ينطلق من مدى إيمانك بقوة مشاعرك و تأثير عباراتك و كلماتك على خلق الأشياء التي تريدها.
تقول الملهمة لويز هاي Louise Hay :
"إن التوكيدات مثل زراعة البذور في الأرض، و تكرار التوكيدات مثل الماء الذي يسقي هذه البذور حتى تكبر".
إن اليوم هو يوم جديد بالنسبة لك فهو يومٌ رائعٌ لتبدأ بخلق حياة سعيدة ورغيدة، ولتبدأ بالتحرر من جميع قيودك، ولتتعلم أسرار الحياة.
حيث يمكنك تغيير حياتك للأفضل باستخدام الأدوات التي تملكها -في الأصل- بداخلك للقيام بذلك، وهذه الأدوات هي أفكارك ومعتقداتك.
في هذا الكتاب الذي بين يديك سوف تتعلم كيفية استخدام هذه الأدوات لتحسين نوعية حياتك.
ما هي التوكيدات الإيجابية؟
بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بفوائد التوكيدات الإيجابية، أود أن أوضح قليلاً عنها.
إن التوكيد عبارة عن أي شيء تقوله أو تفكر فيه. إذ أن الكثير مما نقوله ونعتقده يعد سلبياً للغاية ولا يخلق تجارب جيدة لنا.
فينبغي علينا إعادة تشكيل اعتقاداتنا والتحدث بأنماط إيجابية إذا أردنا تغيير حياتنا.
إن التوكيد يفتح الباب لك، فهو عبارة عن نقطة بداية على طريق التغيير. ففي الأساس أنت تقول لعقلك الباطن:
"أنا أتحمل المسؤولية، وإنني أدرك أن هناك شيئاً يمكنني فعله للتغيير ".
فعندما أتحدث عن عمل التوكيدات Affirmations، أعني بهذه الحالة اختيار الكلمات بوعي، هذه الكلمات التي من شأنها أن تساعدك على التخلص من شيءٍ ما في حياتك، أو أن تساعدك في خلق شيء جديد في حياتك.
لكل كلمة تأثير و لكل فكرة واقع تخلقه
إذ أن كل فكرة تفكر فيها، وكل كلمة تتكلمها هي عبارة عن توكيد، وكل حديثٍ مع النفس، وكل حوارٍ داخلي هو تيار من التوكيدات. فأنت تستخدم التوكيدات في كل لحظة سواءً أكنت تعرف ذلك أم لا، حيث أنك تؤكد وتكوِّن تجارب حياتك بكل كلمة وكل تفكير.
ما تريده يختلف عما تعتقده و تفكر به
إن معتقداتك هي مجرد أنماط تفكير معتادة تعلمتها عندما كنت طفلاً.
وكثير من تلك الأنماط تعمل بشكل جيد للغاية بالنسبة لك، حيث قد تقيد المعتقدات الأخرى قدرتك على إنشاء الأشياء التي تقول أنك تريدها.
فما تريده، وما تعتقد بأنك تستحقه قد يكون مختلفاً تماماً، إذ ينبغي أن تعطي اهتماماً كبيراً بأفكارك حتى تتمكن من البدء بالقضاء على تلك الأفكار التي تخلق تجارب لا تريدها في حياتك.
إذ ينبغي أن تدرك أن كل شكوى هي توكيد لشيء تعتقد أنك لا تريده في حياتك.
في كل مرة تغضب فيها أنت تؤكد بأنك تريد المزيد من الغضب في حياتك..
وفي كل مرة تشعر فيها كضحية فإنك تؤكد أنك تريد الاستمرار في الشعور كضحية..
وإذا كنت تشعر أن الحياة لا تمنحك ما تريده في عالمك فمن المؤكد أنك لن تحصل أبداً على الأشياء الجيدة التي تقدمها الحياة للآخرين حتى تقوم بتغيير طريقة تفكيرك وكلامك.
فأنت لست شخصاً سيئاً لأنك تفكر في الطريقة التي تعمل بها، حيث أنك لم تتعلم أبداً كيف تفكر وتتكلم.
جميعنا قادر على البدء بالتغيير
لقد بدأ الناس في جميع أنحاء العالم الآن في تعلم الأمر المهم ذو التأثير السحري وهو، أن أفكارنا تخلق تجاربنا، وربما لم يعرف والداك هذا الأمر لذلك لم يتمكنا من تعليمه لك.
حيث أنهما -فقط- علّماك كيف تنظر إلى الحياة بالطريقة التي تعلما بها النظر إلى الحياة من أبويهما، لذلك لا يوجد هناك أحدٌ مخطئ.
ومع ذلك فقد حان الوقت لكي نستيقظ جميعاً، ونبدأ في خلق حياتنا بوعيٍ، وبطريقةٍ ترضينا وتدعمنا.
ويمكنك فعل ذلك، ويمكنني أنا فعل ذلك، والجميع يمكنهم فعل ذلك... جميعنا يمكننا أن نفعلها، نحن فقط بحاجة لمعرفة كيف نفعلها، لذلك علينا الآن أن نسعى نحو البدء بالتطبيق.
من خلال هذا الكتاب سأتحدث عن التوكيدات بشكل عام وبعد ذلك سأصل إلى مجالات محددة من الحياة وأريكم كيفية إجراء تغييرات إيجابية في مجال الصحة، والمال، و الحياة العاطفية، وما إلى ذلك من المجالات.
فهذا كتاب الذي نتحدث حوله بسيط للغاية، لأنه بمجرد معرفة كيفية استخدام التوكيدات، ستتمكن عندها من تطبيق المبادئ في جميع المواقف.
يقول بعض الناس أن "التوكيدات لا تعمل" (وهو تأكيد بحد ذاته)، و ذلك يتحقق عندما يكون مقصودهم بأنهم لا يعرفون كيفية استخدام التوكيدات بشكلٍ صحيحٍ.
في حال تضارب توكيدين ايهما سيتحقق؟
قد يقول بعض الناس (كتوكيد)
"إن ثرائي يزداد"، لكن بعد ذلك يعتقدون بأن اعتقادهم غبي، وأنهم يعلمون بأن اعتقادهم لن ينجح أو يتحقق.
أي تأكيد تعتقد بأنه سينجح؟
بالتأكيد إن الاعتقاد السلبي هو الذي سينجح. لأن الاعتقاد السلبي هو جزءٌ من طريقة اعتيادية طويلة الأمد للنظر إلى الحياة.
وفي بعض الأحيان سيردد الناس تأكيداتهم مرة واحدة يومياً ، و بعد ذلك سيبدأون بالشكوى بقية الوقت.
فهنا سيستغرق التأكيد وقتاً طويلاً ليتحقق إذا تم بهذه الطريقة.
إذ أن توكيدات الشكاوي ستنجح دائماً، لأن هناك الكثير منها وعادة ما تقال بشعور رائع.
التوكيدات كالبذور و تكرارها بروح طيبة هو التربة التي ستنمو بها هذه البذور
ومع ذلك فإن قول التوكيدات ليس سوى جزء من العملية.
حيث ما تفعله بقية اليوم والليل هو أكثر أهمية، إذ أن سر نجاح توكيداتك بسرعة وثبات يكمن في تهيئة جوٍ من أجل أن تنجح فيها.
حيث إن التوكيدات هي مثل البذور المزروعة في التربة.
و كما نعلم جميعاً انه كلما كانت التربة فقيرة كلما كان نمو البذور أضعف، وكلما كانت التربة غنية كلما كان نمو البذور أكثر قوة و أكثر غزارةً.
وبالتطبيق على الأفكار، كلما اخترت التفكير في الأفكار التي تجعلك تشعر بالراحة أكثر كلما زادت سرعة نجاح توكيداتك.
وبكل بساطة.. ما عليك سوى التفكير بالأفكار السعيدة والمبهجة وهذا ممكن و يسير.
حيث أن الطريقة التي تختارها للتفكير في الوقت الحالي هي مجرد اختيار.
وقد لا تدرك ذلك لأنك فكرت بهذه الطريقة لفترة طويلة، لكنها حقاً خيار.
والآن واليوم وهذه اللحظة بالذات يمكنك اختيار تغيير تفكيرك.
ولن تنقلب حياتك بين عشية وضحاها ولكن إذا كنت ثابتاً على مبدئك واتخذت القرار على أساس يومي للتفكير في الأفكار التي تجعلك تشعر بالراحة، فبالتأكيد ستجرستُحدِث تغييرات إيجابية في كل مجال من مجالات حياتك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
توكيدات الحب وقوتها في تغيير الحياة
خمسون 50 توكيداً يساعدك على شفاء حياتك وتحقيق النجاح - لويز هاي